|
ضاع المِسك بسوق البصل* ... !!! جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
يعتبر المسك ملك الأطياب
الجنة في جعبتي... هل من يرافقني... ؟؟؟ وأبلاش !!
جلال جـرمكا
هنالك مقولة ، يكررها أهلنا وناسنا مفادها : ــ الروح عزيزة !!. نعم نحن أيضاً نقول ذلك ... فعلاً الروح عزيزة و( نص ) .. ولكن ياترى بأية عقلية يقوم أحدهم ويفجر نفسه أو يقود سيارة مفخخة بالمتفجرات ويفجرها على الناس ويقتل العشرات ونفسه..!! ياترى كيف ولماذا ؟؟... وماهي الدوافع وألأمتيازات أذا كانت هنالك مصالح ؟؟؟. .. وعشرات ألأسئلة ألأخرى !!. ياترى الا يفكر بالنتائج ؟.. عامة الناس ألأبرياء... عقوبة الله لهم ولفعلتهم..؟؟ ياترى أي تأثير نفسي جعلت منه أن لايفكر الا بتنفيذ العملية وبس.. الغريب في ألأمر أن أكثرية ألأنتحاريون من الشباب !!!. ياترى هل هذه ألأعمال وليدة اليوم..؟؟ أم كانت في الماضي أيضا..؟؟؟ . للرد .. لابد أن هذه العمليات قديمة ولكن مع تطور الزمن تتقدم ألأليات والتنفيذ معاً!!. لنعود الى الوراء ونرى كيف يروي لنا التأريخ هذه ألأمور : كان من نتائج ألأنحلال الذي منيت بالدولة العباسية ( في أواخر عهدهم ) ظهور حركة شيعية تحت أسم ( ألأسماعيلية ) والتي بدأت بالظهور منذ أواخر القرن الثاني للهجرة وقويت في القرنين الثالث والرابع وأستمرت الى يومنا هذا !!. ولعل ألأسباب التي مكنت تلك الحركة من الظهور بالأسباب التالية : ــ ضعف سلطان الخلافة العباسية وتقلص نفوذها الزمني والديني تقلصاً واضحاً عن كثير من أجزاء المملكة . ــ عدم أستطاعة ( آل علي ) في الوصول الى الحكم التي كانوا يأملون في الوصول اليها بعد أنقضاء عهد ( آل أمية ) وخداع العباسيين لهم وعدم أعطائهم أي حق من حقوقهم . ــ فشل العناصر غير العربية من الوصول الى أهدافهم التي أملوا الوصول اليها في عهد الدولة الجديدة ، وبعد أن عملوا على هدم الدولة ألأموية أملاً أن يعيدوا نفوذهم القديم . ــ خيبة أمال تلك العناصر غير العربية في الحكم العربي الذي لم يمكنهم ، في العهد ألأموي ثم في أوائل العهد العباسي من أستعادة تقاليدهم وسلطاتهم التي كانت لهم قبل ألأسلام . ـ أنتشار الترجمة والتدوين وأحياء ذكر الحضارات والعقائد القديمة التي أحيت الغرور القومي عند ألأمم المفتوحة غير العربية . ــ أنتشار الفلسفات القديمة وبخاصة الفلسفتين ( اليونانية والسريانية ) أنتشاراً جعل الناس يفتحون عيونهم وقلوبهم لمناقشة ماجاء به ألأسلام والتطلع الى أفاق جديدة بعيدة عن بساطة ألأسلام . ــ البعد عن روح ألأسلام الحقيقية السمحة ، بأنتشار ألأسرائليات والخرافات الفارسية وغير الفارسية مما جعل العامة تتقبل بسهولة كل فكرة روحية غريبة !!. ــ تدخل الخلافة تدخلاً عملياً في عقائد الناس ومحاسبتهم عليها والتضييق على من يعلن ( الزندقة أو هرطقة ) أو أنحرافاً عن المذهب الرسمي للدولة وهو ألأسلام وطريقة أهل السنة والجماعة ، وخاصة حين أخذ المهدي والهادي يضيقان على الناس في محاسبتهم على عقائدهم ، أو حين أخذ المأمون يحاسب الناس على عدم أعتناق مذهب ( المعتزلي ) القائل بخلق القرآن وغير ذلك ، وبأنشاء ديوان ( المحنة ) لأمتحان من أنكر تلك العقيدة !!. ــ تبدل المجتمع ألأسلامي من مجتمع زراعي وتجاري ساذج الى مجتمع زراعي وتجاري معقد ووجود طبقة أرستقراطية مالية سواء أكان أهلها عرباً أو موال ، وقد أحست الطبقات الفقيرة العاملة ، من موالي وعرب بالبؤس المحيط بها من جهة ، كما أحس ألأغنياء بوجوب أتحادهم لحماية المصالح ، فلذلك حصلت التكتلات من الجانبين وكان لهذه التكتلات أثرها الواضح في الحركات العقلية وألأجتماعية التي ترمي الى توحيد أهداف المتذمرين على أختلاف نحلهم وعقائدهم وعناصرهم !!. ــ عندما توفي ألأمام ( جعفر الصادق ـ ع ـ ) سنة 148 هـ أنقسم أصحابه الى ثلاثة فرق : 1 / الفرقة الناووسية : زعموا أنه لم يمت وأنه سيرجع . 2 / ألأثنى عشرية : وهم أتباع أبنه ألأمام موسى الكاظم ـ ع ـ وهم المعتدلون . 3 / ألأسماعيلية : وهم القائلون بأمامة أبنه ( أسماعيل ) ثم أبنه محمد . نظم ألأسماعيليون طريقة سرية للدعوة الى مذهبهم في أرجاء العالم ألأسلامي وقد كانت هذه الطريقة تعتمد على كثير من ألأسرار وألأمور المحجوبة وتفسير القرآن الكريم وألأثار ألأسلامية تفسيرات لاتعتمد على ظواهر النصوص بل على الباطن ، والمجازات وألأستعارات والكنايات وزعموا أن كثير من هذه النصوص لاتفهم الا بالمعلومات المكتومة التي تناقلها الخلف عن السلف عن ألأئمة ، وأنها لاتعطى ألا لمن يقسم على أن يحفظ في باطنه ، لأن في هذه العقيدة تعاليم لايجيزها عامة المسلمين . ظهر من بين ألأسماعيلية ، رجل من أهل الريٌ ، وهو ـ الحسن بن الصباح ـ ساح في العالم وكانت صناعته الكتابة ، فخفي أمره حتى ظهر وقام ، فأقام من الفتنة كل قيامة ، وأستولى في مدة قريبة على حصون وقلاع منيعة ، وبدأ من القتل والفتك بأمور شنيعة!!. لقد أستطاع ( الحسن بن الصباح ) أن ينشر في برهة وجيزة دعوته في أرجاء المشرق من فارس الى العراق ، كما أستطاع أن يستولي على العديد من الحصون والقلاع ويتخذها مقرأ لرجاله ، وكان أستيلاؤه سنة 483 هـ على ( قلعة الموت ) التي كان بناه ( الملك شاه ) بداية لقوة حركته ، ومركزاً أستطاع منه أن يستولي على كثير من بلاد ـ خوزستان وقوهستان ـ وكان بن الصباح مغرماً ببناع القلاع على رأس الجبال متباعداً عن المدن متحصنأ بها ، لئلا يسهل الوصول الى جماعته ، وقد الف حوله جماعة من ألأشداء المتعصبين فأمرهم بالفتك بمخالفيهم ، وكان يختارهم من الشبان ألأقوياء المتحمسين البارعين في ألأحتيال والتخفي وأستعمال ألأسلحة المتعددة ومعرفة اللغات الكثيرة وأطلق عليهم أسم ( الفدائيون ) ، وكان أبرز أمكنة نشاطهم المساجد والكنائس وقتل خصومهم فيها أيام الجمع وألأحاد ، وكان من عادتهم أن يكونوا ثلاثة ، حتى أذا مافشل الواحد في خطته وقتل ، قام ألأخران بأتمام العمل ، وهكذا تمكن للدعوة من قتل الكثير من خصومها كالخليفتين ( المسترشد والراشد) والوزير ونظام الملك وغيرهم كثير ، ولاشك في أن براعة الدعاة بأغراء هؤلاء الشبان هي التي جعلتهم يتحمسون بشدة لحركتهم ويتفانون في نشرها!. وقد نقل المستشرق ( أدوار برواون ) في ـ تأريخ آلآداب الفارسية 2 ـ 207 ـ عن الرحالة ألأيطالي ـ ماركو بولو ـ الذي زار البلاد في القرن السابع ، وكتب عن هؤلاء الفدائيين فصلاً قال فيه : [ أن زعيم ألأسماعيلية ـ الحسن بن الصباح ـ أمر بأنشاء حديقة متسعة غنـٌاء في واد بين جبلين وملأها بأشجار الفاكهة المختلفة ، كما أقام فيها القصور الجميلة وزينها بالذهب ، وحفر فيها أقنية وفساقي وملأها خمراً ولبناً وعسلاً وماءً صافياً ، وكان يسميها ـ الجنة ـ ، وقد حشر فيها الجواري الحسان المغنيات والراقصات ، وأن الحسن كان يخدر هؤلاء الشبان بالحشيش ثم يحملهم الى الجنة جماعات جماعات تتراوح بين ألأربعة والعشرة ، فأذا فاقوا من تحشيشهم ، أعتقدوا أنهم في الجنة التي وعد الله المتقين ، ثم يحملون الى قصره بعد أن يخدروا ثانية ، فأذا فاقوا آمنوا بقدرته وتفانوا في طاعته ويقصٌون ما رأوه على ألأخرين ، فيتوقون بدورهم الى دخول الجنة !! لابل يتسابقون في تنفيذ الواجبات ليقتلوا ويدخلة جنات الخلد!!!.] مربط الفرس : اليوم.. هنالك العشرات من ( الحسن بن الصباح ) ولكن بأمكانيات أقل.. ولكنهم لهم القدرة بأقناع الشبان من أنه ما أن فجروأ أنفسهم حتى رأساً..شليييييييييخ الى الجنة حيث عشرات الحواري بأنتظار جنابه الكسيف !!!. .. وهو لايعرف مدى خطورة قتل النفس البريئة... ولايدري بأنه فورأ الى الجهنم!!!. [ قال تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما وقال تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا . ] الم أقول بلدنا أصبحت ساحة لكل الناس المشعوذين وضعيفوا النفوس وأن الدولار( أنعل أبو الدولار ومن صنع الدولار ومملكة الدولار ) أعمت بصيرتهم.. يأتون بالشباب السذج ويقنعوهم بأن الجنة في جعبتهم .. ياترى من يريد أن يذهب هناك حيث ـ ربيع دائم ـ عشرات الحواري وأنهر من عسل وخمر وماء صافي وأباريق من ذهب وأستبرق .. أشرب وتونس !! .... ( شنو خان جغان لو ولاية بطيخ ؟؟؟ لو كلمن اله) ..؟؟ مساكين هؤلاء لايعرفون أنهم بعكس ألأتجاه والله .. ثم والله الى جهنم.. وبئس المصير...!!. .. والله على مايبدوا أن ألأخوة سيملئون جهنم... أكيد ..!!. ــــــــــــــــــــــــــــ المصادر :
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |