من المقصود: عمار الحكيم أم المجلس الأعلى ؟!

غفار العراقي

لا يمكن أن تمر حادثة اعتقال السيد عمار الحكيم من قبل القوات ( المحتلة للبلد ) بدون تحليل ودراسة الأسباب والدوافع وكذلك معرفة الغايات والأهداف التي أدت إلى تلك العملية المفاجأة وغير المبررة ، ولا أريد هنا أن امتدح وامجّد الرجل - كما فعل البعض - ولا أود ذمه وشتمه - كما فعل آخرون - فذلك ليس مقصدي .

لم تكن شخصية عمار الحكيم مطلوبة لدى الأمريكان كما لم تكن من الشخصيات المعادية لهم بل انه لم يكن حتى يسميها قوات الاحتلال ( واستمر نهجه حتى بعد عملية الاعتقال ) ! ، إذا فالأمر ليس كما يتصور البعض وليس كما يعتقد فالعملية كانت محسوبة وبدقة كبيرة جدا ولم تكن حالة طارئة أو عملية خطأ وغير مقصودة كما حاول بعض الساسة الأمريكان أن يصوروا لإيهام البسطاء من أبناء الشعب العراقي أو غيرهم من أبناء الإسلام والطائفة الشيعية بالخصوص ( لأنهم المستهدفون ) ، وليست كما ذكر الضابط الذي كلّم السيد عمار ان سبب الاعتقال هو نفاد صلاحية جواز سفره ( وهذا من المضحكات المبكيات في عراق أمريكا اليوم ، حيث يحاسب العراقي على دخوله البلد ولا يحاسبون مخابرات العالم جميعا التي جعلت من العراق مسرحا لصراعاتها السياسية ) ، كما إنها ليست الأسباب التي حاول آخرون أن يتداولوها في بعض الصحف والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائيــــــة ( المعادية ) بأن المقصود من الاعتقال كان السيد مقتدى الصدر وقد حصل اشتباه في الشخص لأنهم متشابهون في لون العمامة السوداء ( وهذا من سخف وتفاهة هؤلاء فكيف يبقى عمار الحكيم أكثر من عشر ساعات محتجزا في القاعدة الأمريكية ( العراقية ) بدون أن يتأكدوا منه هل هو عمار أم مقتدى!!!! ) .

عموما لا أريد مناقشة سخافات الفضائيات والصحف والمواقع المعروفة بعدائها بقدر ما أود أن أجيب عن التساؤل الذي وضعته عنوانا لموضوع مقالي ، فبعد أن عرضت لكم - قرائي الكرام - مجموعة التصريحات وعدد من ردود الأفعال وغيرها ، هل يمكن أن يكون الجواب ان المستهدف هو شخص السيد عمار الحكيم أم المجلس الأعلى الذي ينتمي إليه ؟

طبعا أنا متأكد - لا معتقد - ان المستهدف هو ما وراء الاعتقال وليس الاعتقال بحد ذاته ، أي ان انتماء السيد عمار الحكيم هو المستهدف وانتماء المجلس الأعلى هو المستهدف وقائد المجلس الأعلى هو المستهدف لأنه زعيم الائتلاف العراقي الموحد الذي يشكل الحكومة العراقية وأغلبية البرلمان العراقي وبالتالي فهو المحسوب على طائفة ومذهب الشيعة وأتباع أهل البيت (ع) ، وبالتالي يمكن الاستنتاج ان المكون الشيعي هو المستهدف من قبل القوات الأمريكية أو الإدارة الأمريكية -إذا ما علمنا ان عملية الاعتقال قد رتّب لها منذ مدة وكانت على نطاق عالي المستوى – وذلك لإرضاء الاتجاه الآخر أو المكون الآخر في العراق وفي العالم العربي الذي يلعب دورا كبيرا في تحريك السياسة الأمريكية - المتخبطة بوجود الرئيس الأغبى في تاريخ أمريكا حسب الاستفتاءات الأمريكية - ، لذا فان إذلال واهانة الشخصيات والرموز والأحزاب وكل ما يمت بصلة لمذهب الحكومة هو نوع من إرضاء الحكومات العربية الداعية للإطاحة بالحكومة الحالية ( بسبب مذهبها فقط ) وكذلك نوع من فرض القيود على عمل الحكومة لكي لا تكون مقرراتها وقراراتها بمعزل عن ( ولاة الأمر وأهل الدار!) .

والمتتبع للأحداث الأخيرة والاختراقات العديدة والاعتداءات المتكررة من قبل القوات الأمريكية ضد قائمة الائتلاف ومن يمت لها بصلة ، يستطيع التأكد من تحليلنا ودراستنا وعلى سبيل الأمثلة لا الحصر نورد هنا مجموعة من الاختراقات والاعتداءات :

1- محاولة إظهار الحكومة الحالية بالمظهر الضعيف من خلال التهديد والوعيد الذي يصدر من بعض الساسة الأمريكان في وضع جدول زمني للحكومة !

2- محاولة دق الإسفين بين الشيعة والسنة من خلال التحريض المباشر وغير المباشر وفي عدة اتجاهات ومن أمثلتها موضوع إعدام الطاغية صدام وتصويره على انه إعدام الشيعة لرجل سني وآخرها - وليس الأخير طبعا - موضوع المدعوة صابرين الجنابي

3- المداهمات المستمرة لمكاتب الشهيد الصدر واعتقال أفراد من تياره المشترك بالعملية السياسية ضمن قائمة الائتلاف

4-  اعتقال وكيل وزير الصحة ( قائمة الائتلاف )

5-  مداهمة مقر حزب الدعوة تنظيم العراق ( الائتلاف )

6-  مداهمة صحف ومقرات إعلامية تابعة للحكومة وآخرها صحيفة الدعوة التابعة لحزب الدعوة ( الائتلاف )

7-  محاولات شق الائتلاف وخصوصا حزب الدعوة والتيار الصدري ( المكون الرئيس للائتلاف )

8-  مداهمة جامع براثا والعبث بمكتب الشيخ جلال الدين الصغير ( الائتلاف )

وسمعت أثناء كتابة مقالي بالحادث الذي استهدف نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ووزير البلديات والأشغال رياض غريب في عملية محكمة لا استبعد وجود خيوط أمريكية فيها !! وللأسف استمر السيد عبد العزيز الحكيم – كعادته في كل حادث وكل جريمة – باتهام ( الأشباح والخفافيش ) الذين يعبّر عنهم بالصداميين والتكفيريين وليت شعري ما أكثرهم في البرلمان وفي جميع الأحزاب والقوائم ومنها قائمة الائتلاف ، فهلا فعلتم شيئا لهم وهلاّ أبعدتموهم عن مواقع القرار والسيادة ( المنقوصة أصلا ) !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com