شخبطة على الحائط

العرب ذبحوا العراق وحرقوه شعرا ونثرا

والعراقيون الخيرون يعيشون عصر التفجير والذبح والقتل والسلب

 

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

استمعت الى قصيدة شاعر سعودي يعتمر كوفية حريرية مصنوعة من الدمقس والديباج مستوردة بالدولارات الامريكية، راح ينعي العراق متضمنا كلمات اهل الشقاق والحجاج والحاضرون يصفقون التصفيق الحار في قاعات متكنكة ومكندشة وكان يثرثر كلمات التحميس والشرف المداس بالاقدام والفتيات اللواتي هتكت اعراضهن وبعن باسواق النخاسة انه انتهاك للشرف الرفيع والمشاهدون ممن امتلأت جيوبهم بالدولارات السعودية يصفقون بحماس وحرارة وليس بينهم امرأة واحدة لان كلهن الآن يرتدن المولات واسواق الاحذية لان اصحاب كوفيات الدمقس لا يشاهدون من النساء غير احذيتهن لهذا يموتون اسا وغراما باحذية النساء الباريسية.

على اي حال انهم الرجال يصفقون وحرام على النساء ان يصفقن لان تصفيقهن واصواتهن عورات مكشوفة للرجال. في تلك الندوة الشعرية الرجال كانوا يبكون مياه العراق وتراثه وهم كرجال يتعطرون باحدث عطور كرستيان ديور وباريس ويقودون السيارات الفارهة ويدخنون اللكي سترايك بعد ان كانوا قبل نصف قرن مضي حفاة اولادهم عراة نسائهم لم يعرفن ما معنى الحذاء ثم امطرت عليهم السماء الدولارات فتركوا ركوب البعران وامتطوا الطائرات النفاثات وفوق الصوت. اما نحن في العراق فحلت علينا اللعنة وليس هذا امر اول فقبلها جاء العرب الكرام اصحاب فكرة من الخليج العربي الى المحيط. كان الناهق احمد سعيد يعيط (اخي في العراق اقتل اقتل ان لم تقتل قتلوك) وبعض العراقيين يشتعلون نارا ممن امتهنوا القتل بالآخرين يهيمون بهذه الاقوال فراحوا يقتلون ويحرقون. ثم تلى ذلك صعلوك الصعاليك عبد السلام عارف فبدأ احد مواليه وهو الامام عبد الوهاب الاعظمي ينعق من جامع الاورفلية (ياعملاء الفاتيكان) ثم تلاها السعير بين مكروفونات الكاظمية والاعظمية، ثم تلت ذلك ثورة اثر ثورة وفي كل هذه كان النزيف العراقي دم يهدر واموال تسرق، ُحتى جاء العلج المعلق بالحبل صدام فكان النزف والحروب والابادات حتىاخذ العراقيون يقفون صفوفا للحصول على جبنة كرافت وكانت من استيراد النغل عدي وهي منتهية التاريخ والعراقيون يدفعون ثمنها ويقال عنها انها هبة السيد الريس.

وفي ايامنا هذه جاءت محطات التلفزة العربية الشريرة تمارس فرصتها الذهبية تعيد اجترارات اخرى ليس من المحيط الى الخليج بل الغزاة الامريكان الذين لوثوا شرف العراقيات اللواتي سبين وتناسوا ما حدث في الحرب العراقية الايرانية وما حدث فيها من سيئات وما حدث للاسرى العرا قيين ولازالوا منسيين لم يتحدث عنهم الشرفاء احد لا في العالم العربي ولا العالم الاسلامي. قناة الجزيرة اللعينة كانت اكبر محرض للشوارع السيكوباثية على الذبح والقتل فذبحوا المئات من اصحاب العقول العراقية بما فيهم الطبيب والاستاذ الجامعي والخبير والمفكر الحر ولم يعد في العراق غير اصحاب العمائم المثبنة امام المرايا وجببهم المكواة بالمكواة الكهربائية ويحرسهم العشرات من المسلحين والفرد العراقي لايجد ماء يشربه او يغسل به اطفاله. ولم تبق جامعة او معهد او مستشفى لم تفجر. قناة الجزيرة في مقدمة القنوات التي صبت البانزين على الجماهير العربية التي ليست بحتاجة الى صب الوقود لان اغلبها جماهير سايكوباثية تنتظر من يحرضها. سمعت رئيس التحريض في القناة وما اكثر اللذين يماثلونه في الشرور. سمعته يقول لو اعطيت الخيار لذهبت مع عائلتي الى امريكا، قالها بملء الصلافة لانه لا يستحي وهدفه الاول الدولارات وكان هو اول المحرضين على نشر الطائفية اللعينة، فبدأ عصر العمائم الذي يمكن تسميته بـ (عمائم ما فوق الحداثة). والصحاقة العربية وخاصة المصرية كان لها ادوار في تلهيب القتل والسلب والذبح وكان اشدهم قذارة وقبحا صاحب اللسان الطويل طوال الحذاء، وهو اكلب الكلاب والشارع المجنون هناك يلتهب بكتاباته على رغم كونه ملتهبا في الاساس. الصحفي المسعور هو (البكري) وقد استقى منه الحقد الكثير ممن يعيشون في تورونتو ولا زال منهم اراهم عند المقابلات الطارئة تمتليء محاجرهم ووجوههم القذرة بالحقد الكامن في صدورهم لمجرد بضع كلمات سموعها. تجد هذا في كندا التي آوتهم وسبب هذا التمادي في الحقد ان احدى الجرائد في كندا مثلا كانت تنشر ولاتزال تنشر مقالات القذر (البكري) تنشر المقال القذر في ثلاثة اعداد منها لان ماينشرة البكري الحاقد طويل معد للشارع السايكوباثي هناك لذا فان الجريدة تنشر ما ثرثر به (البقري) قي ثلاثة اعداد متتالية وبعناوين محرضة كبيرة في ثلاثة من اعدادها. والمعروف عن الصحيفة انها كانت من المحرضين على التناحر في العراق مع ذلك فانها قبضت اعلانا دسما من اعلانات الانتخابات العراقية في كندا ونال آخر عراقي حصتة منها. وقد اختيرت من قبل عراقي في حين حرمت جريدة عراقية اصيلة في كندا من هذا الاعلان . الوضع العراقي الحالي من حيث بدأ ولم يزل لم يسجله التاريخ حتي عندما اجتاح المغول بغداد ولقد اصابت العراق الطواعين ففي كل عهد طاعون. طواعين من الشرق وطواعين من الشمال بل حتى من الجنوب عندما غزى الوهابيون العراق في وقت كانوا يأكلون الضباء والعقارب والجراد والجرذان، غزوا جنوب العراق متمثلين بقول اماهمهم الاكبر ابن تيمية الذي افتى بانه لا يجوز اقامة الاضرحة للأمة فعاثوا في النجف فسادا وسرقو باسم الله ما سرقوا ثم رجعوا محملين بالذهب.

من الشرق ابتلى العراق بالغزوات البويهية وما جرى اثرها من قتل ونهب في كافة الغزوات واصبح العراق ساحة حروب مفتوحة بين السلاجقة الآتون من الشمال، والبويهيون الآتون من الشرق فغدى متسلجقا ومتبويها. نهيوا من خبراته مانهبوا وقتلوا ما قتلوا وكان التاريخ المنقسم بيننا الى تاريخين، كل تارخ من التاريخين يلعن تاريخ الآخر ويمجد باحرف من نار تاريخه العتيد وبهذه الطريقة كتب التاريخ. بعد السقوط الاخير للعراق بايدي المغول وهو ليس بالاخير حقا لانه كان سقطة تلتها سقطات وسقطات من الاخوان والقربى. وبهذه الاحتلالات مرة اثر مرة لم يعد العراق عراقا كما يحدث الآن، اذ تصعلك العراق في نظر التاريخ وهو الآن لايزال يتصعلك على ارصفة التاريخ الحديث، كما تصعلكت لبنان بايحاءات العمائم السود والبيض. في العصر البويهي اصبح الخليفة العباسي مطية حتى قال عنه الشاعر (خليفة في قفص بن وصيف وبغى – يقول ما قالا له كما تقول الببغا) وفي العصر البويهي كان الخطباء في الجوامع يبدؤن الدعاء بالخليفة العباس ثم الوالي الجالس في ايران، وكان الكثير يسألون لماذا لا تطردوا الخليفة السني فكان الجواب في السر اذا جئنا بخليفة من آل البيت فانه سيضرب الجالس فس ايران شلوتا ويعلن نفسه خليفة. وعندما كان السلاجقة يحتلون العراق كانت اهم مواصفاتهم المتخلفة عن الركب الامعان في التخلف وكانت الولاية على العراق في العصر العثماني تسند لمن يتزايد في الدفع للباب العالي في اسطنبول، وعندما رسى حاضر العراق في ايدي العثمانيين، لم يفتحوا مدرسة ولا مستشفي وكان المسيحيون واليهود يدفعون مايجب دفعه للباب العالي من رشوات، ففتح كل واحد منهما مدرسة في بغداد والبصرة والموصل. ثم جاء الاستعمار البريطاني ففتح ما فتح من مدارس ومستشفيات ومعاهد وكان كل ذللك من المستعمرين لعنهم الله. الف بركة منه للاخوان اوابناء العم والخال الذين منهم العثامنة الذين قلبوا المستنصرية التي اضاءت الشعلة للنهضة العباسية وشع نورها على العالم اذ قلبوها الى اسطبل خيل للجندرمة والانكشارية. اما الآن فان العراق يتمتع بما جاء به انكشارية هذا الزمان من اصحاب العمائم المصبوغة بالابيض والاسود. نحن الآن نعيش عصر عمائم مابعد الحداثة وعمائم ما فوق الحداثة والسوبر حداثة. اللهم انقذ العراق من هذا العصر عصر الطواعين وانقذ الخيرين من بنات وابناء ونساء وشيوخ العراق من هذ الطاعون.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com