|
مؤتمر بغداد الدولي .. وماذا بعد؟!! ستار عواد الحاجي / تجمع عراق المستقبل منذ سقوط النظام البائد ولحد يومنا هذا يعاني العراق من معضلة اسمها دول الجوار إذ شهد العراق هجمة منظمة من تلك الدول قبل ان يسترد عافيته من سنين القحط والحرمان والحروب التي عاشها أيام النظام المقبور . هذه الهجمة تعددت إشكالها لكن هدفها واحد هو جعل العراق وأهله في اسوا حال كضريبة يدفعها العراقيون لقبولهم دخول القوات الأجنبية والقضاء على صدام بعد ان كان النظام يعطيهم من خيراتنا دون حساب ويترك أبناء العراق يعيشون في الفقر ويعملون في تلك الدول التي تعيش من خيراتنا . وكذلك بعد إن أدركوا إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مشاريع أخرى غير العراق للإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية التي تعاني منها الشعوب العربية وهذا ما يجعل تلك البلدان تمد العصابات الإرهابية لضرب العراق وإفشال المشروع السياسي الجديد والذي مفاده ان يختارالعراقيون بحرية من يمثلهم في البرلمان والحكومة ويكتبوا الدستور بيدهم فقد استخدمت هذه الدول شتى أنواع السبل من خلال تجنيد الإرهابيين وتقديم الدعم العسكري للجماعات المسلحة مستغلين بذلك وجود أيتام النظام البائد والانفلات الأمني فأصبح جيران العراق مصدر قلق فهم يحاولون عرقلة المسيرة التي يريد العراق إن ينهض بها ويعمر بلاده بعد ان هدم النظام البائد كل مرافق الحياة الثقافية والعمرانية فهؤلاء الجيران بدلا من ان يقفوا مع الشعب العراقي أصبحوا ضده وهذا ما جعل العراقيون يرددون ( كوم أحجار ولا هالجار ) لما رؤوه من تآمر الجيران على هذا الشعب . هذه ألمشكلة بقيت عالقة دون حلول بالرغم من انعقاد عدد كبير من المؤتمرات واللقاءات التي اقيمت في عدد من بلدان العالم العربي وكانت المناقشات والحوارات تركز على الجانب الامني بعد ان قدم العراق عددا من الأدلة التي تثبت تورط عدد من دول الجوار في إعمال إرهابية وكذلك ترك الحدود بلا رقابة أمنية مما يسهل دخول الارهابيين منها . فما أكثر المؤتمرات التي تحدثت عن ذلك لكن دون ان نرى اي انخفاض في الأعمال الإرهابية وأي نتائج عملية تذكر وفشلت كل الموتمرات في تحقيق الامن للمواطن العراقي لأنها تفتقر إلى الشفافية وعدم المصداقية في تطبيق بنود ومقررات الاجتماعات هذا مع وعدم اتخاذ الحكومة إجراءات مشددة بحق من يخالف تلك الاتفاقات ويتجاوزها وكذلك وجود مشلكة رئيسية لا تستطيع الأطراف العراقية حلها ليتفق على صيغ مشتركة لتحديد العلاقة مع تلك الدول وإيقاف التجاوزات إذ هنالك إطرافا سياسية وحكومية تغض الطرف والأشد من ذلك إن بعض هذه الاطراف لديها اتفاقات مع هذه الدول تحددها القومية والمذهبية فكل دولة من هذه الدول تطالب بحماية ابناء طائفتها وهكذا . بالإضافة إلى وجود أحزاب وكتل سياسية داعمة للعمليات الإرهابية وهذا ما جعل مجلس القضاء الأعلى يرفع مذكرات اعتقال بعدد من اعضاء البرلمان كل ذلك يقف عائقا إمام أي حوار عراقي عربي بشان الملف الأمني . فالمؤتمرات المتكررة والزيارات رفيعة المستوى لم تأت أكلها ولم تجدي نفعا مع هذه الدول التي لا تريد للعراق الخير فما مؤتمر بغداد الدولي إلا اجتماع مماثل لما سبقه من الاجتماعات ما لم تترجم بنوده ومقرراته إلى ارض الواقع فكان الزاما إن يتم فيه طرح مقررات الاجتماعات السابقة ومحاسبة المقصرين فالعراق كان وما يزال داعما لكل المؤتمرات وملتزما بكل المعاهدات والقوانين وتجاوز الكثير من الحملات الاعلامية التي تقوم بها الفضائيات العربية والتي ساهمت بشكل كبير في اتساع دائرة العنف الطائفي في البلاد من خلال برامجها واثارت الخلافات السياسية إذن نحن إمام دول غير ملتزمة بكل القوانين والمعاهدات . فماذا ينبغي ان نفعل وكيف نحد من تلك التجاوزات ؟ ارجو ان يكون مؤتمر بغداد الدولي اخر مؤتمر مع تلك الدول وان يحسم الملف الامني بجدية فعلى السياسيين انتهاز الفرصة والعمل بعد المؤتمر بجدية وإعادة النظر مع تلك الدول.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |