|
انتفاضة اذار المجيدة بين اندثارها واستغلال دماء شهدائها
احمد طابور / كاتب عراقي مقيم في سويسرا في البدء اود التنويه لماذا انتفاضة اذار وليست الشعبانية , وذلك لاني اؤورخ لحياتي بتاريخها الميلادي ولاني احس بان اليوم يجب ان يكون كما هو في الذكرى يجمع كل خيوط الذاكرة بجوها الطبيعي .والانتفاضة هي بالطبع اهم مفصل من مفاصل حياتنا التي عشناهــا ضمن اعمارنا الحالية, فهي رغم طابعها الاسلامي والتي اؤورخ لها بالشعبانية اسلاميا, لكنها جمعت كل محبي الحرية على اختلاف مشاربهم كما جمعهم ربيع اذار من عام 1991 . وكما تفتحت البراعم في ذلك الربيع تفتح الجرح ممزوجا بعبق دماء الاصدقاء والاهل والاحبة ,هي تلك الذاكرة المؤلمة والمحزنة والكبيرة بكبريائها وبطولتها وعذريتها قبل الاغتصاب .الانتفاضة التي اختزلت خوفنا من الوحش الضاري الذي كان كوشع العنكبوت رابضا فوق صدورنا . الانتفاضة التي سحقت ومحقت كل التخرصات التي كان يتبجح بها (القائد الضرورة) كانت استفتاءاً رائعا مخضب بدماء الشهداء. ربما ما يحدث في عراقنا الجريح اليوم من موت ودمار وخراب وهجرت الاصدقاء فوق كل الذكريات لكن هذا لا يدعونا ان نتنصل من استمرارية حياتنا, لاننا اكبر شعب يحترف الموت ويحترف الحياة, نحن ذالك الشعب الذي يستطيع ان يغني فيما بغداد تحترق . ومن هذا المنطلق محاولتنا للاحتفال بعرس شهداء الانتفاضة انما هو كنبش قبورهم لنمسك بارواحهم المضيئة لتنير لنا عتمة طريقنا .الانتفاضة كانت من الجميع والى الجميع يعود فضلها, فكل من تكلم عن الانتفاضة له الحق لان الملائيين في وقتها صرخوا لا مدوية بوجه الطاغية وباعتقادي بأن انتفاضة اذار من اعظم واكبر الثورات التي واكبت تاريخ العراق الحديث لكبر رقعتها الجغرافية والديموغرافية من جهة ولقساوة الطرف المعادي من جهة اخرى المتمثل بنظام الطاغية المقبور هدام ,لان هذا العدو كان اذا ترفع بوجه كلمة يستعمل ضدك كل ممكنات القوة المفرطة التي بحوزته ابتداءا بالمسدس مرورا بالاسلحة البايولوجية وانتهاءاً بدفن الابرياء احياء بحفر كبيرة بكبر الوطن . وما قوة الشعب بانتفاضته البنفسجية انما هي امتداداً طبيعيا لكسر حاجز الخوف لانتفاضة اذار, وما عملية سحل الصنم المتوجة بموسيقى نعال ابو تحسين انما هي ايضا امتداد لتلك الصرخة الاذارية وهي السبب التي كانت بتداعي جدار الطاغية الحصين وتعريته لينكشف بسهولة اما الريح . لكن مالذي حصل عليه المنتفضين لو استثنينا الانتصار المهم بازالة الطاغية ,تهميش وتشرذم ولحد الان لم يحصى عدد الشهداء والمفقودين .مرور ذكرى الانتفاضة مرور الكرام ربما هناك بعض الاحتفالات الخجولة يطلق هذا او ذاك في الوقت الذي يجب ان يكون هناك احتفالا كبيرا بمستوى الحدث ليحس ذوي الشهداء بان ارواح ابنائهم الزكية لم تذهب هدرا . نطالب بالدرجة الاولى تعويض وتكريم ذوي الشهداء بما يتناسب ومع الارواح التي نذرت وسقت بدمائها تربة الانتفاضة على الاقل صرف راتب تقاعدي للشهيد وبغض النظر عن ما كان موظفا ام لا باعتباره جنديا شهيدا في سبيل كرامة الانسان العراقي مع نيل مرتبة شرف ووسام وطني. الاعلان للفناننين التشكيلين بمسابقة تكوين نصب يكون شعارا للانتفاضة ويعمم على ارجاء الوطن وربما يكون هذا النصب جزء ايضا من تكوين العلم العراقي الجديد . يجب تشكيل محاكم خاصة للاقتصاص من البعثيين والمشخصين وافراد النظام بمختلف مشاربهم الانتمائية اللذين كانوا سبباً مهما في توزيع المقابر الجماعية على رقعة تسع الوطن وليس العكس كما يحدث الان من تكريم القاتل وهمل الضحية . فمجرمي النظام كلما تمدون الحبل لهم وتزيدوهم بالحبال كما فعلوا اللذين قبلكم فلا تلوموهم اذا ما كبلوا اياديكم مرة اخرى . ومن مبداء لغة الصادق سهلة نعلنها لكم بانكم لحد هذه اللحظة قد خذلتم شهداء الانتفاضة وما نتمناها بان قضية الانتفاضة مؤجلة وليست منسية . روابط للكاتب ذات علاقة بالانتفاضة : http://www.alhalem.net/New15/antifadaa.htm http://www.alhalem.net/newyear04m/hensaraqatna.htm
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |