|
سمفونية الثورةالحسينية تعزف لحن الهوية العراقية سليم الجصاني ـ الحسين نسمات عشق يتنفسها العراقيون في شرايينهم ويحفظونها في ماقيهم ـ على نهج الحسين وابيه وجده نسير ونمضي وبكلمات الحسين التي اطلقها في ارض العراق نخط هويتنا العراقية التي عزمنا على ان لا نحمل هوية سوها مواكب تتلوها مواكب ومجاميع بشرية تمدها مجاميع اخرى وحشود من رجال ونساء وشيوخ واطفال ومقعدين تحملهم عربات، وعلى مد البصر، ترى اولهم دون ان تلحظ اخرهم، بحر متلاطم من الرايات متعددة الالوان واعداد مليونية نظمت مسيرها يد السماء بمحاذاة الفراتين من جنوب العراق وشماله ليشكلا انهرا لانهرين لان ضفاف الفراتين فاضت بهم لتطفوا هذه الجموع البشرية على ارض العراق كلها ولتغطي شوارعه الرئيسة منها والفرعية فضلا عن الخطوط السريعة،امواج بشرية تتلوها امواج.. وامواج.. كلها تسير بنسق واحد رافعة الايدي وواضعة اياها ينظمها ايقاع واحد ومرددين شعارات الولاء لاهل البيت (ع) وباعثين ببطاقات الحب لمن علمهم الحرية واعطى دمه ودماء ذويه واصحابه ثمنا لها، وليقدموا البيعة لامام زمانهم الامام المهدي(ع) بيعة لارجعة فيها لان يد السماء امتدت لتؤيدها. فالحسين نسمات عشق يتنفسها العراقيون في شرايينهم ويحفظونها في ماقيهم، وهذا ما لحظناه في المسيرة المليونية التي انطلقت في هذه المناسبة وما سبقها من مناسبات كربلائية، والامر في هذه السنة يختلف جل الاختلاف عن السنوات الماضية إذ كانت المراهنات والشكوك تدور حول تناقص عدد من يؤدون هذه المراسم فقد ذهب البعض ممن لايعون البعد الحقيقي لحب الحسين (ع) على حقيقته وتجذره في نفوس العراقيين الى القول: ان حب الحسين وزيارته جاء نتيجة للكبت الذي مارسته الدكتاتورية السابقة وان هذه الممارسة المحمدية في احياء هذه الشعائر سرعان ما ستزول عند زوال هذا الكبت الذي حدا باهله الى ان يلجأوا الى تفريغ همومهم عن طريق اطلاق العنان لعيونهم كي تنثر الدموع وكذلك عن طريق السير في الفلوات باتجاه كربلاء المقدسة للتنفيس عن كبت الحريات، وذهب اخرون الى القول :ان الانفتاح على القنوات الاعلامية والاتصلات سوف يحجم من هذه المراسم التي نشأت بفعل الانغلاق وذهب جمع اخر من المشككين الى القول: ان غير العراقيين قد ساروا في الأعوام الماضية نحو كربلاء المقدسة الامر الذي ادى الى ظهور اعداد كبير من زائري آل بيت محمد (ع) ومنهم من قال: ان التهديدات الامنية سوف تحد من التوجه الى البقاع المقدسة التي تحملها ارض العراق الطاهرة لان الإنسان يثمن دمه على شعائر من الممكن ان تؤخر لاسيما اذا علمنا انها استمرت لما يقارب الف واربعمائة سنة... وغيرها من التشكيكات التي دأب متبنوها على السير في نهج ائمتهم الذين ارتضوا للضلالات ان تعشعش في مخيلتهم وارتضوا لانفسهم ان يكونوا امتدادا لال سفيان وال مروان والحجاج ...وجاءت الحقائق لتدحض الشكوك، فالعراقيون وحدهم ساروا في هذه السنة دون ان يسايرهم احد يذكر من الدول الاخرى كالبحرين وايران وقطر والسعودية ولبنان وباكستان وغيرها من البلدان التي تضم في حناياها محبي اهل البيت (ع) الا العدد القليل وهو امر لايكاد يعد في حسابات الارقام المليونية. وما رصد في هذه السنة من اعداد الزائرين الذين حبوا نحو من احبوا فان عددهم قد فاق السنوات السابقة لتبعث برسالة الى كل من يخالجه عناد أو يعتريه شك، رسالة قوامها :ان حب الرسول والزهراء وعلي والحسن والحسين والائمة الاطهار (عليهم الصلاة والسلام ) زادنا ورضا محمد واهل بيته ماؤنا الذي يروي الضمأ وهو دربنا الذي ارتضيناه لانفسنا دون أي درب اخر، وعلى نهج الحسين وابيه وجده نسير ونمضي وبكلمات الحسين التي اطلقها في ارض العراق نخط هويتنا العراقية التي عزمنا على ان لا نحمل هوية سوها فابن ابي طالب اسس العراق ورسم هويته وجاء الحسين ليختمها ويصدقها بدمه عليها ثم لتباركها الزهراء بقبول ابيها المصطفى فلله درك يا عراق لن تزول بتفخيخات واهية، وان الزائلين هم الذين ناصبوك العداء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |