|
مُلتقى الحُسين الإبداعي محسن ظــافــرغريب / لاهاي
كان إستهلالنا موضوع "مُلتقى السَّيّاب الثقافي الثاني" أنْ؛ سَقى اللهُ أيّامَ الغربةِ قبل ربعَ قرن ٍ والمُلتقيات الصّاخبة خارجَ العراق مع رئيس مجلس محافظتنا البصرة صديق الأهل" مُحَمّد سَهَر سعدون العِبادي"، إذ جاءَ في ذاكَ الإستهلال؛" وكانَ مُلتقى السَّيّاب الإبداعي الثاني هذا، برعاية جامعة مدينتي الطيِّبة التي لاتصلني أخبارها الطيّبة في مفاوز الغربة من لدن الزمن الضَّنين الشحيح المُجدب إلآ قطرٌ مِنْ غيث ٍعَلـّهُ ينهمرٌ". وَلعلَّ رئيس إتحاد كتاب وأدباء بصرتي الأستاذ" حاتم العقيلي" يأتي بالخبر الطيّب اليقين بقولهِ أمس الأوّل:" إنَّ قرار إنسحاب القوّات البريطانيّة جاءَ وكأنهُ قرارٌ منفرد بمثل الإرادة المُستقلة للحكومة البريطانيّة في الوقت الذي باتَ مِنَ المُسلم بهِ ارتباط الحكومات البريطانيّة بالمرجِعيّة الأميركيّةِ، وهذا يعني أنَّ هُناك تنسيقاً مُسْبقاً لإنسحابٍ كاملٍ لقوّات التحالف يبدأ غيثهُ بقطراتٍ ثمَّ ينهمرُ". في مُلتقى السَّيّاب الإبداعي ذاك، ومُلتقى الحُسين الإبداعي الذي سَبقَ ذكرى أربعينيّة الإمام الحُسين(ع) يومي25 و26 من شهر صَفر المُكرّم1428هـ 5 و6 آذار شهر ذكرى إنتفاضة شعبان الشعبيّة المغدورة سنة1991م، كانَ "الحاج مُحَمَّد سعدون العبادي" القاسم المُشترك الأعظم عظَّمَ اللهُ أجره، وسيادته يلقي كلمتهِ مُنوّهاً خللها؛ بتعبير مُلتقى الحُسين الإبداعي عن ثورة الحُسين ومعالجتها إبداعيّاً وتسليط الضوء على ما خفىَ مِنْ ثورة ٍ ضِدَّ الطُّغيان والبُغاة. أيْ ثورة كانت مغدورة أيضاَ. وبينما عضو مجلس محافظة البصرة السيّد"حكيم الميّاحي" يقول"إنَّ قرار تخفيض القوّات البريطانيّة تأخر كثيراً، كان مُمثل محافظ البصرة"د. حامد الظالمي" يلقي بدورهِ كلمة في مُلتقى الحُسين التأسيسي الأوّل هذا جاءَ فيها؛ بأنَّ هذا المُلتقى إنمّا هوَ جزءٌ مِنْ مُحاربةِ أولئكَ البُغاة والقتلة والإرهاب. وَلعلَّ رئيس الإتحاد حاتم العقيلي، يُفسّر معنى البغيّ إذ يضيف قائلاً:" إن الغطاءَ المُعلن لإنسحاب القوّات القوّات بأكملها تنفيذ مراحل عمليّات السِّندباد الأمنيّة، مُدعاة للسُّخريةِ، إذ لم يلمَس المُواطنُ سِوى هدر77$ مليون دولار بحِجّة أنَّ العمليّة الأمنيّة رافقتها حملة إعمار هيَ في حقيقتها لاتعدو من طلاء جدران أبنية بعض المدارس"، وكأنَّ ميزانيّة وزير ماليتنا " صولاغ" الذي ذكرناه بحسن نيّة خيراً في سياق ِ حديثنا عن حلف الفضول، تلك الميزانيّة الكبرى والأولى في تاريخ الخراب الطاعن في التاريخ الإسلامي، لمدينة جامعته البصرة التي تخرّج فيها"صولاغ" مُهندساُ معماريّاُ هواء في فراغ!. الناقد التشكيلي خالد خضر، يدلو بدلوهِ قائلاً:" إنَّ الحسنة الوحيدة للقوّات البريطانيّة هي مُشاركتها في تغييرالنظام". كأنكَ يا جنرال جون أبا زيد ماغزيت!، وسلام السَّلام(الله) على الغُنْم والغُرْم والغنيمةِ والأغنام الأنام الغُرّ المُحَجّلين المَيامين؛ خِتام!. الناطق الإعلامي لفرع إتحاد البصرة لأدباء وكتاب العراق" عبد السّادة البصري" وبعد تحضيرات، بشَّرَ بأنَّ عُصْبة شعراء بعدد ِ أصحاب الإمام الحُسين الذين إستشهدوا بين يديهِ في واقعة الطفّ على رمضاء كربلاء، وعددهم سبعون جاءَ من الفجيعةِ والفجاءة!، و" إنَّ المُلتقى يتضمّن جلسات شعريّة ونقديّة، تتناول ثورة الحُسين وأبعادَها الإنسانيّة والأخلاقيّة، وقيمَها النبيلة وتأثيرها الإيجابي على النواحي السياسيّة والإجتماعيّة والثقافيّة في الراهن العراقي. إنَّ جهات رسميّة وغير رسميّة، شاركت بدعم، هذا المُلتقى الذي يُعتبر مُلتقىً تأسيسيّاً وسيكون تقليداً ثقافيّاً للسنوات المُقبلة". بإشراف ٍمباشرٍ من وزارة الثقافة العراقيّة وبرعاية إستثنائيّة من مجلس ِمحافظة البصرة ومن أبناء حاضرة البصرة الطيّبة الخربة الحلوب وفرع إتحاد أدباء وكتابها وبمساهمَة الصحافي البصري" سَعْد السّماك" ودعم ِشركات بركة بيت عاشور في ميناء جزيرة أبوفلوس في قضاء أبي الخصيب على شط العرب، شهدت قاعة غرفة تجارة البصرة في مركز المدينة العشّار إفتتاح هذا المُلتقى، لإحياء ذكرى ثور الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عسى ولعلَّ أن تنفع الذكرى، لتأسيس ثقافة عراقيّة متعددة، الأطياف والرؤى. وبعد ترحيب رئيس فرع الإتحاد حاتم العقيلي بالضيوف الذين لبّوا دعوة الحضور؛ شعراء ومفكرين وباحثين ومُثقفين ومُحبّين للحُسين من مُحافظات بغداد وذي قار والديوانيّة ومن أبناء عاصمة العراق الثقافيّة حاضرة البصرة الخربة الفيحاء المُعطاء، وقد كانَ هذا الحضورعلى المستويين الشعبي والرسمي في جَلساته الصباحيّة والمسائيّة، مُكمّلاً لأفراح" المربد" ولِمُلتقى السّيّاب، وقد شكرَ رئيس الإتحاد البصري العقيلي الحضور كما شكرَ جميعَ القائمينَ عليهِ مُعلناً على بركة الله إفتتاحه وبقوله" نحن نبدأ خطواتنا التأسيسيّة الأولى في ملتقىً هو الأوّل من نوعهِ، مُتخذينَ من شخصيّة الإمام الحُسين بن علي(عليهما السلام)، عُنواناً ومُرتكزاً أساسيّاً لتفعيل المشهد الثقافي. نوكد أهميّة رمزيّة الحُسين كمفصل نضالي ومبدئي". يوم الإفتتاح، ما لايشبه الأشياء، عريف حفله شاعر البصرة المُربّي"كاظم الحجاج" القائل: بلادي أحمرُ من جُرح ِالحُسين/ بلادي أخضرُ من سَعَف نخل الجنوب، قدّمَ قصيدة ذات دلالة حول حكاية" وَهَب النصراني"، أعقبهُ الشاعر الشعبي الشهير"عُريان السيّد خلف بثلاث قراءات حظيتْ بإستحسان الحضور. وفي صَباح هذا اليوم كانت قراءات الشعراء: جمال جاسم أمين، حسين الكاصد، وفرات صالح عبد. وفي المساء كانت قراءة : مسؤول اللجنة الإجتماعيّة بالإتحاد " كريم جخيور" القائل: " في شوارِعنا يتبختر المارينز/ أمّا الآن / وجنود المارينز يتبخترون في شوارِعنا / وشواطئنا / بزوارقهم ومُدرّعاتهم / أمامَ بيوتنا / ومساجدنا ومراقدَ أئمتنا/ ولو كانَ الفضل بن سُرافة/ ولو كانت دار عبدالله بن جدعان قائمة/ بدلاً مِن مبنى الجامعة العربيّة/ أقولُ والعربُ دائماً تقول/ لقد تحالفَ كلّ أولئكَ الفضول / من أجل وطنٍ/ يمتدّ من الجبلِ الى النجفِ/ ومن السهل ِالى البحرِ/ وقد مَسّهُ المارينز بسوءٍ". ثمَّ كانت قراءات: هاشم لعيبي، عبد الباقي عبد الباري نعمة ، رزّاق الزّبيدي ، مَسار رياض، منصور الريكان، حامد كعيد ، صباح الهلالي، قيس المالكي، علاء عسكر، بهاء الكاظمي، وَعَمّو ناصر(خليل حاج ناصر). وخلل هذا اليوم الأوّل عُقدتْ جلسات بحثيّة وكان رئيس جلسة الصباح د. صباح المرزوك والمُقرر الروائي إبراهيم سبتي، بمشاركة قراءة بحوثٍ من قبلِ؛ أمثال الشيخ عبد الحافظ البغدادي وزهير الجبوري. أما جلسة المساء فبرئاسة د. فاخر الياسري، والمقرر حسين فائق نجم ومُشاركة قراءة الباحث صباح محسن كاظم وغيره. وفي صبيحة اليوم الثاني/ الأخير: كانت قراءات الشُّعراء العشرة المُبشّرة بمسك ِالختام: خيري عبّاس، عبّاس الحَسّاني، أحمد حسن النجم، مازن المعموري، سعيد المُظفر، هيثم جبّار، كامل سوادي، غانم الفيّاض، عُريان السيّد خلف، وصباح الهلالي. وعُقِدَتْ جلسة استماع ومُقترحات لأمثال؛ الرّوائي د. طه باقر شبيب، برفع المُحتفى به الحسين(ع) من عاميّة الحُزنْ العميق الى مستواه الأصل من فلسفة الحفاوة ِوالفَرَح الظافـر. أيّدَ ذلكم الحضور ومنهم جاسم عايف. مع رأي بتوزيع مُلخَّصات بُحوث المُشاركين على الجمهور. و رأي جمال جاسم أن يذهب كلّ بحث ٍالى الحداثةِ والمعاصرةِ. إقتراحُ هاشم لعيبي جائزة بإسم الحُسين(ع) وإقتراحُ الشيخ البغدادي دعوة الأدباء والكتاب من باقي الطوائف والأديان مُشيداً بحياديّة الأطارح وبُعدها عن التطرّف، ثمّ هنأَ الشيخ عبد الستار البهادلي فرعَ الإتحاد في البصرة نجاحَ المُلتقى مُعتبراً الحفاوةَ بالشعراء الحُسينيين تعبيراُ عن الفرح الظافـر، مُلقياً لكلمةٍ مشفوعةٍ بقصيدٍ. وقد صَدرَت صحيفة المُلتقى(إبداع) للتعريف بالمُلتقى، مع العديد من وسائل الإعلام العالميّة والعراقيّة ولاسيّما البصريّة الراعية للجنة التحضيريّة بما يعكس أهميّة حاضرة البصرة حضوراً ماضياً وحاضرا ثغراً باسماً للحمى الحبيب العراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |