|
تحديات خطيرة للخطة الامنية
مهدي الحسني ان جميع الخطط الامنية السابقة والحالية مرت بتحديات كبيرة وخروقات كبيرة ولكن االاحتقان الطائفي السياسي حاليا يجعل الخطة الامنية الحالية أشد تعرضاً لعمليات أفشالها لأنها أخذت وقتاً طويلاً لأعدادها ولأنها أكثر جدية ولديها مهمات صعبة لأنجازها وأهمها القضاء على بؤر قتل المواطنين في بغداد وأعادة المهجرين الى ديارهم . ومن بعض العوامل التي تجعل الخطة ألأمنية معرضة للخطر, هو حالة الحساسية المفرطة التي يعيشها السياسيين ضد بعضهم البعض والتي بواقع الحال تؤثر على الشارع العراقي فمثلاً لو حدث أي شئ وفي أي مكان تجد جميع السياسيين وكأنهم يعيشون حالة ترقب شديد وكأن يوم القيامة سيقع بعد ثواني معدودة فيسارع الكل لأطلاق التصريحات والبيانات التي يعتبرونها من الخطب العصماء ليفسروا الحادث كيف يشاؤون ويسيرون بالامور عكس مساراتها الصحيحة ويخرجونها من قوالبها الطبيعية ويضعوها في قوالب يصممونها شخصياً حسب مزاجاتهم دون أي مراعاة لعقل المواطن في الشارع العراقي والذي أتمنى أن يدرك شيئاً فشيئأً مدى عجز هؤلاء السياسيين عن قيادته وأنهم يتصرفون بالشعب كهواة كرة قدم وليسوا كمحترفين سياسة رغم أننا لم يسبق لنا في كل حكومات النظام السابق أن سمعنا بهذا الكم الهائل من الدكاترة والأساتذة , فنرجوا أن لايهتم المواطن العراقي بكل تصريح أو خطبة أو بيان لأن أكثرها أصبحت تُؤخر ولاتُقدم شيئأً . مشكلة صابرين أو زينب أو من لايعلم أسمها الحقيقي ألأ الله والراسخون في الحكومة والدولة, كادت تطيح بالخطة ألأمنية رغم أنها ليست أقل من جريمة الجندي الامريكي في المحمودية وليست أكبر من ممارسات الأمريكان في سجن أبو غريب في أستعمال وسائل تحقيق غير معهودة ألأ في عهد النظام البائد , هذه الجريمة الأخيرة أذا ثبت وقوعها حيث لاتزال ألأمور قيد التحقيق هي من الجرائم التي تتكرر كثيراً في العراق أو غيره من الدول وما ألأهمية التي أكتسبتها القضية ألآن إلأ لأنها حدثت أثناء تنفيذ الخطة ألأمنية ولأن هناك من يريد التصيد في المياه العكرة لأجل أن تطول معاناة المواطن ألعراقي الأمنية وليبقى يعيش في هذه الدوامة الأمنية المرعبة ألى أبد ألأبدين وبغض النظر عن الخطة ألأمنية تنجح أم لا فعلى السياسيين أن يكون همهم ألأول هو تحقيق ألأمن للمواطن العراقي سواء بتصريح طيب وخطبة تحمل معاني التوحد وأجراء أمني يشمل كل المناطق لأن مانسمعه يومياً هو أنتقال ألأرهابيين بين المناطق المختلفة هروباً من هنا وهناك فقد يهرب الأرهابيون من منطقة متوترة الى آمنة ومن منطقة آمنة ألى متوترة حسب بيانات الحكومة وهذا يؤكد الحاجة الى التواجد ألأمني في كل المناطق . كما يشكل ألأعلام المغرض الذي يسعى الى تصعيد التوتر أكبر خطر على الخطط ألأمنية وليست قنوات الدجل الفضائية الوحيدة في أثارة الفتنة بل يمتد ليشمل بعض الأفواه السياسية التي تتغذى على الفتن وتزود الفضائيات بما تحتاج من وسائل أثارة الفتن ألطائفية والحروب ألأهلية . ويبدو أن كل شئ يحدث في الداخل والخارج ويمس المواطن العراقي يؤثر سلباً على الواقع الأمني في العراق وعلى الخطط الأمنية فمثلاً جرة قلم واحدة في دولة يعيش فيها مايقارب المليون ونصف المليون سائح أو مقيم تحولوا بقدرة قادر الى لاجئين يحتار العالم بمشكلة أيوائهم ومشكلة جوازات السفر العراقية التي أصبحت غير صالحة في جميع الدول ألإ العراق رغم أن أكثر من نصف أعضاء الحكومة والمسؤلين عن الجوازات عاشوا وأقاموا ويحملون جنسيات وجوازات دول متقدمة لايمكن تزوير جوازات سفرها ولكن أصبحوا عاجزين عن تأمين جواز سفر عراقي غير قابل للتزوير رغم صرف ملايين الدولارات , هذه المفارقة تستحق النظر أيضاً ! . وبسبب الفوضى ألأمنية والسياسية فقد أصبح المواطن البسيط يعتبر أن كل من يظهر على شاشة التلفاز ليقرأ بيان أو يطلق تصريح هو مسؤول في الدولة وعليه يبني تصوراته وأنفعالاته وربما أفعاله لاحقاً وحتى الحكومة ذاتها تجد لها عدة تصاريح ومن عدة مسؤولين وعلى قضية واحدة وحتى بعض أعضاء مجلس النواب الذين يُدلون بدلوهم في كل صغيرة وكبيرة يظنهم المواطن البسيط أنهم أعضاء في الحكومة ويمثلون وجهة نظرها بسبب كثرة ظهورهم العلني على أغلب الشاشات الفضائية فيقع في حيرة من أمره . ونقول كلمة أخيرة أن أرحموا شعبنا ولاتُدخلوه في متاهات أكثر من تلك التي يعيشها ونرجوا أن تتظافر جهود كل الخيَرين لتحقيق ألأمن المطلوب وأن يساهم الجميع في أعادة كل المُهجرين الى ديارهم وبمبادرة وطنية شعبية قبل أن تكون عسكرية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |