|
لتكن لشهادة الحسين معاني اكبر مما يجري حتى لا يتم تشويه معنى الشهادة وداد فاخر / النمسا
لا نريد نحن الثوار ضد الظلم والدكتاتورية أن يكون لمعنى الشهادة غير معناها الأصلي المقدس كما قال شاعرنا ( والجود بالنفس أسمى غاية الجود) . وشهادة سيد الشهداء الحسين بن علي هي أول ثورة على الظلم والطغيان في بداية العصر الإسلامي ، كون العقيدة الإسلامية من منظور جدلي وتاريخي هي ثورة على ما سبقها من جهل وتخلف وتقاليد بالية . وجاءت ثورة الحسين لترسي لما بعدها من ثورات أسس وقيم لثوار آخرين وقفوا مضحين كوقفة سيد الشهداء باذلين الروح في سبيل عقيدتهم ومبادئهم الإنسانية . كذلك كشفت ثورة الحسين مدى فشل معالجة المطالب المشروعة بقوة الحديد والنار ، كما حصل مع ثورة الحسين التي ظلت أوارها مشتعلة تنير الدرب مدى السنين للشعوب المظلومة بينما طويت صفحة النسيان الطاغية يزيد بن معاوية وأفل حكم بني أميه بعد حين . كل هذه المعاني تزيدنا عزيمة وإصرارا على أن لا يكون لمعنى الشهادة غير ما يجري من تجاوزات وتصرفات من قبل البعض من الجهلة يسئ لمعنى ورفعة وسمو الشهادة ، ليحولها لقصص ومسرحيات تثير قرف المشاهد العادي . فالجميع يعرف أن كل الممارسات الغريبة من تطبير وزنجيل وبعض المشاهد الممسرحة إنما جاءت غريبة من بعض الشعوب كنتاج لطقوس وثنية تضر بمعنى الشهادة وتثير الأسئلة الغريبة عن الطائفة الشيعية التي تعتبر ضمن ثقافة اليسار الإسلامي المتنورالمبني على العدل بين الناس مهما اختلفت مشاربهم ، والذي يعتمد الاجتهاد طريقا صحيحا للتطور مع التاريخ ، ومعالجة كل جديد في الحياة البشرية بعيدا عن الجمود العقائدي . وفي عام 1994 عندما سئل المرحوم آية الله العظمى السيد محمد رضا الگولپایگانی عن مشروعية ضرب القامة رد قائلا : ( التبرع بالدم هو الأفضل ) وهو رد مجازي وحاسم ، بينما أفتى السيد علي الخامنه ئي بعد عام بتحريم ضرب القامة ، وتم تنفيذ الفتوى بقوة القانون بواسطة الشرطة . لهذا يجب تنقية كل طقوس الطائفة من جميع ما شابها من حركات وخزعبلات لا تخدم لا المذهب ولا الطائفة وتسئ بصورة متعمدة لمعنى الشهادة الكبير ، وهو شهادة سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب . تحية لكل من تجشم عناء المسير بنفس وروح نقية لكل زوار وأنصار سيد الشهداء ، ولتبقى للشهادة معانيها الحقيقية الأصيلة النابعة من حب وتضحية الامام الحسين التي تجعلنا نغذ السير قدما نحو تحقيق أمانينا في بناء العراق الحر الديمقراطي الفيدرالي الموحد ، متحدين كل قوى الإرهاب من فاشست بعثيين وتكفيريين حاقدين على جنس البشرية جمعاء . آخر المطاف : صرخ سيد الشهداء الحسين في جموع القتلة الذين يحيطون به يوم العاشر من محرم الحرام بمقولته التي سارت مدى الأجيال : ( إن لم تكونوا عربا أو مسلمين ، فكونوا أحرارا في دنياكم ).
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |