|
قطار الشرق السريع حليم كريم السماوي / السويد ان الوضع في العراق بعد تطبيق خطة امن بغداد اخذ ينحى باتجاهات متفارقة ومفارقات كبيرة . فبين مؤيد وبين معارض وبين متحفظ هناك عمليات تجري في الساحة على الواقع ينعكس على امن بغداد وعلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي في بغداد وينعكس ايضا على بعض المحافظات في الوقت الذي يرى بعض المحللين ان هناك تراجع ملحوظ في العمليات الارهابية وكذلك تظائل العنف الطائفي وكذلك بروز اصوات معتدلة كثيرة بين مختلف شرائح المجتمع كذلك ظهرت اصوات نشاز في هذا البلد العربي او ذاك .. منها من يحجم دور هذه العملية ومنها من يؤجج بلغة العنف الطائفي الا ان من الملفت للنظر هو ما يدور في داخل العراق من احداث متسارعة وغريبة بدايتها كانت المسرحية الهزيلة لبيع العرض والشرف البعثي متمثلا بمسرحية صابرين وبعد ان كانت المعالجة الحكومية سريعة وفعالة وكما لا حظنا ومعنا الكثير كيف انبرت الاصوات منها من يريدها مسرحية مستمرة ومنها من استهجنها ومنهم من تصدى لها بنَفَس ٍ وطني واخلاقي قوي حتى وصل الامر ان انبرت شخصيات دينية وعشائرية من مختلف الاطياف الى استنكار مثل هذا الاساليب الرخيصة الغير متعارف عليها في مجتمع تسود فيه الاخلاق العشائرية الا ما برز بعض منها في زمن حكم البعث المقبور وعلى يد زعيمة العهر البعثي منال الالوسي الا انها لم تفلح الا مع من تنكرت لعشيرتها وتنكر منها اهلها وبذلك اسست فيلق رخيص لاشاعة العهر بين قادة وكوادر الحزب الشاذ النشاز في تاريخ العراق . وبعد ان فشلت هذه المسرحية تسارع البعض لايجاد مخرج اخر يتناسب مع حجمه الطبيعي بين القوى الاخرى التي تريد ان تكون ممن يشار لها بانها عاملة فنسمع تارة عن تشكيل حزب وتارة عن تشكيل تكتل .. يتزامن هذا مع اقدام القوات الامريكيه على عملية غير متوقعة حيث قامت باعتقال الشخصية المحبوبة بين ابناء الغالبية من شعب العراق كي تستفز هذه المجموعة لسبب غير معروف وغير مبرر . ومن ثم تعتذر على لسان سفيرها السافر خليل زاد .. وحينما انبرى ابناء هذا الشعب للتصدي لكل هذه المحاولات المشبوهة والمتعاقبة .. استمر الوضع لايجاد مخرج بل ايجاد معضل اخر لحكومة السيد المالكي فبدون مقدمات يدخل على الخط بعد غياب السيد اللعوب علاوي حيث فشلت كل مساعيه للتامر من خارج البلد وبعد ان لم يستطع ان يحشد قوى خارجية تسنده وتدعم مؤامراته الرخيصة دخل على الخط في الساحة الداخلية مفجرا بالونة واهية وهي اعلان تهديده الرخيص على لسان الخرف الذي هو ايضا استنفذ كل تحركاته ووجد في تلاوة تهديد علاوي مؤطئ قدم كي يحاول ان يثب له وجود جديد عله يخرج بماء وجهه الذي لوثته اساليب المؤامرة القذرة ويعلن انه سينسحب من حكومة المالكي ويستدرج معه المراهق اياد جمال الدين الذي ما ترك طريق منعرج ومنحرف الا وسلكه كي يقول هو اني ايضا انا موجود وبعد كل هذا وذاك لا نعلم ماهو سر الالتقاء الثلاثي بين علاوي وظلماي (زلماي ) وبعض القاده في كردستان .. وعلى حين غرة نسمع ان هناك تحالف يدعو له علاوي بين قائمته الغير متجانسة والتي تفككت مباشرتا بعد الانتخابات وبين التوافق الذي هو بدوره متناحر وغير منسجم وبين بعض قوى الائتلاف المتعثرة والتي تحاول بين فترة واخرى ان تعكس لرائ العام ان الائتلاف الموحد لا يختلف عن غيره بالتفكك وبين فترة واخرى يظهر لنا مجموعة من حزب الفضيلة او التيار الصدري بمثل هذه الصرعات وبعد فترة قصيرة تتصاغر امام استمرار الصح والصحيح وكم رأينا بعض من يحاول ان يجر التيار الصدري لما يمتلك من شارع كبير وعريض نحو الاعيبه الخبيثة الا انه والحمد لله لا تمر فترة الا ويدرك ابناء التيار هذا التأمر ويعود الى الحظن الام حظن الائتلاف الكبير المتنامي .. وبين كل هذا وذاك نرى ايضا غرابة في مرض السيد رئيس الجمهورية المفاجئ متزامننا مع عملية خبيثه نالت من السيد عادل عبد المهدي ووزير الاشغال لمحاولة التخلص من هذه الشخصية الكبيرة والطاقة العلمية والاقتصادية التي قدمت للعراق الكثير في المحافل الدولية اضافة لدوره السياسي الذي لا يخفى على الجميع وعلى دوره المعتدل والغير متشنج من كثير من الاحداث الا ستفزازية التي نالت من شخصه ومن تنظيمه ومن ائتلافه .. ومع هذه الاحداث الداخلية المتسارعة نسمع بتحركات دولية لا يبتعد كثرا عن ما يجري من احداث في الداخل ومن هذه الاحداث هو التحركات الدبلوماسية الكبيرة وكذلك الزيارات الكثيرة لكثير من الشخصيات السياسية لدول العالم لتوطيد العلااقات ولتوضيح اللمحات السياسية لها متوازية مع نية انعقاد مؤتمر دولي في بغداد لدعم العملية السياسية والمفاجئة الكبيرة هي اللقاء الذي يرتقبه الكثير بين امريكا وايران وسوريا في هذا المؤتمر ومباركة كل دول العالم لهذا المؤتمر وبالخصوص الترحيب الروسي والفرنسي .. هذا لا يعني ان نذهب بعيدا في التفائل او الاستبشار في الخير الذي سياتي من هذا المؤتمر لان هناك في الجانب الاخر تنعقد سقيفة طائفية قذرة في باكستان يجتمع فيها بعض الدول التي تدعي انها اسلامية لنصرة اهل السنة وهذه الفتنة التي باتت معروف مدى خبثها ومن ورائها ومن يدعمها ولاي غاية . هذه بعص مقطورات قطار الشرق السريع الذي يسير الى محطة العراق ياترى هل يصل سالما ً من دون مفخخات في الطريق هل سيصل ومعه الامل بان هذا البلد سينعم بالامن والاستقرار وان يرى ابناءه الحرية والديمقراطية الموعدة اسئلة جوابها بيد سائق العربة الاولى وبيد من يشرف على كل مقطورة من هذا المقطورات التي تحمل بين ركابها من المتصارعات ومن الاضداد ما يدعو للخوف والامل في آن واحد واخير ستكشف لنا الايام المقبلة أين سيكون موقف هذا القطار ونحن نعلم ان الانتظار مر وصعب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |