مقالب / غوار الطوشي .. اللعبة مكشوفة والنتيجة معروفة!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

في نهاية السبعينيات من القرن الماضي أسمتعتنا بالمسلسل السوري الذي لعب دور البطولة فيها مجموعة من الفنانين الكبار في مقدمتهم :الفنان الكبير  ـ دريد لحام ـ الذي جسد شخصية ( غوار الطوشي ) بقبقابه وشرواله وطربوشه .. ومعه المرحوم نهاد قلعي ( حسني البورزان ) والعديدون من الممثلين والممثلات !!.

بالرغم من أن المسلسلة كانت بالأسود وألأبيض إلا أنها كانت ممتعة للغاية ولعل السبب ألأول وألأخير أن الزمن كان هكذا ، حيث بساطة الناس وألأهم ( هذا الموجود ) حيث لافضائيات ولا أنترنيت ولاغيرها.. كل الموجود تلك الشاشة المحلية وإذاعات ، منها الـ BBC وصوت أمريكا ومونتي كارلو .. وغيرهما .

المهم أن صاحبنا / غوار الطوشي كان يلعب دور ألأنسان السوري البسيط ولكن بـ

( خباثة ) حيث كان يشعر بنقص كبير ، لذلك كان يعمل العديد من ( المقالب ) ضد أناس متميزون ، أي الذين أفضل منه في مجالات الحياة ولكن ياللحسرة..صحيح أن مقالبه وأكاذيبه كانت ( تمشي وتعبر ) على عدد من الناس البسطاء.. ولكن في النهاية كان ينكشف للجميع .. وبعدها يعبر عن ندمه.. ولكن هيهات ( طبع اللي بالبدن ، مايغيره غير الكفن ) .. كان يعود الى مقلب أخر وهكذا !!.

كنا نضحك من كل قلوبنا على حركاته وتصرفاته وطريقة كلامه.. نعم أنه غوار الطوشي ... وهل يخفى القمر.. ( أقصد الفنان الكبير / دريد لحام ) ؟؟.

طبعاً كل تلك التصرفات ( المشينة ) التي كان يقوم بها لغاية في نفسه ..والغاية الوصول الى هدفه .. وكان ذلك الهدف من المستحيلات !!!.

بأختصار ( غوار ) كان لايملك مؤهلات الذين كان ينافسهم فعلى سبيل المثال :

حسني البورزان.. كان موسيقي.. وموسيقي ناجح له الحانه وجمهوره.. ولذلك كانت صاحبة الفندق ( فطوم حيص بيص ) معجبة بشخصيته وملابسه وفنه !!.

لذلك يسطو ( غوار ) على الحان البورزان ويسرقها.. وفي مسابقة ألألحان يقدم الحان البورزان على أساس أنها الحانه !!!.

بعد ( أخذ ورد ) ينكشف ألأخ / غوار.. وتعال و( أشبع ضحك ) .. مسكين غوار لم يتوب بالرغم من لعباته المكشوفة... الم أقل أن ( طبع اللي بالبدن .... ) .

مربط الفرس /

اليوم في عراقنا..للأسف الشديد هنالك أكثر من ( غوار ) ولكن بصورة أخرى :

أنه ليس نحيفاً كغوار الحقيقي ..لاء أنه ( بدين ) .. والسبب بلادته وعلاقاته المشبوهة وأنه يرتدي بدلة أنيقة وربطة عنق جميلة.. ولكن يبقى عقله أصغر من عقل غوار.. لكون غوار كان يعتذر.. أما ألأخوة لايعترفون بأخطائهم ويتصورون أن الناس ( نايمة ورجليهة بالشمس ) ..لذلك تراهم :

ما أن برز أحدهم وتميز في أي مجال من مجالات الحيات ( الفنية ، الصحفية ، ألأدبية وغيرها ) حتى يقومون بأعداد عدد من السيناريوهات ( على طريقة غوار أمس ) للنيل من ذلك المتميز ..!! ياترى لماذا ..؟؟.

السبب بسيط ، لقد شخصوها ألأختصاصيون في مجال علم النفس:

ـ الشعور بالنقص.. لكون أمكانياته محدودة.. مثل غوار الطوشي !!.

ـ يعتقد أن كل النشاطات التي يمارسها المتميزون تقلل من شأنه والتي لاوجود له لكونه غير موجود على الساحة.. أنه في واد أخر !!!.

ـ هنالك جهات تدفعه..حتى يقولوا أن متميزوا العراق غير موجودون لابل أنتهوا!!.

ـ مرض نفسي بسبب ماضيه.. وغيرها !!.

لذلك يامتميزوا وطننا الجريح /

أستمروا في عطائاتكم.. متى حجبت الشمس بالغربال.. وطننا اليوم بأمس الحاجة الى :

ـ الموسيقي الجيد والصوت العذب بالنكهة العراقية .

ـ القضاة ورجال القانون والذين يعملون في ذلك الحقل .

ـ الشاعر  والكاتب والصحفي وألأديب لينشر نتجاته في كل العالم ويقول : أنا هنا!! .

ـ  النحات والرسام صاحب الريشة الذهبية يعبر بتلك الريشة ويجعلها تتكلم وتشق طرقها بين فنانوا العالم ..نحن أصحاب جواد سليم وفائق حسن وشاكر حسن آل سعيد ويحيى الواسطي وأسماعيل فتاح الترك وبهيجة الحكيم عفيفة العيبي وسعاد دنخا وبولص آدم وأسماعيل خياط وعلى جولا ودارا حمه سعيد والعشرات .

ـ مجالات أخرى .

دعوا غوار الطوشي ( البدين ) أن يلعب بخباثة حتى لو كان على شاشة التلفزيون الملون.. لايهمنا ... سيبقى غوار غوار.. سواء كان بالقبقاب والشروال والطربوش..أو بالملابس والربطة ألأنيقة ويسكن أوربا... اللعبة مكشوفة.. دعوه يلعب على كيفه ولكن عليكم في النتيجة... أضحكوا.. اللعبة مكشوفة والنتيجة معروفة !!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com