|
الوهابيون يغتصبون المعتمرات الإيرانيات في المسجد الحرام د. حامد العطية لا حاجة للتعريف بمكانة المسجد الحرام في الإسلام، فهو مسجد الله الأعظم، وبيت الله العتيق، وأرضه أقدس بقاع العالم، تتوسطه الكعبة قبلة المسلمين في صلاتهم، وحج البيت فرض واجب على من استطاع إليه سبيلاً من المؤمنين، وقد جعل الله البيت الحرام حرماً آمناً، ونهى عن اذى كل المخلوقات فيه ومن حوله، بما فيها البشر والحيوان والنبات، وحرم الصيد في تلك البقعة المباركة، وتوعد من يتعرض لقاصدي بيته بالعذاب الأعظم في الدنيا والاخرة. تكفل رب العالمين بحفظ وحماية بيته الحرام، فأنزل غضبه على الحاكم الحبشي إبرهة الذي قصد مهاجمة وهدم البيت الحرام بجيش جرار تتقدمه الفيلة، فأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعل أصحاب الفيل كعصف مأكول، واعتقد عرب الجاهلية بأن الله غضب على رجل وأمرأة لاقترافهما الزنى داخل حرم بيت الله فمسخهما حجرين. لم يسلم البيت الله الحرام من أذى أدعياء الإسلام فقد تعرض للرمي بالمنجنيق أثناء حصار الجيش الأموي بقيادة السفاح الحجاج الثقفي، مما أدى إلى احتراق الكعبة. ولم يتورع الحكام المتسلطون على مقادير المسلمين ومنذ العهد الأموي من استغلال وتسخير العقيدة الإسلامية لأغراضهم المنحرفة، فقد اعتنق الأمويون العقيدة الجبرية مدعين بأنهم مجبرون على تولي الحكم ولا خيار للرعية سوى طاعتهم، كما أمر بعض الحكام أتباعهم من وعاظ السلاطين بوضع الأحاديث وتحريف السيرة النبوية، واشتروا ذمم المرتزقة من المؤرخين لتزييف السجلات التاريخية، وما نراه حولنا من انحرافات عقائدية وممارسات شريرة مثل الإرهاب تحت غطاء إسلامي هي المحصلة النهائية لعبث وشرور الحكام وأعوانهم قرابة أربعة عشر قرناً، ولا نجد بين معاصرينا أشد تعصباً لحفظ هذا الإرث الشيطاني من آل سعود وأتباعهم الوهابيين، فقد اقترف آل سعود الوهابيين أكبر المعاصي وأفدح الجرائم بحق الإسلام والمسلمين، إذ طالت شرورهم عقائد وعبادات المسلمين بالأباطيل والتحريف، وسعوا جاهدين لترويجها بين سكان الجزيرة وبلاد أخرى، من خلال نشر الكتب وبث الدعاة وصرف الأموال، فانغرست أفكارهم الضالة والمضللة في العقول المغلقة والمظلمة والنفوس المنحرفة، واستعملوا بدعة التكفير لقتل أعداءهم ونهب أموالهم واستباحة أعراضهم، مما أتاح لهم للسيطرة على معظم أصقاع جزيرة العرب والتحكم بمصائر شعوبها والاستئثار بثرواتها، وانصب اهتمام ملوكهم على ترسيخ سيطرتهم وإشاعة الفرقة والضعف بين المسلمين وتمويل حروب البغي والتي كان آخرها حرب النظام البعثي البائد على إيران الإسلامية. ولم يسلم المسجد الحرام وحجاجه ومعتمريه من شرور آل سعود وأتباعهم الوهابيين، فقد استغلوا سيطرتهم على الإراضي المقدسة لاضفاء هالة مزيفة من القدسية على حكمهم الطاغوتي المارق من الإسلام، فاتخذ ملكهم السابق فهد لقب خادم الحرمين الشرفين، وهو حاكم فاسق مخالف لشرع الله وحليف لأعداء المسلمين وعون وسند للطغاة، ودفعه التخوف من تصدي إيران الإسلامية لتوحيد المسلمين والدفاع عن قضاياهم إلى محاولة تحسين صورته وتلميع اسمه وسمعته من خلال البدء بتنفيذ مشروع توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، جاء ذلك بعد فترة طويلة من الإهمال والتخريب المتعمد للمساجد والمعالم والاثار الإسلامية بدعوى منع الناس من زيارتها وتعظيمها، وفي الوقت ذاته لم ينفك أمراء آل سعود من نهب الأراضي والممتلكات العامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقدر مصدر موثوق قيمة الأراضي التي يمتلكها الحاكم السعودي الحالي في المدينة المنورة بمليارات الدولارات. بنى الوهابيون عقيدتهم المنحرفة على دعاوى باطلة، أبرزها أكذوبة تفردهم بالتوحيد الصحيح بين المسلمين الذين يتهمونهم بالشرك، كبيره وصغيره، ويكفرون أتباع آل البيت عليهم السلام، فهل برهنوا على تمسكهم بالتوحيد كما يدعون بتعظيم قبلة التوحيد وبيت اللله الحرام؟ لو حكمنا عليهم بالأفعال لا الأقوال لتأكد لنا وبما لايقبل الشك بأن الوهابيين أبعد الناس عن الإيمان والتوحيد، ولنتذكر بعض الشواهد الواضحة والأدلة الدامغة على إهانتهم للمسجد الحرام واستهانتهم بحرمته وقدسيته، ففي بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي استعان الحكام الوهابيون بقوات أجنبية لقتال الوهابي المنشق جهيمان وأتباعه الذين التجأوا إلى المسجد الحرام مما تسبب في هدم وتخريب بعض أبنيته وسفك الدماء داخل الحرم الذي جعله الله آمناً، ولم ينقض عقد الثمانينات حتى شهدت البقاع الطاهرة في مكة المكرمة جريمة نكراء أخرى اقترفها الوهابيون، وهي قتل المئات من الحجاج الإيرانيين العزل من الرجال والنساء، لتجرأهم على الهتاف ضد أسياد الوهابيين من الأمريكان والصهاينة، غير عابئين أو مكثرثين بحرمة دماء المسلمين التي قال عنها الرسول الأعظم بأنها أعظم من حرمة بيت الله، وبهذا انتهك الوهابيون أعظم وأقدس حرمتين في الإسلام: الدم والمسجد الحرام. تلك كانت جرائم السلطات السعودية الوهابية بحق الإسلام والمسلمين، فهل اتبع أم خالف رعاياهم الوهابيون السنن الباطلة والمنحرفة لأسيادهم؟ كل الأدلة تؤكد لنا بأن الوهابيين السعوديين على دين ملوكهم المنحرف، وأبسط الأدلة على ذلك جشعهم واستغلالهم للحجاج والمعتمرين من خلال استيفاءهم أسعاراً باهضة على السلع والخدمات المقدمة لهم، فعندما استهجنت أمام أحد الوهابيين بيع قنينة ماء في موسم الحج بخمسة ريالات، أي بعشرة أضعاف ثمنها في الأيام الأخرى، انتفض الوهابي قائلاً بأن من حقهم فعل ذلك لتحصيل معاشهم، ولعل أكثر الناس استغلالاً للحجيج هم مؤسسات الطوافة الذين تستوفي لهم الحكومة الوهابية أتاوة من كل حاج إضافة إلى ما يجنونه من وراء خدماتهم البائسة، لذا فلا عجب أن يترك الأستاذ الجامعي والطبيب الجراح وظيفته في موسم الحج ليعمل في إحدى مؤسسات الطوافة، لأن ما يحصل عليه أثناء ذلك قد يساوي أو يزيد على ما يجمعه من وظيفته طيلة العام. في الوقت الذي ينشط جلاوزة الوهابيين المكلفين بسدانة البيت الحرام بملاحقة المؤمنين ومنعهم من التعلق بأستار الكعبة أو تقبيل مقام إبراهيم عليه السلام يغضون الطرف عن أفدح الانتهاكات بحق المسجد الحرام، وقد أخبرني بعض السعوديين بأن المكان المفضل عند بعضهم للقاءات الغرامية هو المسجد الحرام، حيث يسمح للنساء بالتوجه إليه من دون رقيب، وحدثني أحدهم عن المغازلات التي تجري اثناء الطواف وبأنهم كانوا يرددون لدى رؤيتهم عجز إمرأة أو فتاة أثناء طوافها بالكعبة، وعلى مسمع منها: " هذا ورم وإلا دوارق حرم؟". أما الطامة الكبرى والخطيئة الأعظم فهي اغتصاب النساء في المسجد الحرام، فقد روى أحد السعوديين العاملين في اللجنة العليا للتنظيم الإداري، التي يرأسها ولي العهد الحالي سلطان، نقلاً عن مسئولين كبار في المؤسسة المشرفة على إدارة الحرمين الشريفين خبراً، تتصدع له السموات والأرض ويطير له صواب كل مؤمن، بل يستنكره ويدينه كل إنسان مهما كان دينه ومذهبه، وأنقل هنا ما سمعته من هذا السعودي الوهابي: لقد أخبرنا مسئولون في المؤسسة بأن نساءً إيرانيات تعرضن للإغتصاب داخل أروقة المسجد الحرام، وبالتحديد في الطوابق العليا...هذه هو تدين الوهابيين وهذه هي مرؤتهم وأخلاقهم، فبينما تكون المعتمرات الإيرانيات منشغلات بالعبادة وذكر الله والنظر إلى كعبته المشرفة ينسل هؤلاء السفلة المجرمون لينقضوا عليهن ويعتدوا على أعراضهن، وأين؟ في أقدس بقاع الله على الإطلاق، في الأرض التي اختارها الله مسجداً له، وحرم على الناس فيها أذى كل المخلوقات، فهل يجرؤ مسلم على اقتراف هذه المعصية الكبرى بحق مسلمة جاءت لائذة عائذة ببيت الله، وبمرأى من الكعبة المشرفة وفي بيت الله المحرم وفي الأشهر الحرم؟ لا والله ولا حتى غير المسلم !...تعجز الكلمات عن وصف مشاعر الغضب والسخط التي سيطرت على عقلي منذ سماعي تلك الرواية قبل أكثر من أربع سنين، وبعد فهل يجرأ الوهابيون على التبجح بعد اليوم بخدمة المسجد الحرام وحماية الحجيج والمعتمرين، الحقيقة الناصعة التي تؤيدها هذه الوقائع هي أن الوهابيين أعداء الله والإسلام الحق وأعداء المسلمين، وهم الإرهابيون وسفاكو الدماء البريئة ومنتهكو الأعراض، فكيف يسكت المسلمون على توليتهم البيت الحرام ومسجد نبيه الأعظم؟ لا خلاص للإسلام والمسلمين من دون الإطاحة بنظام الوهابية المفسد في الأرض واستئصال مذهبهم المنحرف وتقسيم مملكتهم السرطانية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |