|
نبذة تاريخية عن يوم المرأة العالمي اعداد شبكة النساء العراقيات نشأت فكرة يوم المرأة العالمي لأول مرة في تحولات القرن الماضي مع التطور الصناعي الذي شهده العالم، وانتشارالأفكار الراديكالية في المطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والنقابية، وفي مواجهة سياسات الحروب والعسكرة التي انتشرت في أوربا بشكل خاص، وفي مناطق أخرى من العالم. ففي الثامن من أذار لعام 1857 قامت عاملات الألبسة في معامل النسيج في نيويورك في اميركا بالاحتجاج ضد ظروف العمل اللا إنسانية وقلة الأجور. وتصدت الشرطة لهن وفرقتهن. وبعد عامين من هذه الحادثة، قامت هؤلاء النسوة بتشكيل اتحاد العمل في محاولة لحماية أنفسهن، والحصول على بعص الحقوق الأساسية في مكان العمل. وفي الثامن من أذار من عام 1908 سارت 1500 امراة في نيويورك، مطالبات بتقليل ساعات العمل، وتحسين الأجور، وبحق التصويت، ووضع نهاية لتشغيل الاطفال. وقد تبنين شعار (الخبز والورد). فالخبز يرمز إلى الاقتصاد والأمن، والورد يرمز إلى حياة أفضل. وبادرت المنظمات الاشتراكية من مختلف أنحاء العالم في مؤتمرها الذي عقدته في كوبنهاكن في عام 1910، إلى اقتراح يوم عالمي للمرأة احتفاءً باضراب عاملات الألبسة، وتعبيراً عن التضامن في الكفاح بين النساء في سائر أنحاء المعمورة. وفي السنة التالية 1911، كان اليوم العالمي للمراة قد حدد لأول مرة في 19/3، حيث طاف في شوارع استراليا، والدانمارك، والمانيا وسويسرا، قرابة مليون امراة ورجل، احتشدوا في سلسلة من التجمعات، مطالبين بحق الاقتراع وتولي المناصب العامة، وحق العمل للنساء، ووضع نهاية للتمييزفي العمل. وبعد أقل من اسبوع، في 25 أذار 1911، نشب حريق كبير في شركة المثلت للألبسة في نيويورك، وراح ضحيته أكثر من 140 عاملة، بسبب الافتقار إلى مقاييس الأمان في المصنع، فانتشرت حركة احتجاج عمالية واسعة، من أجل تحسين ظروف العمل وشروطه. وفي سنوات الحرب العالمية الأولى (1914-1917)، توسعت حركة المعارضة ضدها في مختلف أنحاء أوربا، وبرزت النساء كناشطات فاعلات في حركة السلام. ففي روسيا أعلنت النساء في الأحد الأخير من شهر شباط 1917 الاضراب عن العمل، وقدن حركة مطلبية واسعة (من أجل الخبز والسلام) لإيقاف الحرب التي نجم عنها سقوط مليوني جندي روسي. وبعد أربعة أيام تنازل القيصر عن عرشه، ومنحت الحكومة المؤقتة النساء حق التصويت. ومنذ تلك السنين المبكرة اتخذ يوم المرأة العالمي بعدا عالميا جديدا في كل أرجاء العالم، في الدول المتطورة والنامية على السواء، وعلى كل المستويات الدولية والوطنية، والرسمية وغير الرسمية. في عام 1975 لفتت الامم المتحدة الانتباه إلى شؤون المرأة بالدعوة إلى سنة المرأة العالمية وانعقاد المؤتمر الاول للمراة في المكسيك، تحت شعار: (المساواة، التنمية والسلام). ثم أطلقت الأمم المتحدة بعده عقد المرأة (1976-1985)، وبرعايتها عقدت أربعة مؤتمرات دولية متعاقبة في كوبنهاكن 1980، ثم في نيروبي 1985، وفي بيجين 1995، وأخيراً في نيويورك 2000 الذي عقد تحت عنوان ( نساء الألفية الثانية: المساواة في النوع الاجتماعي، التنمية والسلام للقرن الواحد والعشرين ). وتزامن مع هذا النشاط الدولي، اعلان الأمم المتحدة في عام 1979 اتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو )، والاعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في عام 1993، وأصبح منهاج عمل بيجين، الصادر عن مؤتمر 1995، دليل عمل على مختلف الصعد الدولي والإقليمي والوطني، في تأكيده بأن تقدم المرأة وتحقيق المساواة بين النساء والرجال هو امر يتعلق بحقوق الانسان، وشرط لتحقييق العدالة الاجتماعية، ولا يجب ان ينظر إلى المسألة كحقيقة نسوية بحتة. ومن ثم أقرت الأمم المتحدة في عام 1999، البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة. وفي عام 2000، أصدر مجلس الأمن قراره الشهير المرقم 1325 حول المرأة والأمن والسلام. لقد أضحى الاحتفال بيوم الثامن من أذار تقليداً سنوياً، وما يحمل في طياته كدعوة للتغيير والاعتراف بالنشاطات الشجاعة للنساء اللاتي يلعبن دوراً رائداً في ترويج ثقافة حقوق الإنسان والتنمية والسلام.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |