|
في ذكرى تحرير العراق .. لا تظلموا عمرو موسى؟ سلمان الشامي كاتب عراقي مقيم في سويسرا اثار التصريح الصحفي للسيد عمرو موسى امين عام جمعية الحكومات العربية الذي طالب به الحكومات العربية في لقائها القادم 28 و 29 آذار 2007 الحالي في الرياض ان تتبنى موقفا موحدا من العملية السياسية والتغيير الذي حصل في العراق ورفع هذا الموقف المزعوم الى الامم المتحدة من اجل اصدار قرار ملزم بإعادة كتابة الدستور العراقي، والغاء لجنة اجتثاث البعث ، وتوزيع الثروات بشكل مرض،واعادة صياغة التركيبة السياسية والفدرالية والحكومة الطائفية في بغداد على حد زعمه. اثار هذا التصريح موجة من الرفض الشعبي والرسمي العراقي خصوصا ان في العراق الجديد دستور دائم كتبه العراقيون بانفسهم واقره برلمانهم الديمقراطي ولديهم حكومة وطنية تمثل كافة شرائح وطوائف الشعب العراقي ولا تقتصر على عائلة او حزب او طائفة واحدة كما هو الحال في أغلب الدول العربية . يحضى السيد عمرو موسى بشعبية كبيرة في الشارع المصري، هذا الشارع الباحث أبدا عن رمز يحلم به في الليل ويكتب له قصائد المديح والاطراء في الصباح ومن هنا جائت الأغنية الشعبية للمطرب المكوجي المثقف جداً
( أنا باكره اسرائيل وبحب عمرو موسى) ولد موسى عام 1936م في القاهرة واتم فيها دراسته، التحق بالسلك الدبلوماسي المصري العريق عام 1957 م اي قبل عام من تأميم قناة السويس، تقلد العديد من المناصب الرسمية منها مستشارا لوزير الخارجية وممثلا لبلاده في سويسرا والامم المتحدة ثم وزيرا للخارجية 1991 -2001 م قبل ان يحيله الرئيس المصري العجوز الى (بدروم) وزارة الخارجية المصرية اي جمعية الحكومات العربية، بعد ان اصبح موسى يشكل خطرا على خلافة جمال حسني مبارك مع وجود رغبة جامحة لدى جماهير مدينة المنوفية في ان يحتفظوا بكأس الرئاسة لثلاث دورات متتالية لقد استمات الأشقاء المصريون من اجل ان يبقى موقع الامانة العامة للدكاكين العربية من حصتهم، لاسباب باتت معروفة لدى الجميع ودفعاً لتهم شتى وتغطية عليها ابرزها ان الشقيقة الكبرى كانت اول من بادر لاقامة علاقات كاملة مع اسرائيل، وتصر على ان تكون البوابة الوحيدة نحو التطبيع مع الدولة العبرية، بل واكثر من ذلك فقد أدخل الموضوع في دائرة الدخل القومي للفرد المصري، سيما اولاد المسؤولين المصريين، لذا نجد ان جميع امناء الجمعية التي تأسست عام 1945 م من المصريين عدا الشاذلي القليبي الامين الرابع الذي وصل بطرد مصر من الامانة كلها وليس من الامانة العامة فقط.
غزو الكويت بعد ان غزا صدام التكريتي دولة الكويت عام 1991م واحتلها لمدة ستة اشهر واحرق كل شيء فيها، ثم تم تحريرها من قبل امريكا بمساعدة سوريا والسعودية ومصر واخرين، ففر منها صدام مذعورا مدحورا مفلسا ، سيطرت بعدها ثلاث حكومات عربية على قرارات الجمعية الهزيلة هي السعودية ومصر وسوريا بمباركة امريكية واضحة كمكافأة لهم على دورهم في تحرير الكويت.
تحرير العراق ومقتل الحريري بعد تحرير الانسان العراقي فجر التاسع من نيسان المجيد 2003 م. من عصابة صدام التكريتي وهروب القائد العسكري الاول المهيب الركن بطل الجمعية الى الحفرة الشهيرة قبل دخول اول دبابة امريكية الى بغداد، وتمتع العراقيين بنسبة كبيرة من الحرية وممارسة الديمقراطية المفقودة لدى شعوب الدكاكين المؤسسة للجمعية، وتزامناً مع مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق عام 2005م ، فقد حصل تغيير هام في تسيير امور الجمعية العتيدة ، حيث ابعدت سوريا من حلف القيادة وحلت محلها المملكة الاردنية الهاشمية وملكها الذي يغرد بالانكليزية افضل مما يتهجى العربية، وهو القرشي الهاشمي، وقد جرى كل ذلك بسعادة اسرائيلية غامرة. ومن منجزات جمعية الحكومات العربية منذ تاسيسها عام 1956 م والى الان انها لم تستطيع ان تحل أي مشكلة وحتى اليوم رغم كثرة هذه المشاكل وتنوعها، فمثلا عندما حصلت المشكلة بين البحرين وقطر ذهبا الى محكمة لا هاي الدولية لحل المشكلة ومثلها مشكلة جبهة البوليساريو مع المغرب ومشكلة دولة الامارات العربية مع ايران حول الجزر مع توكيد الامارات على ان الحل يكمن في قبول ايران بتحويل الموضوع لمحكمة العدل الدولية ، أما في الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمان سنوات وسقط فيها اكثر من ثلاثة ملايين انسان بين قتيل وجريح ومفقود لم يزد دور جمعية عمر موسى عن تكرار زعيق مذيعي اذاعة صوت الجماهير البعثية وقد توج احتلال صدام لدولة الكويت فشل الجمعية وخوائها لا بل اندثارها، مادا فعلت الجمعية الهمامة ازاء كل ذلك ، بكل بساطة لا شي وبقيت تطرب على ايقاع المشاكل السعودية القطرية والضرب تحت الحزام بين الجزيرة والعربية محطتي البلدين اللتين حولتا العرب الى ديك متصارعة على مزبلة متناثرة. اما فلسطين والفلسطينيون فحدث ولا حرج فقد تحولت مأساة الفلسطينيين الى اداة بيد الحكام لفلسطنة كل الشعوب العربية وقد تحول امين عام الجمعية الى نجم للأغاني الشعبية بفضلهم ولكنه لم يتخل للفلسطينيين المحاصرين عن ربع عائدات مزارعه في السعودية ولا هبات مشايخ الخليج والعقيد الاخضر، ولذا فان معاليه بريء جداً مما يحصل وانه مجرد ( شاويش) ينفذ اوامر اولي الأمر الدافعين من بطل الهلال الشيعي الملك عبد الله الثاني الى الملك عبد الله ال سعود المرتبك مع ابن اخيه عميد وزراء الخارجية العرب الذي تبرع بالعراق للايرانيين وصولاً الى حسني مبارك الذي تعثر لسانه بالحق فاعترف بأن الشيعة هم أغلبية العراقيين لكنه نبه ان ولائهم ليس للعراق . ترى ماذا ينتظر العراقيون بعد كل ذلك من الهمام عمرو موسى سوى ان يبصم على اوامر أعمامه طويلي العمر، وهل المعول عليه أو على من يأتي بعده الا كمن يعول على الصحافة السعودية التي تتحدث عن تدهور حقوق الحيوان في اليابان وتنسى حقوق الانسان في السعودية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |