العلوي والعوادي وصحيفة الصباح!

غفار العراقي / كاتب يعشق العراق

في البدء لابدّ لي أن احيي الكاتب باسم العوادي على الحلقات التي نشرها ردا على ( تخرصات وتفاهات ) المدعي حسن العلوي ، ولا أريد أن أزيد على ما قاله السيد العوادي حول طبيعة كتاب (العلوي) ومن الذي يساعد على انتشاره ونشره لان الكل يعرف أن الفضائيات التي تروج لكتابه والصحف التي تمجّد وتعلن عنه هي صحف مأجورة ومعادية للشعب العراقي عموما وللشيعة بوجه خاص -  وللأسف– قامت صحيفة الصباح الحكومية – التي يفترض انها مع الشعب وصوته – قامت وبدون دراسة مسبقة بنشر الكتاب على صفحاتها بعد هالة إعلامية بلا وعي وإدراك لما في كتاب (عمر والتشيع) من تحريض على الطائفية والعنف في بلد ذاق الأمرين من سياسات حكم البعث الفاشي – الذي يشكل العلوي احد أبواقه الإعلامية حيث كان رئيسا لتحرير مجلة ألف باء الصدامية – واستطيع الجزم أن لا احد من كادر صحيفتنا ( الوطنية ) قد اطلع على مضامين الكتاب ( الفتنة ) لأنهم ببساطة غير قادرين على التمييز بين الصحيح منه والكاذب المفتعل  كما لا اعتقد أنهم قد استعانوا بشخصيات دينية أو ببعض المؤرخين الإسلاميين للاطلاع على الكتاب قبل نشره بل كان همهم الوحيد  أن يسايروا الصحف العربية التي تنشر كل شيء ما دام يحقق لها الشهرة ويكثر من مبيعاتها على حساب المبادئ والقيم ورسالة المهنة !! ولا اعرف ما هي الغاية من نشر هذا الكتاب رغم ان هناك العشرات من المؤلفات ولكتاب وطنيين بارزين منها ما تدعو للوحدة  ونبذ العنف ومنها ما تنتقد الممارسات السياسية المنافقة وغيرها من الأمور التي ابتلي بها الشارع العراقي في السابق وبعد التحرير!!

 وبهذه المناسبة أدعو الحكومة العراقية وبالخصوص السيد نوري المالكي رئيس الوزراء أن يأمر بتشكيل لجان خاصة – محترفة – ومن شخصيات عراقية واعية ومدركة ولديها خبرات إعلامية وتاريخية وإسلامية كبيرة للقيام بمهام متابعة ومراقبة جميع الصحف والفضائيات – المحسوبة على الحكومة على الأقل – ليكون عملها النصح والإرشاد وخلق كوادر إعلامية قادرة على الوقوف بوجه الهجمة الإعلامية الشرسة  التي تعصف بالبلد من كل صوب ولا من مدافع ولا من راد عليها رغم أن الحق واضح جلي ورغم أن هناك الكثير الذي يمكن استغلاله إعلاميا لإسقاط حجج أهل الباطل ولكن للأسف الشديد أقول هذه هي مقدرتهم وهذه هي إمكاناتهم (وللموضوع وقفة أخرى) !!

وأعود إلى الكاتب باسم العوادي لأجيبه عن بعض التساؤلات التي أوردها في بعض سطور حلقاته ( الرادة ) على العلوي حيث يقول في إحدى فقرات الحلقة الثانية ( لماذا سار الأستاذ حسن العلوي بهذا الطريق وما هي المحصلة التي سيصل إليها في نهاية المطاف ؟؟؟)

وللجواب على الشطر الأول من السؤال لابد لنا أن نستذكر الأسباب والظروف التي أدت إلى هروب العلوي من العراق وجعلته معارضا كالكثيرين غيره – رغم أنوفنا - ، فلابد من دراسة سيكولوجية لهذا الرجل لندخل إلى عالمه وطرق تفكيره وتعامله مع الأحداث .

لقد تربى (حسن عليوي ) في أحضان الفقر المدقع الذي ولّد عنده الغيرة من جميع المترفين والأغنياء خصوصا عائلة خاله التي كانت من العوائل الغنية مما حدا به أن يستغل الصفة الأبرز في شخصيته وهي التملق والوصول بأي وسيلة فتزوج ابنة خاله ليكون مقربا من صدام عن طريق أخيها عدنان الحمداني الذي كان اقرب البعثيين لصدام قبل أن يقدم الأخير على إعدامه ويقوم العلوي بتأييد ذلك القرار ليحافظ على نفسه (كما ذكر الأستاذ احمد السمياوي في مقاله الموسوم حسن العلوي .. سيرة سرسري .. المنشور في موقع صوت العراق بتاريخ 24-2-2007 ) ، وهذه ليست المرة الأولى التي يغدر بها هذا الرجل فسجله حافل بذلك وما حدث مع صديقه ( المفترض ) الزعيم عبد الكريم قاسم وكيفية رد جميله وجميل والدته ( كيفية ) بأبشع رد وأنذل طريقة لهي خير دليل على ذلك ( مقال للكاتب حسن أسد بعنوان حسن العلوي وظيفته سفير ومهنته كاتب)!!

 إلا أن صدام - المعروف بعدم ثقته بأقرب المقربين – قرر إبعاد هذا الرجل وقام بزجه في السجن وبعد أن تمكن من الخروج منه بطريقة ميكافيلية غريبة حين ألّف كتابا لشتم الشيعة ( وهذا دليل على أن الرجل له سوابق في ذلك) فأطلق سراحه وهرب إلى خارج العراق ليبدأ رحلة التملق الجديدة وهذه المرة اتجه صوب المعارضة العراقية والشيعية بالخصوص بعد أن استخدم أسلوب ابن العاص في إعلان توبته (الكاذبة) فتحول إلى  معارض يؤلف الكتب وينشر المقالات المعارضة ( لعله ) يحضى برعاية ( أخرى ) تأتيه في أرذل العمر ليكون الرئيس القادم لحكومة العراق بعد التحرير ،  ولكن ما حصل ان جميع الحكومات التي تلت سقوط الصنم البعثي تجاهلته تماما ولم تعبأ به ولم يكن طرفا في أي نقاش حول مستقبل العراق  وكان أمله الوحيد في عودة حكم البعث عن طريق ( زميله ) أياد علاوي ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي البعث ! فسقط علاوي بالضربة القاضية أمام حكم واختيار الشعب الذي رفضه ورفض جميع طروحاته في أكثر من مناسبة وآخرها ( حادثة النجف الشهيرة )!!.

واستلم الإسلاميون الشيعة مقاليد الحكم فمن الجعفري إلى المالكي – المعروف برفضه للبعث – كان العلوي يترقب وينتظر فرصته التي لم تأت ، وبعد اليأس من تحقق الأمنية الكبرى قرر العودة إلى أصوله وبدأ بمغازلة أعداء الحكومة وخصوصا أعداء الشيعة فصار النجم الأول على شاشات الفضائيات المعادية للعراق كالمستقلة الوهابية والبغدادية المخابراتية والشرقية البعثية والحرة الأمريكية وغيرها .. وبدأ ينفث سمومه ضد الشيعة والتشيع ويعلن اكتشافه العبقري بان هؤلاء لا ينتمون إلى التشيع العلوي وإنما هو التشيع الصفوي ليكسب ويغازل بذلك الأصوات الطائفية التي تروج لذلك كالدليمي والعليان والمطلك ومشعان ومن لف لفهم ..

 إذا فالرجل يشعر بالخسارة الأكيدة أمام التغيير الجديد وانه سوف لن يحصل على غنيمته من المكاسب الجديدة ( خصوصا بعد أن رأى ان أعضاء آخرين في حزب البعث قد وصلوا إلى مناصب سيادية في الدولة ) وهذا ما دفعه للالتحاق بصفوف ( المقاومة الشريفة!) والعزف على وتر إسقاط الحكومة الصفوية ومحاولة التقرب من رغد وساجدة في إطلاق عبارات وتصريحات تمجد بالمقبور وتعطيه صفة الشهادة التي يعرف العلوي قبل غيره أنها ممكن أن تليق بأي شخص إلا صدام !!

أما جوابي عن الشطر الثاني لتساؤل العوادي ( ما هي المحصلة التي سيصل إليها في نهاية المطاف ؟؟؟) فانا أقول انه سوف لن يحصل على مبتغاه لان الشعب العراقي هو صاحب الكلمة الفصل وان البعث لا وجود له ولا عودة له إلى سدة الحكم من جديد وسيصل هذا الرجل ( المريض ) إلى كتابة مذكراته التي سوف يلعن فيها التاريخ جميعا ولن يترك أحدا إلا ويسبه ليكون الكاتب الأكثر إثارة للجدل وهذا ما يتمناه بعد أن يكون قد فقد كل شيء !!

وفي الختام أود أن أناقش الكاتب باسم العوادي حول فقرة رددها أكثر من مرة في حلقاته وهي قوله ( أنا وحسن العلوي من القلة الذين اعتنقوا التشيع عن دراسة وتفحص ) ، عجيب يا باسم أنت تنتقد الرجل لأنه تكلم عن الشيعة وتفعل الشيء نفسه وفي نفس المقال !!

فكيف عرفت وجزمت ( يقول حتما) أنكما من القلة القليلة الذين محضوا المذهب محضا !

هل تعني ان أغلبية الشيعة لا يفقهون مذهبهم وينتظرون ان يفهمهم رجال البعث لأنهم فقط الذين اعتنقوه عن دراسة وتفحص ) !

هل تقصد ان غالبية الشيعة في العالم جهلاء وأميين بحيث لا يستطيعون أن يتعرفوا على مذهبهم !

وحتى لو تنزلنا لك عن ذلك فأين دور فقهاء الشيعة الذين امضوا السنين الطوال لأجل خلق أجيالا واعية عارفة متفقهة ، هل تطعن بهؤلاء أيضا يا باسم !!؟

للأسف اعتقد ان العوادي جاء ليكحلها لكنه عماها !!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com