|
شخبطة على الحائط في عصر الضياع، الضفادع الذكور ينقلبون إناثا مشروع سفينة نجاة للضفادع للحفاظ عليها من الاندثار
توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب لا تقولوا ان الضفادع لا تستحق الحديث فالضفادع مخلوقات صديقة تتعايش بيننا ونعيش معها منذ ان وجدها الانسان على الارض. الضفادع الآن في محنة حياتية قد تؤدي بها الى الفناء وهذه المحنة الحياتية هي محنة الانسان على هذه الارض التي تعبت منه. نحن نعيش الآن عصر الضياع حقا، فامنا الارض ضائعة تتآكل لاتدري ما تفعل، لن يفيدها ما يتشدقون به من حلول او علاجات ففي الشهر الماضي اجتمع مئات من الاختصصايين في البيئة لوضع بعض الحلول، فخرجوا ببعض منها ولكنها كانت اقوال وحلول على الورق. وظهر على الشاشات بطل جديد يصيح مناديا بالويل والثبور وعظائم الامور، ان نحن لن نعالج الداء، وهو (آل غور) الا انه قبض عليه بعدئذ باقترافه في حياته الخاصة في بيته استهلاكه من الطاقة اضعافا مضاعفة عما يجب عليه ان يستهلك. وبين كل ماقيل وما ثرثروا به فان الثقاة في البيئة يقولون ان (كل مانستطيع عمله انما هو قليل جدا ومتأخر جدأ). لأن ارضنا مصابة بالسرطانات نتيجة الانفجارات السكانية، لهذا فهي الآن تئن من تلوثات لاعد لها في الماء الهواء والغذاء. ومحنة الضفادع الآن مصقعة ففي دراسة حديثة وجد ان الضفادع الذكور الذين ولدوا حديثا انقلبوا الى اناث نتيجة التلوث بمادة شبيهة بالاستروجين، الهرمون الانثوي والخشية القائمة الآن بين الحياتيين هي ان انواعا من الضفادع مهددة بالاندثار. هذا ما نشرته مجلة (علم السموم والكيمياء البيئية)، (journal Environmental Toxicology and Chemistry) وهو ما وقع في المياه الاوربية والولايات المتحدة الامريكية وكندا، وظهر من الدراسة ان الدعاميص اي صغار الضفادع معرضة هي الاخرى لهذا التبدل الجنسي اذا ما تعرضت لنسب صغيرة من الهرمون الانثوي. وذكور الضفادع الذين تعرضوا للهرمون الانثوي انقلب 95% منهم الى اناث، وفي احدي الدراسات وانفلب آخرون 100% منهم الى اناث. تقول (برغ) احدى الذين اجروا تجاريهم على الضفادع (ان المبيدات الحشرية التي تستخدم في الزراعة والكيماويات الصناعية لها القدرة على التأثير على ذكور الضفادع كتأثير الاستروجين الهرمون النسوي) ويقول باحثون آاخرون ان انقلاب الذكور من الضفادع الى اناث قد جعلها اناثا فاعلة ويعني ذلك خطورة عظمى في ان تنقلب كافة الضفادع الى اناث ولا فحل او فحول بينها. ان هذا صعقة للبيئة والحياة بكاملها يثير القلق على مصير الضفادع بانواعها العديدة في العالم وفي مساهماتها في حفظ التوازن البيئي. فالضفادع تعتاش على انواع اخرى من الحيوانات كالحشرات والكائنات الصغيرة وهي غذاء جني للطيور واللبائن، وماالذي يحدث لو اختفت الضفادع، ربما ينهار النظام الغذائي البيئ وبذلك تخسر الكائنات الحية حلقة كبير من سلسلة الكيان الغذائي وتلك طامة كبرى تثير الخوف على مصير الكائنات لترث الكائنات الدقيقة كالمكروبات والفطريات وما شابهها الارض. وفي دراسات اخرى وجد ان العفن ( Fungus ) اصبح القاتل الغامض الصامت للاحياء المائية كالروبيان والضفادع وأحياء اخرى كثيرة مما يؤدي الى انقراض هذه المائيات كما انقرضت الدينوسورات من قبل. العلماء من شتى ارجاء العالم اجتمعوا مؤخرا لدعوة حدائق الحيوان والحدائق النباتية في العالم الى تبنى مشروع استظافة انواع الضفادع في منتجاعاتها حتى يحلون مشكلة انتشار العفن ان استطاعوا ذلك لان 6 آلاف نوع من انواع الضفادع و والسلمندر والديدان آخذ في الاندثار منها 17 نوع من الضفادع وانواع عديدة اخري يعتمد كل نوع منها على الآخر في التواجد الحياتي. يقول جوزف مندلسن محافظ البرمائيات في حديقة حيوانات اطلانطا الامركية ومنظم مشروع سفينة انقاذ البرمائيات (انه وباء لم نره من قبل يأتي شره على كافة الانواع في سلم اللبائن وعلى كافة اللبائن وعلى كافة الطيور وعلى كافة الاسماك) ثم يصيح قائلا (ان البشر مجانين الى اقصى حد ان لم يهتموا بهذا الامر). ان الاكثرية العظمى من تصنيف البرمائيات هي مجموعات الضفادع وهي حلقة مهمة في سلسلة الغذاء للحياة باجمعها بما فيها الانسان فهي تفترس الكثير من الحشرات واذا ما اختفت الضفادع فان الحشرات عند ذلك يصعب تجنب اخطارها وستكون اكبر مهدد لصحة الانسان وستكون هناك صعوبة في تجهيز الغذاء. وللضفادع دور في الطب فائدة لان بعضا منها تفرز سموما لها قدرة طبحياتية وتستخدم في بعض ادوية قتل الأم ولنوع من الضفادع مادة كيمياوية ستخدم في في مرض (الايدز) حيث تشل فعل الفايرس. سفينة البرمائيات للانقاذ في حدائق الحيوانات في ارجاء العالم تضم على الاقل500 ضفدعة من الانواع المعرضة للاندثار لانقاذها من الفطر القاتل المتواجد الآن ويعرف هذا الفطر باسم (جيتريد) وحيث تنظف كل ضفدعة من هذا الفطر فبل ادخالها في سفينة الانقاذ للتأكد بانها لا تعدي السفينة بالفطر القاتل، وهذا المشروع يكلف 400 مليون دولار على الاقل. للضفدعة دورة حياتية مثيرة فالضفدع الذكر يحتضن الانثى من ظهرها ويلف ذراعيه حول خصرها تحت الماء، وهذا الاحتضان يستمر عادة عدة ايام في الماء وبعض الانواع تجري عملية الاحتضان على الارض اوعلى الشجرة. فما الذي سيحدث في البحيرات والمستنقعات عندما يختفي نقيق الضفادع واناشيد ترحاب الاناث بالذكور وليس من حبيب آت.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |