نقاط مضيئة من خطاب المالكي في مؤتمر بغداد

غفار العراقي / كاتب يعشق العراق

gaffar_1370@yahoo.com

اخترت هذا العنوان ليكون ردا على مقال للكاتب علي البطيحي وكان بعنوان (نقاط مظلمة في خطاب المالكي) والذي ظلم فيه كثيرا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي اعتقد ان كل منصف وكل متابع حيادي لن يستطيع إلا أن يثني على ما قاله المالكي وما تضمنه خطابه من نقاط جوهرية في القضية العراقية بحيث انه لم يترك نقطة (تهم الوضع العراقي الآن) إلا وتطرق إليها واستخدمت الأقواس هنا للتأكيد على أن المؤتمر انعقد لأسباب معينة ولم يكن للسرد التاريخي عن العراق وتعداد أسماء مفكريه وفنانيه ورياضييه وأدباءه وشعراءه ووو كما أراد وطالب الأخ البطيحي الذي ضمّن مقاله مجموعة من النقاط (اعتبرها) مظلمة في الخطاب إلا أنني لم أجد في كل ما كتب إلا تعصب وتهجّم وعقد سابقة عن الرجل وحزبه (الدعوة) ولم يكن الموضوع بحجم العنوان وللأسف الشديد.

وهنا أود أن ابيّن تلك النقاط التي وردت في مقال الكاتب وأحاول الرد عليها بما فهمته من الخطاب الذي تابعته حرفا حرفا لأني اعلم ان المتصيدين والحاقدين سيحاولون ان يقلبوا الحقائق ويغيروا الوقائع بطريقة التدليس التي انتشرت وانتشر أتباعها للأسف الشديد...

أول نقطة ذكرها الكاتب - وهي الأهم طبعا – والتي يعوّل عليها كثيرا في (إسقاط الحكومة)! هي عدم ذكر المالكي لجميع القوميات والطوائف والأحزاب والحركات والتيارات التي يتألف منها النسيج العراقي ! فهل أراد الكاتب أن يكون المؤتمر مخصص لإلقاء الخطب المفصلة؟ ألا يعلم ان المالكي قد اختصر العراق بالعرب والمسلمين ليكون شاملا للجميع دون الحاجة إلى التكرار والإعادة والتفصيل.

وفي النقطة الثانية يقع الكاتب (الغير حاقد) بمتاهات لم يستطع الخروج منها إلا بخلط الأوراق وعلى القارئ أن يفهم ما يريد (وهذا أسلوب جديد لكتاب الديمقراطية الجدد)!! فقد ذكر ان المالكي اختصر تاريخ العراق بألف وأربعمائة سنة فقط ثم يعرج على قول المالكي ان تراث العراق يمتد إلى آلآف السنين (لاحظ التخبط) وحين وجد ان المالكي لم ينس ذكر الشعر والأدب والفقه والنحو كتراث للعراق ، اعترض الكاتب على عدم ذكر المالكي لحدائق بابل ومسلة حمورابي ، فهل يريد الكاتب تقريرا صحفيا عن آثار العراق!!!!

وفي هذه النقطة حاول الكاتب ان يستعطف القراء البسطاء ويقول لهم انني أفكر بمظلوميتكم أكثر من المالكي حين انتقد الرجل في نقطة جوهرية تحسب للمالكي بل أنها من أفضل النقاط التي أثارها في خطابه ولها دلالات ورسائل عديدة (لمن يفهمها) وهي التذكير بان الإرهاب الذي يضرب العراقيين هو ذاته الذي يروع السعوديين ويستهدف فنادق الأردن وشوارع مصر في إشارة إلى أن كل ما يحصل في العراق من قتل ودمار لا يمت للمقاومة بصلة وان هؤلاء المدعين الذين يأتون من تلك الدول (مصر الأردن السعودية) هم جميعا إرهابيين ويجب أن تساعدونا في القضاء عليهم. فهل فهم البطيحي الكلام أم أن الحقد الأعمى قد أعمى البصيرة؟!

وهنا خصص الكاتب تملقه للطائفة التي يدعي الدفاع عنها (الشيعة) وقال بان الخطاب لم يشر إلى ان القتل في العراق هو طائفي والصراع هو طائفي ، وأنا اسأل أي عاقل لو ان المالكي أسهب في الدفاع عن الشيعة وقال انهم يتعرضون للقتل من قبل السنة فهل سيرضى البطيحي بهذا الخطاب فضلا عن العالم اجمع وهل يرضى البطيحي ان يكون رئيس الحكومة طائفيا ! ثم من قال ان الصراع طائفي ومن قال ان الذي يفجّر نفسه يستهدف الشيعة فقط ! فهل جامعة المستنصرية هي للشيعة وهل رواد شارع المتنبي من الشيعة فقط وهل لاعبي كرة القدم والفنانين والعلماء والمثقفين هم من طائفة واحدة !!

وفي هذه الفقرة (ينسى) الكاتب النقطة السابقة ليؤكد ان الإرهاب يطال العراقيين جميعا دون استثناء لكنه يعيب على المالكي عدم تسميته للإرهابيين وجنسياتهم أي ان الكاتب يطالب الرئيس بان يقف على المنصة ويخاطب الوفود المشاركة ويشير إليهم بإصبعه واحدا واحدا ويقول له أنت إرهابي وترسل الإرهابيين فعليك الكف عن ذلك (هههه) ! لا اعرف بماذا أجيب الرجل عن هذه الانتقادات ! فهل يجب على رئيس الوزراء أن يلعب دور الناطق باسم الحكومة وهل يجب ان يعيد ما يتكرر في نشرات الأخبار يوميا ام انك لا تستمع ولا ترى !!

7- وهاتان النقطتان كلام زائد للتطويل ليس فيهما شيء للرد عليه

 في هذه النقطة يعود الكاتب ليذكر ما ذكره وكرره مرارا في مقالاته السابقة لينتقد العملية السياسية برمتها وينتقد الدستور من خلال نقطة واحدة (لازال الخلاف جاريا عليها) متناسيا كيفية صناعة الدستور وما هي العقبات التي واجهت القائمين على كتابته. وعموما فقد ذكر المالكي ان هناك تعديلات ستجرى عليه ، فلماذا لا ينتظر (الكاتب القدير) حتى يتبين الخيط الأبيض من الأحمر !!

 هنا ينتقد الكاتب قانون الاستثمار الذي يعتبر من أفضل انجازات الحكومة والبرلمان ويحتج عليه بان المالكي يوفر الحماية للمستثمرين الأجانب ! فكيف يا ترى تستطيع دولة ما أن تكسب المستثمرين بدون إغراءات مادية وأمنية؟

 10-يعود الكاتب هنا ليخلط مجموعة من الأوراق (والقارئ يدوخ) فتارة يسأل عن ماهية تأثير الإرهاب على مصر وهي دولة غير متعددة المذاهب (وهذه معلومة ناقصة) فيوجد من الشيعة الكثير بل أنها كانت دولة شيعية قبل التحول إلى دولة قومية !

 11- هنا يغالط الكاتب نفسه ويحاول أن يقلل من شأن المؤتمر ويقول ان المشاركين فيه لم يأتوا لسواد عيون العراقيين بل لمصالحهم فقط. وإذا تنزلنا وقلنا ان هذا صحيح ، فهل تتقاطع مصالح تلك الدول مع مصالح العراق؟ أليست المشكلة المطروحة على الطاولة هي مشكلة العراق؟ ألا يعتبر تفاهم تلك الدولة (المتصارعة) نصرا للعراق خصوصا ان ذلك التفاهم يتم بوجود العراقيين ولا يتم خلف الكواليس؟ ألا يعتبر مجيء ممثلي الدول العظمى والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الجوار الإقليمي هو نصر للعملية السياسية لم يتحقق منذ سقوط البعث؟

 12- ويعود هنا الكاتب (الفطحل) ليكرر سؤاله العبقري : لماذا لم يذكر المالكي حدائق بابل المعلقة (هههه) ولست اعلم ما سر تعلق الكاتب بالحدائق المعلقة !!

 وفي الختام يتوصل الكاتب (الفيلسوف) إلى نظرية عظيمة هي ان المالكي لم يكن شجاعا (وهذا هو المطلوب من الكاتب ان يبينه) وهو الخروج بهذه النتيجة التي تجعل من المالكي يستقيل ويطلب اللجوء خارج العراق بسبب وجود كتاب محللين كهذا البطيحي الرهيب.

 وللفائدة أضع مجموعة من النقاط التي نسيها أو تناسها الكاتب (الأعجوبة) بقصد واضح وهي تدل على ان المالكي كان بحق (أشجع رجل بالعالم) :

حذر المالكي الجميع ان العراق لن يسمح ان تكون أرضه ساحة للحروب بين الدول

العراق لن يسمح ان يكون قاعدة لضرب بلد آخر وهذا موجه إلى الإدارة الأمريكية بالخصوص

لوّح المالكي بالمد الشعبي والملايين الرافضة للتنازل عن حقوقها التي حصلت عليها في الانتخابات

دافع المالكي عن طائفته بنفس المقدار الذي دافع به عن الطوائف الأخرى لكي لا يسمح للمتصيدين ان يلعبوا بتلك الورقة

لم ينس رئيس الوزراء أن يذكّر المؤتمرين بأنه وحكومته يعلمون ان هناك دعم مالي وإعلامي ولوجستي للإرهابيين فضلا عن الديني - وهذه إشارة واضحة لمن يفتي بقتل العراقيين وخصوصا الشيعة - وطالبهم بالعمل على إيقافه ملوحا ان الإرهاب مثلما يضرب الشعب العراقي الآن فانه سيمتد حتى يضرب شعوبكم ودولكم.

حذر المالكي الدول المجاورة من لعب دور طائفي او قومي على حساب الشعب العراقي وطالب بالتعامل مع العراقيين جميعا بمستوى واحد ونفس واحد

 وأخيرا أقول للكاتب العجيب الغريب ومن على شاكلته :

ألا يكفي ما نحن فيه من احتراب وتقاتل على المناصب والوزارات ، ألا تكفي الدماء التي تسيل يوميا على ارض العراق ، إلى متى ستضل أقلامكم معاولا للهدم والتخريب ، إلى متى تتصيدون بالماء العكر بل أنكم تتصيدون حتى بالماء الصافي.

اتقوا الله واجعلوا من أقلامكم سيوفا بتارة على كل من يحاول زرع الطائفية والروح القومية والمذهبية لأجل مصالحه الحزبية الضيقة وارفعوا شعارا خالدا أبديا

العراق أولا... العراق أخيرا... العراق للعراقيين

وشكرا

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com