شخبطة على الحائط

اللابارسكوبي او الجراحة الانبوبية ثورة جراحية والمستشفيات لم تعد فنادقا

 

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

(اللاباراسكوبي) تسمية طبية جريئة، مكونة من كلمتين يونانيتين هما(lapara)  وتعني الاعضاء اللينية الكائنة بين نهايات الاضلاع والوركين او تعني مابين الخاصرتين والحقوين اي البطن، اما الجزء الاخير من التعبير (Skopein)  فيعني ان تنظر او تشاهد او تمتحن. على اي حال فان الجراحة اللاباراسكوبية تخص البطن بمافيها من احشاء داخلية لاترى الا بالشق الجراحي، وهي يمكن ان نختصرها بالقول بانها (الجراحة الانبوبية) متجاوزين التعريف الطبي، وسنرى امرها فيمايلي من سرد. قبل حلول عصر الجراحة الانبوبية الحديثة العهد، كانت المستشفيات يتالف نصفها من فندق لايواء مرضى القضايا الجراحية، تطعمهم الدولة وتسقيهم، وبالتقنية الانبوبية غدى نصف العمليات تصنف بجراحة اليوم الواحد والنصف الثاني يؤونهم ثلاثة ايام على الاكثر. في الجراحة الانبوبية الحالة الآن، يشق ثقب صغير في جدار البطن ومنه يدخلون انابيبا دقيقة تحمل تلسكوبا وكامرة فيديوية تعمل على الاسلاك البصرية  ومباضع ومخياطة دقيقة تخيط كما يخاط الفستان بل ادق. استخدمت الجراحة الانبوبية في بداياتها في النسائيات لتشخيص امراض المبيض والرحم وفي الثمانينات استخدمت في ازالة المرارة بادخال ادوات جراحية وكامرات تلفزيونية دقيقة اما الان فانهم يستخدمون ادوات ادق في عمليات قص الزائدة والقولون والفتقات واشياء اخرى لا تعد ولا تحصى.

المهم ان اللجوء الى اللباروسكوبي يجعل ايام الشفاء اقصر والالم اقل حدة، والاهم ان هذه الطريقة في الجراحة تجنب الكثير من التعقيدات التي تحدث عادة في بعض الحالات خاصة اذا كانت الجراحة تقتضي شقا طويلا في البطن او اذا كانت العملية تخص الرئة او القلب كما كان يحدث في الماضي. في الجراحة الانبوبية يضخون غاز ثاني اوكسيد الكاربون او الهيليوم في البطن لخلق فجوات يمكن للجراح العمل فيها بعد ان يقوم بشق البطن بما لايزيد على االسنتيمتربن طولا، وخلال هذا الشق يدخلون انابيبا دقيقة للتصوير الفيديوي اي الصوري والقص والتخييط الداخلي ويمكن بهذه العملية انجاز عمليات صعبة كما في حويصلات المبيض والحمل خارج الرحم وقطع الزائدة الدودية.

عمليات الجراحة الانبوبية غدت الآن جراحة اعتيادية لان الشق الذي يشق صغير جدا لهذا تكون عملية الشفاء سريعة ولاتترك اثرا في البطن وهي لا تنجز في جميع المستشفيات لانها مكلفة وتحتاج متخصصين بالغي التخصص. ويقال ان ادخال غاز ثاني توكسيد الكاربون يسبب بعض الآلام بعد العملية ولكن المرضى يتخلصون من الألم بعد49  الى 72  ساعة واغلب المرضى لا يعانون الالم بعد العملية. يسمون الليباراسكوبي بـ (الجراحة الاقل الما) او (جراحة ثقب المفتاح) او (الجراحة الحديثة) لان الجراح يشق شقا في البطن بقدر مفتاح الباب ويتراوح بعد ذاك الشق بين نصف السنتيمتر الى 1.5 سنتيمتر بينما في الماضي كان الشق الطويل يحتاج وقتا طويلا للإتئام.

بدأت اول عملية ليباروسكوبية في 1902 في المانيا على الكلاب. في 1910 اجريت اول عملية انبوبية على انسان في السويد وكان هذا اعتراف اول بهذه العملية، ثم تلت ذلك عمليات كثيرة في العالم حيث حسنت تقنياتها خاصة بعد غزوات التقنيات التكنولوجية في عالم الطب حتى حل عام 1985 اذ جاءت كامرات العقترة التلفزيونية فوسعت مجالات الجراحة في غدة المرارة وحدث ذلك في فرنسا في 1987. فكانت هذه الكامرات المعقترة الدافع الاكبر في دفع هذه العملية المتقنقة الى الامام لانها كانت تجري على الشاشات وحررت الجراح من استخدام اليدين في العمليات. ان الاهمية الكبرى التي لحقت ذلك التقدم  هو اللجوء الى العمليات الانبوبية في مجالات كثيرة واهمها تقليل سيئات ما بعد العملية خاصة الآم الجروح وتقصير فترة الشفاء وتقليل امكانات التلوث بالمكروبات. في وقت احدثت هذه التقنية الجراحية ثورة كبرى لامثيل لها في العلاج الجراحي وحررت الجراح من حتمية استخدام الايدي وقللت من ساعات استخدامات قاعات الجراحة واستخداماتها الى عدد اكبر من العمليات. كما اصبحت نعم التقنية الجراحية لجراحات جهاز المعدة والامعاء والجهاز البولي التناسلي خلال العقدين الماضيين.

كل هذه الانجازات جعلت الجراحة الانبوبية سهلة الانجاز عبر عبر العالم. ان فوائد الجراحة الانبوبية المهم فيها انها ازاحت الاعباء المالية عن المستشفيات فقد كان لكل مستشفى اجنحة خاصة لايواء مرضى ما بعد نجاح العملية لكل واحد اسبوع واكثر وكانوا يعدون له الطعام والادوية والممرضات والاطباء اما الآن فقد خف هذا العبء وتوجه الاطباء والممرضات الى اعمال اخرى ومن فوائدها الكيدة اختصار الوقت في اشغال القاعات الجراحية وتقليل فترة استخدام المخدر للمريض وتقليل استنزاف الدم خلال العملية لقصر المدة في انجاز العملية والمهم ايضا قلة معاناة  المريض في كل شيء فلا يحتاج الادوية القاتلة للالم وتقليل مدد الابقاء في المستشفيات والمهم جدا للمريض هو تقليل امكانية التلوثات المكروبية. ويتحدثون الآن عن امكابية هذا الاسلوب الجراحي في اجتذاذ الاورام السرطانية من الجسم بشكل يمنع السرطان من الرجوع. هناك بعضا من الاعراض الجانبية تحدث في الجراحة الانوبية الا انها لا تنظر بعين الاعتبار منها ان غاز ثاني اوكسيد الكاربون له اثر سيء في البطن الا ان ذلك لا يعتد له كثيرا. وفي عصرنا التكنولوجي لا تبقى الامور على ماهي لاننا نعيش عصر الطفرات التكنولوجية حيث يعمل قس المستشيات الطبيب المكنن او المعقتر الذي يسمونه بالطبيب الروبوت اي الطبيب الميكانيكي اذ يقوم بعمليات خلاقة كلها من وحي التكنكة فهو مزود بمكبرة بصرية تكسف دقائق الانسجة االجسمية الداخلية العصية على نظر الطبيب الانسان ويد كهروميكانيكية كبديل ليد الانسان المهتزة. في الواقع ان الجراحة المنجزة بالطبيب الآلي تفيد اكثر ما تفيد الامم المتخلفة عن الركب الطبي. وهذه الجراحة الآلية يمكن انجازها باداة تحكيم عير البحار والمحيطات كما هي فعالة في جبهات القتال حيث تقي الجراح الذهاب الى ساحة المعركة لانجاز عملية الانقاذ.

آخر المشكلات في المستشفيات هو هجمة المكروب (سي ديفيسيل) الذي يسبب التهابا شديدا في القولون ثم الاسهال وهذا ما حدث في كثير من المستشفيات في كندا في مدن عديدة.  وقد يحدث بعد اخذ المضادات لحيوية وهو كثير التواجد في المستشفيات ومنتشر في كافة ارجاء العالم ويتواجد بشكل خاص في قاعات علاجات الامراض المزمنة. والسبب الاكبر ان العلاج بالمضادات الحيوية يقتل المكروبات المفيدة للهضم المتواجدة في القولون بينما ينتعش مكروب (سي دسيفيل) فيدمر انسجة الامعاء الغليظة اما الافراد المعالجون بالمضادت الحيوية خارج المستشفيات فانهم اقل عرضة للتاثر بـ (سي دسفسيل) لانه يتكاثر في اجواء المستشفيات لتجمع اعداد كبيرة من المرضى.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com