ايها الرجل العراقي؛  مبارك لكم عيدنـا

ليلى الانصاري

بالرغم مما تجرعناه من حنظل الصبر،،ومرارة فراق انوثتنا ،، بسبب اخطاءكم السياسية وهفواتها المدمرة وصراعاتكم العنيفة المستمرة ،، فقد كنت أغفر لكم ترميلي وتيتيمي وتثكيلي ،، ألتمس العذر الجميل لنواميسكم الثقيلة على صدري وأنتم تنتزعون مني حبيبي أو حتى تسلبون مني حياتي،، وأصدق تبريراتكم الكاذبة ، هيبة لكم؛ولاأرد على حججكم السخيفة حفاظا على ماء وجوهكم ؛ عندما تطبطبون على كتفي وأنا أحمل معاناة حماية ابنائي وحدي وايصالهم جرف الأمان ،، حينما ذبحتم حليلي بسبب ترهاتكم السياسية ونزواتكم القبلية وافتائات وكلاء الله ... وبقيت ومازلت أغفر لكم وأزيل بحضني عنكم ارتجافاتكم وأطهركم برضاي من خطيئاتكم ....

 ومع أن ضجيجكم قد أرق ما حولنا ،، ونشر الفوضى في بيتنا ،، وحرق أدوات زينتنا وأضجر رقتنا .. ومع أن أظافركم المتغرسة في لحومكم وأنيابكم القاطعة لأصابعكم ،، قد ملئ خدورنا ؛ برائحة الدم بدلا من عطورنا .. ومع أنكم تفرطون بنعومة أجسادنا وصفاء عيوننا وتألق سحناتنا الرزية والحنطية .. الا أننا ما برحنا نزاحم ما أغبرتموه لنظل لكم ناشجات وأغصان من البان ،، ملتذات  بغد تكفون به عن الضجيج وتهييج الغبار ،، داعيات مهدهدات بالكف عن ترويج الدمار ....

 ومع أنكم تفرطون بالعناد ،، الا اننا نتنفس بما تفرطون من الحب ،، وبما تبذخون من الحنان حينما تهدئون .. ومع أنكم مرعبون عندما تأزرون ،، لكنكم شعراء عندما ترقون .. ومع أنكم اسوارنا وجلادينا وقيودنا ،، فأنكم أساورنا وجدراننا التي نتكئ عليها وانكم اسواطنا وجلودنا ... ولهذا لم نعرف ،، رجالا هم اسيادنا وهم عبيدنا ،، لا ولن نعرف جباها تعرق حياءا منا ،، جباها تشمخ بجباهنا النقية .. كما أنتم .

   دعني أتباهى بتمكني من الأنا وبسط نفوذي عليها .. فنيشاني ونوطي وجائزتي ؛ نكران ذاتي للرجل الأب والرجل الأخ والرجل الحبيب وللزوج وللأبن .. فأنا الصائمة  عن الفرح ، اذا ما عجت رياح الحزن بهم .. وأنا الساهرة بعيون بلا جفون ،،اذا ما شد الخطر ظهره بنطاق الانقضاض عليهم .. أنا المرأة المخاصمة لمدخراتي وزينتي ومجوهراتي فيما اذا دب دبيب العوز في بيوتهم .. اذا ما اعطيت لأولئك الرجال ؛ نومي ومتعتي وراحتي ودموعي وسروري وجلدي وطموحي  ، أنا الراضية المسرورة بألباسهم ثوب الرضا ،، فهم هيبتي وهم أمني وهم أماني ....

 فمبارك لكم حضورنا في حياتكم ،، ومبارك لكم حمرة خدودنا ،، ومبارك لكم خمرة خدورنا ،، ومبارك لكم اصطبارنا المتقي ،، وهنيئا لكم نكران ذاتنا ،، وهنيئا لكم سحر عيوننا ،، وحلاوة كلماتنا ،، وقنوعاتنا وتذللنا.. وعفتنا وحلال عليكم قرابيننا ونذورنا ،،، فعيدنا حضوركم الأنيق في حياتنا ،،، عيدنا اسرافكم ؛ بالحب لنـا .......

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com