مسيرة الاربعين في مالمو .... ملاحظات وتقييم

احمد الصائغ / مدير مركز النور

www.alnoor.se

alnoor.se@hotmail.com

مقدمة

كثر الحديث عن المسيرة التي انطلقت يوم ذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام في مدينة مالمو السويدية وكتب بعض الاخوة الكرام مقالات تناولوا جوانب عديدة منها وكانت هناك ردود وتعليقات كثيرة حول هذا الموضوع وهذا يدل على حرص الجميع وقبولهم الرأي الاخر وهي حالة بذاتها صحية وحضارية .

قد لا يختلف اثنان حول مكانة وشخصية الامام الحسين عليه السلام  في الاسلام ونسبه المشرف من الرسول الاعظم ( ص )  وحتى الذين برروا قتل الحسين بخروجه على امام زمانه ( يزيد ) لم يستطيعوا النيل من شخصية الامام الحسين لانهم لم يجدوا فيها ما ينقصها فالكل متفق على سطوع هذه الشخصية على صفحات التاريخ الاسلامي والعالمي فكان قدوة للثائرين ونموذجا لاحرار العالم , ولم تكن لشخصية الامام الحسين باب واحدة  للولوج الى مكنونها فلذلك تعددت طرق ووسائل تكريم هذه الشخصية فالبعض ركز على الشخصية الاجتماعية  للحسين والاخر ركز على الشخصية التربوية والانسانية فيها  وبعض اخر ركز على الشخصية الاستشهادية وهي الاكثر حضورا لدى اغلب الاوساط الدينية والشعبية حتى طغت على الجوانب الاخرى المشرقة فيها فظهرت معها الطقوس الشعبية  .

حب الحسين وال البيت مبدأ متفق عليه ولكن الاختلافات في طرق التعبير عن هذه المحبة وترجمتها من خلال الطقوس التي ترافق هذا الحب وهي في الغالب طقوس شعبية متوارثة لا اجد فيها الزاما لمن يتخلف عنها ولا انتقاصا لمن يمارسها .

ان الطقوس الحسينية هي محترمة لدلالتها ولكنها غير مقدسة بمضمونها او ادواتها وهي ايضا لها اماكنها وازمانها وقد يبدو من الخطأ تطبيقها في وقت غير وقتها او مكان غير مكانها لانها ستجلب مردودات سلبية .

واننا من الخطأ ان نجعل اسم الامام الحسين يرتبط بطائفة بعينها او فئة بذاتها فهو شخصية اكبر من ان تحتويها طائفة , فالحسين هو للعالم اجمع وهو كلمة الحق التي ترعب عروش الطغاة وهو شمس الحرية التي تشرق في سماوات الله  لتنعم على الجميع بالدفىء والمحبة .

 ان المزايدة من قبل البعض على حب الحسين وادعاءهم بانهم وحدهم  الذين من حقهم فقط فرض طقوس معينة او يكونوا اوصياء على المذهب وأن عدم الاخذ بتوصياتهم تلك هو خروج على المذهب من وجهة نظرهم ،  وما هذا الا كسب دنيوي لتحقيق مكاسب ومآرب قد تخفى على بعض  الناس ولكنها لاتتيه على العقلاء.

ان نظرية المؤامرة المتأصلة في نفوس البعض والتي يعتقدون انها تساعدهم على كسب شعبية العامة ما هي الا شماعة يراد منها اظهار عداء وهمي ليس له وجود على ارض الواقع يعلق عليها اي احباط او ارباك معين في عمل ما . 

 

الاعتراضات

من هذا المنطلق كان اعتراض الكثير من الاخوة على مسيرة الاربعين التي جرت في مدينة مالمو السويدية  وقد سجلتها في نقاط اهمها :  

 1/ أن نقل طقوسنا التي نحترمها الى مكان غير مكانها أثارت استغراب ودهشة الشارع الاوربي حيث صورت هذه المسيرة اننا لانجيد الا فن اللطم  وكيف لك ان تشرح للشارع الاوربي ما علاقة اللطم بذكرى رجل قدم تفسه وعياله في سبيل الحرية والمحبة والانسانية .كان المقترح الذي ذهب اليه الكثيرون هو مسيرة صامتة تكون اكثر تعبيرا وتاثيرا وكذلك حمل لافتات يكتب عليها بعض الشعارات باللغة السويدية واطفال يحملون الشموع .

2/  اختزال شخصية  الحسين بأسم الطائفة الشيعية وابعاد هذه الشخصية الرمز عن حضورها الانساني الحقيقي كونها شخصية اسلامية وعالمية دافعت عن البشرية جمعاء لأن الدين الاسلامي هو رحمة للعالمين وليس لطائفة معينة .

3/ لانعرف من اعطى الحق للقائمين على هذه المسيرة النطق باسم الجالية الشيعية التي لها مراكز وحسينيات وجمعيات منتشرة في هذه المدينة ولها نشاطات مشكورة عليها وكذلك لها تأريخ طيب فقد قام الاخوان  المشرفون على تنظيم هذه المسيرة بتجاوز كل هذه المراكز علما ان المسيرة وعلى مدى السنوات السابقة كانت تنظم من قبل مؤسسة الامام المنتظر الا في السنتين الاخيرتين فقد اجاز  بعض الاخوة لانفسهم اخذ هذه المسؤولية على عاتقهم .

 

ختاما

نشكر جهود الجميع رغم اختلافنا في بعض التفاصيل ونسأل الله ان يجعل ذلك الجهد  حسنات في ميزان اعمالهم  ونتمنى ان يعتبروا كلامنا هذا خطأ يحتمل الصواب كما نعتبره نحن صوابا يحتمل الخطأ .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com