|
لو قطعوا هاماتنا واليدين ... نأتيك جرياً سيدي يا حسين نضير الخزرجي منذ الطفولة ونحن نسمع شعار أنصار الحسين يرتفع عاليا، وبخاصة عند المصائب والمحن: لو قطعوا أرجلنا واليدين ... نأتيك زحفا سيدي يا حسين سمعناها ورددناها بمشاعرنا قبل حناجرنا، ويسمعها الآن الجيل الجديد، وسمعها آباؤنا من قبل، ومن قبل سمعها الأجداد، وقد جرت سُنَّة ظالمة في الماضين، ومضت فينا، وماضية في الأجيال القادمة، ما دام الباطل مُشرأباً بعنقه يطاول الحق ويصاوله ويكاد يطاله ولن يطاله بإذن الله حتى يملأ الله الأرض عدلا بنور صاحب العصر والزمان الامام المهدي المنتظر (ع). ولم يكن الشعار كلمات تُردد، أو سجعا يُقلد، وإنما هو ابن لحظته يعكس واقعا كان عليه حال شيعة أهل البيت (ع)، بخاصة في العهدين الأموي والعباسي، فالأول أراق دماء سيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) في كربلاء المقدسة، والثاني استغل شعار "يا لثارات الحسين" و"الرضا من آل محمد" للانقلاب على السلطة الأموية، ثم عاد وانقلب على شيعة أهل البيت يقتل شبابهم ويستحيي نساءهم، بعد أن افترش له القدر بساط الحكم، ثم وفي فترة من الفترات الحالكة وما أكثرها، كانت شرطة النظام العباسي تقطع أيدي الزائرين وأرجلهم في محاولة لمنعهم من زيارة الحسين (ع) وتخويف الآخرين من الإقدام على الزيارة في قابل السنين، بيد أن هذه الوسيلة الإرهابية الاستئصالية لم تنفع، لان الحسين (ع) في قلوب الناس اكبر من اليدين والرجلين، حتى جرى الشعار المقض لمضاجع قتلة أهل العراق: (لو قطعوا أرجلنا واليدين .... نأتيك زحفا سيدي يا حسين). أما اليوم حيث نعيش عصر الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وزمر القناصة، الذي استُحلَّ فيه دماء شيعة أهل البيت (ع) بفتاوى شُذاذ الآفاق من المفسدين في الأرض ومن معتمري الخرق الصالحة للرضعان، فان الشعار الآنف الذكر صار من الماضي، حيث الإبادة البشرية هو ديدن المتربصين بالانسان العراقي السوء بين قتل وتهجير داخلي وخارجي، فعادت أيام الأحزاب من جديد، وعادت كربلاء، فصار حصد الهامات وقطع الأعناق بديلا عن قطع اليدين والأرجل، ولذلك يصح اليوم شعار: (لو قطعوا هاماتنا واليدين .... نأتيك جرياً سيدي يا حسين)، فهو حاكٍ عن الواقع، كما هو حاكٍ عن الإرادة الصلبة التي تتحدى الإرهاب في العراق. وسيؤرخ التاريخ هذا الشعار الناطق عن مرحلة عصيبة دامية يمر بها أهل العراق من بعد سقوط هبل بغداد في التاسع من نيسان ابريل العام 2003م، كما أرخ الشعار السابق لمرحلة عصيبة في العهود المظلمة، ولكن الشعار وان كنا لا نرتضي أن يكون سمة المرحلة، ولا أن يكون لصيقا بأتباع النبي محمد (ص) وأهل بيته الكرام (ع)، غير أن الخارجين عن حياض الشريعة ودائرة الإنسانية فرضوه على أهل العراق، فرضينا به مرغمين، وتقبلناه معادلة ظالمة، مع إن أهل العراق يريدون الخير لإخوانهم ممن يعيش تحت جناح العراق، كما أراد الامام الحسين (ع) الخير لقاتليه وشانئيه وذرف عليهم الدموع الغالية. و"لكن" والحروف في المفردة عريضة كعرض السماوات والأرض، شبّهت بآية، تنصب ظالما الى وهن وترفع مظلوما إلى عدن: (أفأنت تنقذ من في النار)؟؟ الرأي الآخر للدراسات – لندن
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |