|
الغاء عقوبة الاعدام خرق فاضح للدستور احمد مهدي الياسري
ورد في الانباء ان هناك نية لالغاء عقوبة الاعدام في العراق وكان لهذا الطرح سابقة بعيد سقوط الطغمة الصدامية الباغية وتردد الامر كثيرا تحت مسمى حقوق الانسان وضغوط مؤسسات دولية من اجل ايقافها في العراق .. اطلعت اليوم على خبر مفاده ان السيدة وجدان ميخائيل وزيرة حقوق الإنسان العراقية تؤكد سعي الحكومة لإلغاء عقوبة الإعدام في البلاد وأكدت السيدة ميخائيل أن الحكومة العراقية ذاتها تريد إلغاء عقوبة حكم الإعدام في العراق والتصريح لها . ويقال ان السيدة الوزيرة أبلغت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن وزارتها تعمل على تمهيد الطريق لإلغاء العقوبة بعد تقييدها بأقصى حد ممكن ، مشيرة إلى أن الخطوة الأولى هي قصر عقوبة الإعدام على الجرائم شديدة التطرف مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وقالت الوزيرة ميخائيل إن العراق يريد أيضا الانضمام إلى البروتوكول الاختياري للمعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي تحظر العقوبات الوحشية واللاانسانية وعمليات الإعدام التعسفية. وقبل التعليق على هذا الطرح والموضوع بصورة اكثر علمية وادق وبالادلة احببت القول ان ليس من حق احد ان يملي على شعب العراق ودستوره المقر والمصوت عليه اي امر خارج ارادته ومايراه بغالبيته الشرعية مناسبا له ويوافق ارادته وطموحاته ولايمس ثوابته الاساسية .. الامر الاخر هناك في الكثير من دول العالم ومنها الولايات المتحدة الامريكية وفي الكثير من ولاياتها تمارس حق عقوبة الاعدام بحق اي مجرم يجرمه القانون بالقتل العمد ومنذ زمن بعيد ولم نسمع عن هذه المنظمات الحقوقية انها فـَعلتْ حركتها تجاه تلك الدول كما هو التفعيل والضغط على بلد يعاني منذ نصف قرن لا بل قرون عدة من وجود منظم لقتلة محترفين مستهترين بكل القيم الارضية والسماوية والكونية لا بل حتى القيم الحيوانية واضيف اليهم اليوم اعراب واغراب جعلوا من اجساد اطفالنا وحرمات نسائنا وهيبة شيوخنا وعزة علامائنا وريعان شبابنا وسيلة لنيل اللذة بالقتل المبرمج والسفك المروع للدم الذي حرمه الله واقرت كل الشرائع الانسانية انه محترم ولايجوز سفكه الا بالحق .. اتسائل مع السيدة الوزيرة ميخائيل واقول نحن شعب العراق الذي انتخبكم ونحن من اقر الدستور بالتصويت فمن خولك او الحكومة بهذا الطلب المخالف اولا للدستور مخالفة صريحة واضحة جلية فضلا عن مخالفته لاهم اسس التشريع الاسلامي في هذا الخصوص وهو ذلك التشريع الذي اقر الدستور ان لايجب اقرار قوانين تعارض ثوابت الاسلام .. هناك ثابتين اعتقد ان السيدة وزيرة حقوق الانسان والحكومة التي كما قالت السيدة الوزيرة انها تريد وترغب في إلغاء عقوبة حكم الإعدام في العراق قد نسياهما او غفلا عنهما .. الثابت الاول : هو الدستور العراقي المقر من قبل الشعب . والثابت الثاني :الاسلام الذي اقر الدستور انه مصدر اساسي للتشريع . هذا الثابتان المهمان هما اهم ركائز هيبة الدولة واهم من ذلك انهما يمثلان تطلع وهدف وغاية هذا الشعب الذي لا ولم يحارب الطغيان ويدفع على مذبحه ملايين الشهداء الا لاجلهما ولاجل ترسيخ ثقافة العدل والحرية واحترام حق الانسان السوي المحترم الشريف النزيه لا المجرم القاتل والسفاح المستهين بحرمة الدم وحرمة النفس التي حرم الله قتلها بغير نفس .. هذا الثابتان ارى ان هناك نية لعدم احترامهما ومن قبل السيدة وزيرة حقوق الانسان اولا ومن قبل حكومة منتخبة ان صح قول السيدة وزيرة حقوق الانسان في تصريحها الآنف الذكر لراديو سوى وان صح قبلها الخبر .. هنا اقول ان كان الخبر له كامل الصحة فان الرد هو ماساقوله هنا وهو راي اعتقد ان غالبية شعبنا وكل ذوي ضحايا الارهاب والبعث الصدامي يقروه وان لم تكن للخبر صحة فان الامر قد ورد في اكثر من مرة وسبق وان تم الرد عليه من قبل الكثير من المفكرين والكتاب واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاستاذ العزيز محمد سعيد المخزومي في بحثه الموسوم (استقرار العراق وتشريع قانون الحياة في القصاص ) وقد اورد فيه الكثير من الادلة على ان القصاص هو الحياه وان اي مجتمع لايجد فيه المجرم مايردعه يمسي مجتمعا متوحشا تحكمه شرعة الغاب والغلبة للاقوى .. اعود لصلب الموضوع وادعي لا بل اجزم ان هذا الطلب وهذا الموضوع هو مخالف مخالفة صريحة للدستور العراقي الذي نسعى شعبا وقيادة لترسيخ ثقافة احترامه واحترام ثوابته واحترام تفاصيل القوانين التي تقر بحدوده لا بل احترام كل حرف واشارة وردت فيه وخلاف ذلك سوف لن يكون هناك شئ اسمه دولة ووطن وعراق وانسانية واخلاق وقيم .. ان اي تجاوز على الدستور او تغيير في ثوابته من دون الرجوع الى الشعب الذي اقره لهو استهتار بهذا الشعب وبدماء الشهداء وبكل القيم ونحذر اننا كشعب اعطاكم الشرعية ومنحكم التوكيل لحكمه وفق اسس اقرت من قبل الغالبية لقادرون على سحبها منكم وحجبها عنكم وان يتخلى عنكم عندما يرى ان هناك تجاوز على حقوقه وعلى ثوابته .. السؤال هو كيف ان هذا الطلب او الاقتراح مخالف للدستور مخالفة صريحة ؟؟ الجواب ذو شقين : الشق الاول : الدستور وهنا انقل نص المادة التي تعني هذا الموضوع المهم للغاية لا بل هو من الاهمية بمكان انه يقرر مصير العراق ومصير ابناء واحبة الضحايا الذين يتطلعون بحرقة وموت وقهر لنيل العدل والانصاف والقصاص من اقذر القتلة وابشع من خلق الله من كتل اجرامية سفحت الدم واسالته انهراً وبحاراً على ارض العراق الطاهرة .. يقول الدستور في المادة (2): اولاً ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر اساس للتشريع: أ ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام. والاشارة الثانية وهي الالزام في تطبيقه كانت في المادة (13): اولاً ـ يُعدُ هذا الدستور القانون الاسمى والاعلى في العراق، ويكون ملزماً في انحائه كافة وبدون استثناء. ثانياً ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستور، ويُعد باطلاً كل نص يرد في دساتير الاقاليم او اي نص قانوني اخر يتعارض معه. الشق الثاني : ماذا يقول الاسلام الذي يخالفه هذا الاقتراح او الارادة التي تنوي الغاء عقوبة القصاص من المجرمين القتلة ..؟؟ وهل هذا الاقتراح يتطابق معها ام انه يخالفها مخالفة صريحة وواضحة ؟؟ الاسلام الذي يعرفه الجميع هو مانزل وورد بين دفتي الفرقان , الذكر ,القرأن كتاب الله المنزل من عنده ,المنزه عن الخطأ والزلل والتحريف .. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} اضافة الى سنة رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم التي وصلتنا عن طريقها الشرعي ال البيت عليهم السلام والصحب الطيبين الاطهار .. قال الله جل عدله ودام دوام فضله الباقي بقائه الازلي , والدائمة قوته فوق قوة كل جبار عنيد ومتغطرس رعديد الذي افنى الجبابرة وازال الطغاة وانتقم من كل عتل زنيم وازهق روح كل ظالم استباح الحرمات ولما يزل ولن يزول وتزول الارض ومن عليها القادر على كل شئ الذي لايفنى و{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} يقول رب العزة في القصاص وانزال عدل الله بحق الذي يزهق نفسا بغير نفس او فساد في الارض ... (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179 (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) المائدة 32 يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم البقرة 178 الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين.. البقرة 194 فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين .. البقرة 251 يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما .. النساء 29 ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا .. النساء 30 وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما .. النساء 92 ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما .. النساء 93 من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ... المائدة 32 إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ..المائدة 33 والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم .. المائدة38 وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ... المائدة 45 قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ..الأنعام 151 قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ..الأعراف33 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ..النحل 90 الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز .. الحج 40 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ..النور2 والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون .. النور4 والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ..النور19 والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ..الفرقان 68 والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ...الأحزاب58 يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم ..الممتحنة 12 (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْرا) ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ )) وهناك بالطبع عشرات الآيات القرآنية التي اختصت بالقصاص والعقوبة الرادعة لكل عمل اجرامي او غيره ولم يترك كتاب الله شاردة او واردة الا واحصاها ووضع لها الحل ولولا ضيق الحيز لاوردتها كلها .. اما رسول الله صل الله عليه واله وسلم فله احاديث كثيرة وقد وردت قصص في القصاص وكيفيته والعدل فيه مالايعد ولايحصى وله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وسلم قول ..( أَيُّهَا النَّاسُ أَحْيُوا الْقِصَاصَ ) الفقيه ج4 ص163 ويقول امامنا علي عليه السلام (مَنْ خَافَ الْقِصَاصَ كَفَّ عَنْ ظُلْمِ النَّاسِ ) الكافي ج2ص332 واورد الاستاذ المخزومي في بحثه القيم في هذا الرابط : http://www.ebaa.net/wjhat-nadar/13/733.htmوعن هذا الموضوع الكثيرمن الشذرات التي تستحق الاطلاع عليها وكان بودي ان اكتب عن فوائد القصاص ولكني وجدت ان الاطلاع على مانقله لنا استاذنا الرائع يفي بالغرض واذكر هنا مانقله عن امامنا زين الساجدين والعابدين والصابرين علي ابن الحسين حينما بين ذلك في تفسيره لقوله تعالى: ( ولَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُوُلي الأَلْبابِ)؟ قائلا: ( ولكم يا أمة محمد في القصاص حياة, لأن من همَّ بالقتل فعرف أنه يُقتصُّ منه فكف لذلك عن القتل, كان حياة للذي كان همَّ بقتله ) هذه عينات هي ليست كل الحقيقة وليست كل ماورد في الاسلام الذي اوصى الدستور العراقي باحترامه فهناك المئات من القصص والاحاديث التي فيها العبرة والقيمة الانسانية التي مانزل الاسلام الا لترسيخها وبثها سراط عدل وفضاء انسانية لايحده حد ولايوقفه مد ومن اهم اسس الاستقرار والتقدم والرخاء ان يكون هناك عدل فالعدل اساس الملك ويقال عن تفشي الاسائة والاجرام ونتائج اللاعدل من امن العقاب اساء الادب وليس بغريب ان نرى تفشي الجريمة واستفحال الشذوذ في الكثير من دول العالم وما ذلك الى نتيجة حتمية لعدم تفعيل العقوبة الرادعة والتي تناسب الجرم ولنا في القوانين في اوربا عبرة حيث تصل اشد العقوبات لجريمة القتل على السجن لعدة سنوات بعضهم يحبذها ويقتل نفس بغير حق ويقضيها او نصفها بعد حسن السلوك ليخرج الى فضاء الانفلات لياتي صاحب الحق ويراه امامه فيقتص منه بيده وهنا تذهب روح القانون هباءاً تحت مسميات حقوق الانسان التي ما وجد قانون في الارض يبيح استباحة الدم بغير حق اضافة الى حصانة الطغاة التي منحت اليهم بغير حق مما جعلتهم يتمادون في البطش والطغيان وهم عينة من عينات الاستهتار بالعدل والقصاص لانهم ذوي حصانة فوقية وانهم غير مشمولين بعدل الانسان ونسيوا ان الله العادل الجبار لهم بالمرصاد وما مصير طاغية العصر والزمان المجرم المقبور صدام الا عبرة لمن يرفض الاعتبار وكل هؤلاء يغطي طلاب حقوق الانسان المجرم في الحياة على طغيانهم واستهتارهم بالنفس البريئة ولكم في سجون وطوامير كل حاكم منهم مثلا عن مدى قسوة الانسان لاخيه الانسان فاين هؤلاء منهم واينهم من الاقتصاص منهم وفرض العقوبات عليهم بدل فرضها على شعب مقهور يقتل يوميا وبالنحر وبسكين صدئة ولكن اسمعت لو ناديت حيا ولاحياة لمن تنادي .. ختاما اقول ان مايحدث نعتبره نحن شعب العراق افراغ للدستور من محتواه المتفق عليه وان القبول بمثل هكذا امور خطيرة سيؤسس الى حدوث خرق في مجالات اخرى ويصبح الدستور هنا حبرا على ورق او هو في واد والتطبيق العملي في واد اخر مما يعني ان هناك قوى تتربص بنا دائرة ابخاس حقنا من الحق وهناك من يريد افراغ اي منجز اخترناه لايتفق مع ايدلوجيات خاصة بهم كما فعلوا ذلك بالاستحقاق الانتخابي الذي لو عدنا الى ماحصل بعد الانتخابات من ضغوط فرضت علينا حكومة وحدة نفاق وطني مع احترامي لقادتنا الذين اجبرو عليها لوجدنا انها ضغوط افرغت الديمقراطية وحرية اختيار القيادة الحاكمة من قبل الشعب من حقها وكان الامر لا انتخابات قد حصلت ولا شعب قد ذهب ليصوت على خياراته فعاد بعد الجهد الى مربع توزيع المناصب والمحاصصة والغريب ان دعاة الديمقراطية والعلمانيون معهم البكاؤون على الكرسي المسحوب منهم بالحق هم الاكثر ضجيجا في هذا المجال الانقلابي .. لا ولن يقبل شعب العراق بالغاء عقوبة الاعدام بحق القتلة والمجرمين الذين يثبت القانون ادانتهم ولمعرفتي بطبيعة الشعب العراقي الذي لايمكن لفرد فيه ان يرى احدهم قاتل احبته طليقا امامه من دون ان يسامحه هو وفق الية توافق ورضى جميع الاطراف امامه حرا طليقا بغير حق ويتركه من دون ان يستشيط غضبا ويفقد صوابه فيقتص منه وان المضي في هذا الامر الى نهايته وتطبيقه وفرضه سيؤدي بنا الى ان نجد ان كل ذي حق وكل ولي امر لمقتول ظلما وقد استل سلاحه واخذ حقه بيده وتلك هي شرعة الغاب , ولاننسى ان الدول الغربية وصلت الى ماوصلت اليه من الغاء لعقوبة الاعدام بعد ان انتهت عمليات الابادة والقتل المبرمج اضافة الى وجود القوانين والاستقرار النسبي ومع ذلك نرى الاثر السئ لعدم تطبيق العقوبات الرادعة لبعض الجرائم البشعة والتي تجعل من ذوي اصحاب الحق في حالة لا استقرار وحنق وغضب نتيجة عدم تناسب العقوبة مع الجرم الواقع فيما تطالب الوزيرة السيدة وجدان بامر مفروض عليها من قبل قوى نعلم انها بطرة وان الامر في العراق من الاجرام بمكان يستحق ان نوجد عقوبات اشد قساوة من الاعدام ولولا احترام القانون والدستور لعلم الخارجون عن شرعة الله والانسانية اي منقلب سيلاقون ومع كل هذا لانقول ان الاعدام هي غاية وعشق فالروح الانسانية غالية ولكن اقسم لو كان ابي قاتلا لاسامح الله او مجرما سفاحا لما رف لي جفن عليه ان نال جزائه بعدل الله ولكنها الحياه في القصاص وتلك لعمري غاية خلق الله للانسان ان يحيى ليعمل احسن العمل ليواصل بعد حياة الدنيا تلك الحياة الابدية في جنة عرضها السماوات والارض اي هي الحياة في الدنيا والاخرة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |