|
كيف نتحرر من الصنمية؟؟؟ الدكتور عباس العبودي ان معركة المواجهة مع الصنمية تحتاج الى مقدمات صحيحة , وبدون توفر المقدمات الصحيحة فسيكون عملنا غير ناضج وسوف نعيش بصنمية جديدة . اولا علينا معرفى اسباب تولد الصنمية في المجتمع: 1- الجهل 2-الفراغ العقائدي 3-الحاجة الاقتصادية 4-العصبية القبلية-العصبية الحزبية-العصبية الفكرية-العصبية المذهبية وغيرها. فحينما نشخص الاسباب يسهل علينا المعالجة رغم كل التحديات التي تواجهنا –لان محاربة الصنمية مسؤولية انسانية ووطنية ودينية –والارهاب الذي نواجهه اليوم في مجتمعنا هو نتاج لهذه الصنمية الي ذكرنا اسبابها .إذن فلابد ان نتحرر من هذه القيود واول هذه القيود هي اصنام الشهوة ,لان اصنام الشهوة تحطم المحتوى الداخلي للانسان وتجعله يقلب كل الموازين من اجل تحقق رغباته وتسلبه حريته الانسانية. فإذا استطاع الانسان ان يتحرر من الصنم الاول (الهوى والانا) التي تمثلهما الشهوة . وحينما يستطيع ان يحطم صنم نفسه ,يكون قادرا على تجاوز ,يستطيع ان يتحرر من الاصنام الاجتماعية التي تعيق علاقات الافراد فيما بعضهم البعض من خلال منطلق انساني هو قاعدة الكلمة السواء التي تجمع كل الناس على المشتركات الانسانية, بعيدا عن الاستعباد والاستغلال اللامشروع لاهل الحاجة ,والتذكر دائما ان هناك مخلوق وهو الانسان وهناك الخالق المطلق وهو الله سبحانه وتعالى «قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم: ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله» آل عمران 64. فهذه العبادة المطلقة الى الله وتحرير النفس من القيود الصنمية الفردية او الاجتماعية سواء كان الصنم امة، ام فئة تمكننا من الانطلاق والقول بصوت عالي –انه لاسبيل لسيطرة مجموعة بشرية على مجموعة بشرية وانتهاك حريتها ولاسبيل لأنسان مخلوق ان ينصب نفسه صنما للاخرين من دون الله . أن الانسان الواعي الذي يتحرر من قيوده الصنمية ويقر بعبوديته المطلقة الى الله سوف يرفض كل صنم وكل تأليه مزور لاي انسان ويرفع راسه حرا أبيا ولايستشعر ذل العبودية والهوان امام اي قوة من قوى الارض او صنم من اصنامها لان الله وليه ومن يكن الله وليه فلاخوف عليه وهو ينطلق نحو الله بارادة وعزيمة واعية الذي يرشدنا الى طريق الحرية واحترام انسانيتنا التي يحاول الاخرين استلابها بطريقة الاستغفال . كذلك انه من الحكمة والنجاح ان نجمع المشتركات الانسانية ونبني المساحات التي جمعتنا ونصغلر حجم المساحات التي نختلف فيها منطلقين من قواعد الكلمة السواء-والحوار الواعي لتكامل الحقيقة من قاعدة قل هاتوا برهانكم «.. فبشر عبادِ * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.»(الزمر: 17 ـ 18 ). «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون»(النحل: 44 ). «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أولو كان آباءهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون»(البقرة: 170 ). «تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين»(البقرة: 111 ). فلنبني العراق الجديد كدولة للانسان ولنحطم جميع اصنامنا التي صنعناها بانفسنا او فرضت علينا دون ارادتنا ولنتوكل على الله بعد التخطيط السليم الذي اراده الله منا ان نكون بعيدا عن الاناية والهوى اللذان يقصمان ظهر البناء الداخلي للامة ونكون من المستبدلين . فلنتفق على مفهوم ليس منا من يملك الحقيقة كلها وانما الحقيقة تتكامل بالحوار والسلام
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |