|
متى تبسط دولة الخضراء نفوذها إلى كل العراق أوميد كوبرولو منذ عقود طويلة يحلم عشاق نخيل وأهوار وجبال العراق ووديانه وسهوله، يحلمون أن يروا بلدهم يحكمه نظام عراقي حر يؤمن بوحدة البلاد أرضا وشعبا ويحقق لأبنائه الحياة الحرة الكريمة والديمقراطية الحقيقية والأمن والسلام والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بدون تمييز أو تفضيل عربي أو كردي على تركماني أو كلداني أو آشوري ولا سني على شيعي أو العكس. ومنذ سنوات نحلم في عراق قوي مثلما كان أيام زمان يهاب منه كل الأعداء والطامعين ويحسبون له مليون حساب. نحلم في عراق مستقر يكون عاملا في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة شرق الأوسط لا عراقا يكون مسرحا لتنظيمات إرهابية بفضل جهات عرقية وطائفية تشارك في إدارة البلاد وتغرس خنجرها المسموم لتطعن وحدة العراق وتذبحه لتقسمه إلى أقاليم تحت سيطرة أناس حاقدين على وطننا الحبيب وشعبه العظيم المظلوم، أناس عملاء مستعدون بأن يبيعوا كل شيء مقابل مصالحهم الشخصية وأفكارهم الشوفينية والطائفية المريضة التي لن تهدد فقط وحدة واستقرار العراق وبل ستهدد أمن واستقرار دول الجوار ومنطقة شرق الأوسط كلها . كان العرس الكبير عندما سقط نظام الطغاة في بغداد رغم احتلال بلدنا وتدنيس أرضه الطاهر من قبل المستعمرين الأمريكان والإسرائيليين الذين مهد لهم بعض الجهات العميلة للموساد في شمال البلاد الحبيب. انتظر العراقيون بفارغ الصبر أن تشكل حكومة وطنية قوية تشارك في إدارتها جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي وبموجب المحاصصة الوطنية ولا الطائفية أو العرقية، تستطيع أن تنقذ الشعب العراقي من ظلم السنين الماضية وغدر النظام السابق وأفكاره البعثية الشوفينية وتهجيره ألقسري لأبناء العراق وإعداماته الجماعية ومقابره الوحشية وتكون بتواجدها في كل العراق قادرة على تحقيق الحلم العراقي وبسمة الطفل البريء الذي يغتال يوميا نتيجة العمليات الإرهابية أو التيتم بعد اغتيال والده أو اعتقاله أو الحكم عليه بالعيش ذليلا وملولا وخجولا طيلة حياته نتيجة انتهاك شرف والدته أو شقيقته من قبل جنود الاحتلال أو أنذال وحثالى المجتمع الذين انخرطوا في صفوف الجيش العراقي الجديد بعد أن كانوا في السابق عناصر ميليشيات أياديهم ملطخته بدماء الأبرياء من العراقيين الذين قتلوهم في عمليات إرهابية جبانة. فأولئك الحثالى الجبناء الذين لا تجد عندهم مكانة وقيمة للشرف والأخلاق والذمة والضمير لا يهتكون بشرف العراقيات فقط وبل مستعدين أن يحرقوا البلاد وما فيها من أجل أطماعهم ونزواتهم الشخصية. بعد أربع سنوات من سقوط النظام العراقي السابق لم يرى العراقي تواجد حكومته إلا في منطقة الخضراء من بغداد وكأنها حكومة المنطقة فقط جاءت لتحقق الأمن الاستقرار في تلك المنطقة المحمية بالدبابات والمدرعات والطائرات الأمريكية. أما بقية أحياء عاصمة الرشيد وبقية مدن وادي الرافدين وقصباته وأريافه فتلتهمها العمليات الإرهابية والاختطافات والاغتيالات وتردي الأحوال الأمنية والمعاشية والاجتماعية والصحية والثقافية وانتشار المرض والجوع والفساد والسرقة. تعود العراقي الذي لا حول ولا قوة له ولا يستطيع هجرة البلاد إلى تفجير السيارات والناقلات الملغومة التي يقودها الانتحاريين، والانتحاريين الذين يرتدون الأحزمة الناسفة أنفسهم وقتل وجرح العشرات يوميا في العاصمة بغداد وموصل وكركوك وديالى وحلة وكوت وغيرها من المدن العراقية، وتعود أيضا يلاقي عيناه صباح كل يوم وهو في طريقه إلى عمله أو وظيفته جثث مرمية على أرصفة الشوارع والأزقة ذبحت رؤوسهم وتقطعت أجسامهم بكل همجية ووحشية في ظلام الليل الذي لا يتمكن أحد التواجد خارج بيته عدا رجال الشرطة وأفراد الجيش العراقي الجديد الذين هم في الأساس عناصر الميليشيات الحزبية التي تشارك في إدارة البلاد. وهل من عراقي شجاع وشهم يستطيع أن يخرج من البيت إلى عمله أو قضاء حاجياته وأشغاله دون أن يطلب براءة ذمته من أفراد عائلته وكأن ملك الروح ينتظره خارج البيت ليستلم روحه؟
فكم مليون عراقي سيجبرون على التشرد والبحث عن ملاذ آمن لهم ولأطفالهم في الدول الجارة للعراق ومنها ينطلقوا للاغتراب عن أوطانهم والاستقرار في عالم غير عالمهم ويعاشروا أناس ليسوا بأناسهم ويجرعوا مرارة الغربة وسم الابتعاد عن الوطن الأم والأحبة والأصدقاء؟ وكم من عراقي سيذهب ضحية وطنيته وإخلاصه لمبادئه الشريفة؟ وكم من طفل يتيتم وامرأة تترمل وكم من عرض يهتك تحت ظل حكومة معالي نوري المالكي التي لا تتواجد إلا في رقعة صغيرة من الوطن؟ وإلى متى لا يستطيع رئيس وأعضاء هذه الحكومة الانتقال إلى الشارع العراقي بحريتهم بدون خوف من أبطال المقاومة العراقية الذين يقفون بالمرصاد ليصطادوا أفراد قوات الاحتلال والخونة والساقطين أخلاقيا والعملاء للأمريكان والإنكليز والإسرائيليين وفي وضح النهار وأمام أعين الناس. أملنا وأمل العراقيين جميعا في حكومة منتخبة من قبل الشعب في انتخابات نزيهة وشريفة ولا حكومة بموجب محاصصة طائفية أو عنصرية وأعضاءها تزكيهم الأمريكان وترفضهم علينا في انتخابات زائفة مليئة بالتحايل والتلاعب والتزوير وعدم إشراك بعض أحياء المدن والقصبات بعد خلق الظروف الأمنية السيئة فيها. حكومة عراقية قوية ونزيهة بموجب محاصصة وطنية تهمها مستقبل وطنها ووحدة أراضيها وشعبها وتسعى لرفاه أبناءها وأعمار البلاد من خراب ودمار السنين الطويلة. حكومة يولد أعضاءها من صلب العراقيين الأصلاء والشرفاء يسعون لإنقاذ العراق العظيم من براثن قوات الاحتلال وأراذل الخونة والعملاء ويسهرون من أجل الحياة الحرة الكريمة لشعبنا المظلوم وينتقلون في الشارع العراقي بدون خوف أبطال المقاومة العراقية الباسلة الذين سيقفوا إلى جانبهم ويؤيدون خطواتهم الجبارة ويحفظوهم. ومفيد الكلام عاجلا أم آجلا فلابد من هذه الغيمة السوداء أن تزول عن بلادنا، ولا بد شمس الحرية والديمقراطية أن تشرق علينا من جديد ونلتقي على المحبة والود في ربوع البلد الحبيب والله ناصر المستضعفين وأصحاب الحق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |