|
لحىً من نار شوقي العيسى
الدين الإسلامي هو آخر الأديان السماوية / الإلهية التي جاء به رسول الله محمد بن عبد الله ، بحيث كان النبي الأكرم خاتم الرسل برسالة الله عزّ وجل ، والإسلام بحد ذاته فضاء واسع لايمكن لمثلي أن يجيز محتواه بمقال أو كتاب معيّن ولكن هناك بعض التساؤلات والإثارات تدعنا نوضح أجزاءها وهي هل أنّ الإسلام الذي جاء به الرسول محمد ( ص) هو نفسه الذي يطبّق الأن؟؟؟؟؟ هل هناك أوجه لتحريف مباديء الإسلام؟؟ هل الدين الإسلامي دين إنتقام أم رحمة ورأفة؟ أسئلة كثيرة وتداعياتها أكثر والخطر الذي يحدق بالإسلام واضح المعالم والهجمات الشرسة التي تنبع من داخل من ينسبون أنفسهم الى الإسلام هي أخطر وقعاً وأشد تنكيلاً. بدايةً لدينا الرسول الكريم الذي جاء بالدين الإسلامي والذي وصفه الله في كتابه الكريم (( وإنّك لعلى خلقٍ عظيم ...... وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.....)) تلك الآيتين اللتان وصفتا النبي بالخلق العظيم والرحمة الواسعة للعالم أجمع وليس للمسلمين فقط لاشك أن رسالته جداً عظيمة وهي محط هدى لكافة الأديان وليس فئة معينة وليس كما يصوره المتلبسين الجدد بالإسلام كإسامة بن لادن والذي أبتدأ بهجمات الحادي عشر من سبتمبر على أمريكا ونسب نفسه بالمسلم،،، ما وجه أنظار العالم الى إرهاب المسلمين وإعتبار الدين الإسلامي دين إرهابي يبيح لأفراده قتل وتدمير المجتمعات الغربية منها والإسلامية ولم ينجو من ذلك المد القادم أحد حتى المسلمين أنفسهم فقد نالهم نصيب الدمار والقتل والتكفير وإستباحة دمائهم وهناك الكثير من فتاوي من ينسبون أنفسهم الى المسلمين أصحاب اللحى النارية بتكفير الطائفة الشيعية المسلمة ويعتبرونهم كفرة وهذا ماجعل كثير من أئمة الضلال من علماء السعودية ومصر بإصدار فتاوي بتكفير الشيعة سواء في العراق أو لبنان أو إيران مادعى كثير من رعاع وأتباع هؤولاء العلماء بتجنيد أنفسهم والذهاب للعراق بحجة الجهاد . والغريب من الذين ينسبون أنفسهم الى الدين الإسلامي لم يطلعوا على آية في القرآن الكريم تقول (( إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...)) . فالدعوة عندهم دعوة عنف وقتل ودمار وهذا مالم يصرّح به الدين والمشرّع الإسلامي ، إذن فحصل في الدين الإسلامي تحريف لأفكار ورؤى تعاليمه وقد حرّفت من قبل المتلبسين بالدين الإسلامي ، بحيث جعلوا أهوائهم فوق كل الثوابت وبدأت مرحلة جديدة من ميل الدين الإسلامي الى دين وتعاليم لاتمت بالإسلام بصلة وبعيدة كل البعد عن ماجاء به رسول الأمة الإسلامية ، فبرزت هناك الفتاوى والتحريض على قتل الأبرياء سواء من المسيح أو اليهود أو من المسلمين أنفسهم ، ودائرة الصراع تشهد بذلك وتثبت مدى تلبس هؤولاء الإجراميين بالدين الإسلامي في العراق حيث القتل عندهم أصبح الشغل الشاغل وحتى عندما صدرت فتاوى من علماء مايسمى بالمسلمين في السعودية ومصر بمحاربة الإحتلال والشيعة معاً ، لم يكن هناك تركيز على طرد الإحتلال كما يدعي به القرضاوي في مصر بل تجاوز ذلك من الإحتلال الى الشيعة الذين يشكلون نسبة 75 % من سكان العراق ، فأصبحوا يهتمون بقتل الشيعي في العراق غير آبهين بآيات القرآن الكريم الذين نسبوا أنفسهم الى القرآن وهناك قوله تعالى: (( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً...)) ،،، (( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً....))،،(( ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ومن قـُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً...)).وهناك الكثير من آيات القرآن الكريم التي تخص القتل . فهل ذلك هو حقيقة الإسلام؟؟ بطبيعة الحال كلا ولم يكن الإسلام دين دموي أو فوضوي كما صوره أصحاب اللحى النارية والمتلبسون بالدين الإسلامي والمحرّفون لتعاليمه السماوية، فهو دين الحق والرسالة الإلهية لبني البشر كافة ولم يختص بطائفة ما ، فالذين دأبوا على عمليات العنف والقتل مثل إبن لادن والظواهري والزرقاوي وأبو أيوب المصري وغيرهم من الأسماء المستعارة والتي إستعارت الدين الإسلامي معها لتضع وزرها في دين الله دين المحبة والتسامح والإلفة . فهل علماء الأمة الإسلامية ممن يدعون ذلك قد عملوا حقاً بتعاليم النبي الأكرم (ص) أمثال إبن جبرين / السعودية عندما يحرّض على الفتنة الطائفية في العراق ويفتون بتكفير الشيعة ، فبعد مرور سنة على تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء يفتي إبن جبرين بوجوب إزالة الأضرحة الشيعية ويذكر أن ماقامت به القاعدة من تفجير الأضرحة في العراق هو عين الصواب !!!!!!!!!!!!!!! http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=9 فهل هذا ممن يطلق عليهم علماء المسلمين ؟؟؟؟ قطعاً كلا لأنه لم يتورّع من خلق فتنة طائفية داخل البلد الواحد والدين الواحد تزهق أرواح بريئة. فالإسلام تعرض الى هجمة شرسة بربرية من قبل دعاة مايسمى بالإسلام من تحريف الى تشويه الى تكفير الأبرياء والولوغ بدمائهم ما أكسب الإسلام والمسلمين صفة الإرهاب وهم براء من ذلك ،والسبب أؤلائك المشرعون الجدد متلبسين اللحى النارية والذين أختزلوا دين كامل بميل أهوائهم وملذاتهم الشخصية ،فأصبح حقيقةً مايجري على أرض البلدان العربية من تشريع إسلامي هو لايمت بالإسلام بطرف وإنما هذا دين خارج نطاق ودائرة الدين الإسلامي الذي جاء به محمد بن عبد الله رسول الإسلام . لذلك فإن كل مايحدث من قتل ودمار للشعوب العالمية والعربية ومايجري في العراق لايمكن أن يكون إسلام بل طريقة إجرامية تستخدم الإسلام غطاءاً لها في عملياتها الإجرامية كالقتل خلف راية كتب عليها (( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله )) وأخرى (( الجيش الإسلامي )) وغيرها من المسميات التي تعطي طابع إسلامي بإعلانها، فيالهـــــــا من لحىًً من نار .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |