حقوق الانسان في التقاعد

صبيحة شبر / كاتبة عراقية مقيمة في المغرب

sabiha_kadhum@hotmail.com

من حقوق الإنسان السوي، ان يتمتع بالتربية الناجحة التي تحرص على تربيته بالمباديء الأصيلة التي تؤكد على كرامة الإنسان وحريته، ومن حقوقه ايضا ان يتعلم تعليما نافعا، يفيده في حياته كي يكون عاملا، بجد من اجل راحته الشخصية وسعادة أسرته ومنفعة بلاده، ولكننا نحن العراقيين حين اضطررنا الى مغادرة الوطن الحبيب، على اثر الحملة الشرسة لجعلنا بعثيين، او الحكم علينا بالموت السريع بواسطة التعذيب، لم نستطع ان نكون جلادين او ضحايا، فنحن أناس أسوياء، وطبيعيون، وارتأينا ان نغادر الوطن،مع ما يقدم لنا فيه من حب وتقدير، ووشائج محبة وصداقة، وآثرنا الا نبتعد كثيرا، وان نذهب إلى بلاد شقيقة، كي نحظى ببعض التفاهم والعيش البسيط، مع اننا لم نفقد الأمل، لحظة في إمكانية العودة، الى أحضان الوطن الحبيب، والتنعم بالحب والدفء اللذين حرمنا منهما سنين طوال

يسقط النظام الظالم، ونسمع دعوات عديدة، انه ستعاد إلينا حقوقنا كاملة غير منقوصة، ورغم علمنا الأكيد، ان الحرمان من حب الوطن، ودفء العائلة و وتكافل الأهل، لايمكن ان يعوضه إنسان، مهما أوتي من جمال الخلق، وحرارة العاطفة، وسمو المباديء، الا أننا قنعنا بان نحصل، على ابسط حقوقنا كبشر أولا، ومواطنين ثانيا، من حقنا ان نتمتع بالحقوق أسوة بغيرنا من بني ادم، ومن حقنا ان نحصل على التقاعد، الذي هو نتيجة طبيعية، للعاملين المخلصين الذين قطعوا شوطا طويلا، في العمل الوظيفي الرسمي، او في المؤسسات الخاصة التي تمنح موظفيه، حقوقهم كاملة كما ينص القانون، ونحن العاملين في الدول العربية التي لا يتمتع مواطنوها، بالحقوق كاملة، فكيف يمكن ان تمنحها للضيوف على أرضها ؟ وانا من بين العاملين، قضيت أربعة وثلاثين عاما في مجال التدريس، في كل من العراق والكويت والمغرب، وفي مدارس خاصة عراقية، قد انشاتها وزارة التربية العراقية، اطمح بالحصول على حقي بالتقاعد، لأنني أريد ان أتفرغ لهواياتي الأخرى، وهناك العديد من المواطنين العراقيين متوزعين في كل أنحاء الأرض، يطلبون من الحكومة العراقية ان تنظر الى حقهم بالتقاعد، وان تحققه لهم، لقد عانوا الأمرين

من الغربة والحرمان والابتعاد عن الأهل والدفء، وأصيبوا نتيجة ذلك الابتعاد بأمراض عديدة، لايمكن التخفيف من شدتها الا بالعودة الى الأحضان الدافئة، أحضان الوطن العزيز.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com