حقيقة التدخلات الإيرانية في العراق

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

 بطبيعة واقع العراق الذي أصبح باب عدن يولج إليه من يشاء من دعاة التحرير الذين يرون ضرورة إستنقاذ العراق من المآزق والرؤى الغير مبرمجة على عراق العروبة مرة وأخرى عراق الإسلام وتارة عراق الديمقراطية فأخذ العراق كعراق ينحدر نحو مرحلة من التشرذم التي تعيده بل ترمية الى واقع مبهم يعيش ويعشق الصراعات والتي هو بمنآى عنها.

 برزت حدة الصراع على طبيعة التدخلات سواء كانت الإيرانية أو الأقليمية على حدٍ سواء ولكن ماهي حقيقة التدخلات الإيرانية في العراق؟؟ وهل هناك واقع ملموس لها حسب الظاهر ،، لا شك ولاريب أن العراق بعد الإنهيار الذي حدث على جميع الأصعدة أن هناك تدخلات ولكن هذه التدخلات لاتقتصر على إيران فقط بحيث تحتاج الى كل هذه الزوابع التي أحدثتها دعامات الدول العربية والغربية ، ثم ماتلك التدخلات التي أثرّت بالساحة العراقية بحيث أصبح العنف والصراع العراقي مرحلة صعبة التحليل .

 لقد أثارت الولايات المتحدة الأمريكية مسألة التدخلات الإيرانية لأمرين أهمهما: النشاط النووي الإيراني وعدم تخلي إيران عن برنامجها النووي. والآخر هو وضع إيران موضع الجماعات المسلحة والإرهابية التي تقف وراء حدة العنف والصراع المستديم بالعراق ، فقد أثيرت تلك المخاوف ضد إيران بالتدخل بالشأن العراقي والتدخل بإستمرار الصراع قد تكون هناك تدخلات إيرانية من هذا النوع ومن هذا القياس ولكن لو سلمنا الى ذلك لابد أن يكون هناك هفوات وأخطاء إيرانية تجعلها تقع أمام المجتمع الدولي في تدخلاتها بل بزيادة العنف .

 الواقع الملموس في أرض العراق يقول أن عرب الجنسيات هم من يتم إلقاء القبض عليهم من قبل القوات العراقية وكلهم من السعودية وسوريا ومصر والسودان واليمن وووووووو القائمة تطول ( أعتذر من الدول التي لم أذكرها ) فهل الذي يتم إلقاء القبض عليه داخل العراق ومتلبس بالجرم كحزام ناسف أو سيارة مفخخة وتكون عائديته وصلاحيته الى أحدى الدول العربية ليس بإرهابي وليس هناك تدخلات عربية بالشأن العراقي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 عندما كتب الدستور العراقي أعترضت الجامعة العربية على مسألة لم يرد أن العراق هو جزء من الأمة العربية وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على تلك المسألة والزوبعة وهذا بحد ذاته هو تدخّل بالشأن العراقي أن العراقي ينتمي الى حيث يشاء وقد لايشرّف العراق والعراقيين الإنتماء الى الوطن العربي ذو الإرهاب الدولي.

 في كانون الأول 1914 تمكنت بريطانيا من السيطرة التامة على الجنوب العراقي وتحديداً محافظة البصرة فلم نرى أياً من الدول العربية والتي تنادي حالياً بوحدة العراق أي دفاع عن إحتلال العراق أليس ذلك من أكبر التدخلات بل إحتلال دولة عربية فأين كان العرب حيث إستمر العراقيون بالعصيان المدني ثم تطور الى المواجهات المسلحة في عام 1919 حتى ثورة العشرين بطرد البريطانيين من العراق وتخليص العراق من سياسة التهنيد البريطانية التي جاؤوابالهنود الى العراق ولا أريد أن أدخل بتفاصيل ثورة العشرين بقدر ما أريد أن التدخلات التي أدت الى إحتلال العراق من دون مدافع يذكر بقدر ما أن هناك يدافعون ويتهجون عن التدخلات الإيرانية وينسون التدخلات العربية بل المشاركة في إزدياد حدة العنف في العراق.

 قبل فترة ظهر على قناة المجد السعودية لقاء مع أحد الإرهابيين العائدين من العراق بعد أن شارك في تفجير صهريج مفخخ وتمكنت القوات الإمريكية من إلقاء القبض عليه وإيداعه في المعتقلات ولوجود العلاقات الأمريكية السعودية تم إطلاق سراحه والعودة الى السعودية ودخل المستشفى للعلاج وتكلّم بصراحة كيف دخل للعراق وكيف كانوا ينضمون مجاميع مسلحة إرهابية ولم يدخل هذا المشهد ضمن دائرة التدخلات الإقليمية ،، وقبله البنا الذي فجر نفسه في سوق شعبي في مدينة الحلة رغم أن أثنين من البرلمان الأردني حضروا عزاءه في الأردن إلا أن ذلك لم يدخل ضمن التدخلات الإقليمية في العراق وغيرها الكثير من الوقائع والشواهد التي تثبت تورط الدول العربية في إذكاء العنف في العراق .

 التدخلات في العراق كثيرة خصوصاً من الدول العربية ومن الناحية السلبية لا الإيجابية والدليل على ذلك عدم إعتراف الدول العربية بحكومة العراق ولايوجد هناك تمثيل دبلوماسي في العراق قد تكون إيران لديها تدخلات في العراق وهذا أمر بديهي مازالت هناك تدخلات من كافة الدول في هذه الفريسة السهلة فلماذا لاتتدخل إيران ولكن ليس هناك دليل مادي على هذا الواقع .

 أنا لا أدافع عن إيران وكذلك لا أبريء الدول العربية من إستمرار الحالة المتردية والقتال الجاري بين العراقيين وبين الإرهابيين بالإضافة الى البعثيين وينظم إليهم المؤججين لنار تتوهج وهي نار الطائفية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com