جنت على نفسها براقش!!

ستار الشاطي

tootyst@yahoo.com

منذ اول دخول لها للعملية السياسيه وبعد فشلها في التأثيرعلى الواقع العراقي الجديد عن طريق احتضان الارهاب المتمثل بالسوقه المستوردين من خارج العراق او ايتام النظام الساقط، دأبت القوى السنيه المشاركة في العملية السياسيه الى احتضان الارهاب والاختباء وراءه لايصالهم الى سدة الحكم والتسلط من جديد على مقدرات الشعب. ولم يكن لتلك الكتل السياسيه اي نوايا صادقه يمكن لها ان توصل البلد الى مرافىء الامن والاستقرار او تؤسس لديمقراطية يمكن لها ان تكون البداية لعراق كان ينوء وابناءه تحت وطأة سياط دكتاتورية مقيته.

 لقد دخلت تلك القوى السياسيه السنيه للعملية السياسية معتمدة بشكل كبير على قوى الارهاب المتمثله بالفصائل المسلحة التي كانت تمارس ارهابها في الشارع العراقي وقد اعلنوها صراحه بأن دخولهم العملية السياسيه كان تكتيكا يقصد منه توفير غطاء سياسي لجماعاتهم المسلحة ومحاولة لاختراق الاجهزه الامنيه ومؤسسات الدوله الاقتصاديه وافشال المساعي لاشاعة الامن والاستقرار.

 لقد حاولت تلك القوى او الكتل السنيه الى افتعال الازمات والخروج عن المنطق الحق في التعاطي مع العمليه السياسيه حسب اصولها عبر طروحات مزاجيه القصد منها عرقله الجهود وليس انضاجها للسير بالعراق الى حاله الاستقرار والامن. ولم تكن لتلك القوى يوما ما ان تستحي من قبحها ولا لتخجل من مطالبها التي اظهرت بشكل جلي تورطها في اعمال الارهاب الذي بدأ يتنامى اكثر حين دخولهم العمليه السياسيه.

 لقد مارست تلك القوى الارهابيه التي ادخلت هذه الكتل السياسيه الى العمليه السياسيه ضغوطها عليهم بتنفيذ مااتفق عليه لتخريب العمليه السياسيه وكانت بوادرها حينما اعلن عدنان الدليمي عن شكره لهم لحمايتهم الانتخابات التي زوروها لصالحهم وكان المشهد واضحا في ان تلك الكتل السياسيه التي اطلقوا عليها جبهة التوافق بأنها انما تأتمر بأمر تلك المليشيات الارهابيه وأنها لاتملك اي سلطة عليها.

 واستمر مسلسل التخريب الذي اضطلعت بأدائه تلك القوى حسب البرنامج المرسوم لها من قبل ( مقاومتها الشريفه الملثمه ) عبر استخدام كل الطرق والتي يمكن لها عرقله اي جهد وطني حقيقي لاخراج العراق من مأزق الاضطرابات واللااستقرار بما فيها تلك التي يمكن ان نصفها بغير الشريفه والتي تمثلت اخيرا برفع (راية ) صابرين الجنابي الجهاديه.

 لقد كان لاعتماد تلك الكيانات السياسيه على مايسموه بالمقاومه الشريفه ودعمها سياسيا الاثر العكسي عليهم والذي تمثل اول ماتمثل بأغتيال اشقاء الجنرال طارق الهاشمي ومن ثم محاولات لاغتيال كانت تطال اعضاء في قائمة التوافق لمجرد احساس قوى الارهاب تلك و التي تدعمهم بأنهم لاينفذون بشكل صحيح البرنامج الذي وضعوه لهم. وكانت اكبر انتكاسة لهم عندما قام مجلس النواب بالتصويت على قانون الفدراليه ليعلنوا سخطهم على تلك القوى السياسيه التي اوصلوها للسلطه ليعلنوا بعدها دولتهم الاسلاميه في معقل الارهاب غرب العراق وليعلنوها حربا على كل من لايؤيد دولتهم تلك بدءا بالبسطاء الذين لاحول لهم ولاقوه حسب مبدا اضرب الصغير لكي ترهب الكبير. لكن صحوة رجال العشائر هناك وبعد ان وصل الطوفان الى عتبات ابوابهم بدأت بالتنامي ليوجهوا كل جهدهم لاقتلاع تلك الزمر التي كانوا حواضنا لها في باديء الامر.

 لم تدرك تلك القوى السياسيه السنيه في اقترانها بتلك القوى الارهابيه بأنها انما تلعب بالنار التي يمكن لها ان تصل الى جسدها متى شاءت طالما هي قريبة منها لكنها لاتعدو عن كونها واجهة سياسيه لهم وبالتالي فليس لها لاحول ولاقوه الا تنفيذ اجندتها الداعيه لاسقاط اي مشروع عراقي وطني شريف. كما انهم يتفقون مع تلك الاجندة والا لما كانوا تقدموا لتمثيلها سياسيا. لكن العمل السياسي ليس بالتاكيد مثل العمل العسكري او القتالي وبالتالي فأن الاخفاق السياسي سيكلفهم الكثير بما فيه استهدافهم شخصيا.

 وبالرغم من كل تلك المعوقات واثارها السلبيه على الواقع العراقي الا ان الحكومة والقوى السياسيه الاخرى نجحت للان من احتواءها والسير بالعمليه السياسيه عبر طرقها الصحيحه بالرغم من كونها تعيش مع عدوها المتربص بها في مكان واحد (( ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى   عدوا له مامن صداقته بد )). وقد حاولت الحكومه جهدها الى سحب قوى الشر تلك الى تغيير نظرتها للواقع السياسي العراقي الجديد والايمان به لكن   للاسف كان ذلك الجهد يصطدم بعناد وغباء تلك القوى التي تعول كثيرا على بعدها العربي السني والذي يعتمد بدوره على تحالفه مع المحتل.

 لقد كان لتوافق تلك القوى السياسيه السنيه مع قوى الارهاب التي يدعوها بالمقاومه واندساس عناصرها بالمؤسسات العسكريه والمدنيه الاثر السيء ليس على الاحزاب المنضويه في العمليه السياسيه فقط بل على من احتضنهم من القوى السياسيه تلك والتي انما كانت تقوم بواجب رد الجميل لتلك القوى الارهابيه التي اوصلتهم الى السلطه حتى بدانا نشهد الخروقات الامنيه الكثيره والتي وصل بعضها حتى الى المنطقة الخضراء التي يفترض بها ان تكون اكثر الاماكن امنا. لقد تم اختراق تلك المنطقه بعد تواجد تلك القوى السنيه المدعومه من قوى الارهاب فيها لتشكل حواضن لهم عبر استخدام بعض العناصر الارهابيه بحجة الحماية الشخصيه. ولعل ماشهدنا من اختراق امني لتلك المنطقه اكبر دليل على تورط تلك القوى السياسيه ومنها المفخخات التي حاول ادخالها حماية سلام الزوبعي او تلك التي انفجرت على اساس استهدافها لرئيس مجلس النواب المشهداني والتي لم نعرف لحد الان عن كيفيه دخولها الى المنطقه الخضراء وكيف كان لها ان تنفجر والمشهداني ليس قريبا منها !!!

 اخر الاختراقات – ولعله  ليس  الاخير  – هو ماتعرض له سلام الزوبعي حينما فجر مرافقه الشخصي - والذي كان الزوبعي يتباهى به وهو يقف وراءه مستعرضا عضلاته في منظر يذكرنا بما كان يفعله الساقط صدام  - وهو يحمل حزاما ناسفا ليترك وراءه ثماني قتلى ويصيب سيده بجروح بليغه. هذه العمليه الانتحاريه التي وصفها الهرم القبيح عدنان كشيده بأنها حالة نفسيه كان يعيشها مرافق الزوبعي لمقتل اخوته من قبل مليشيات جيش المهدي في محاولة منه لاستغلال الحادثه لاغراضه الدنيئه التي ماانفك يمارسها للتحريض ضد جيش المهدي الذي كان الدواء الناجع لفصائلهم الارهابيه التي كانت ولازالت تنشر خرابا وقتلا ودمارا في البلاد والعباد.

 وقد جنت على نفسها براقش !!! حينما استخدمت هذه الجراثيم الارهابيه لحمايتها الشخصيه.. ليبقى السؤال هل فعلا ان السيد الزوبعي لم يكن على درايه او معرفة بمن يستخدمهم لفريق حمايته ؟؟ وتلك مصيبة بالطبع... لكن المصيبة الاعظم ان يكون له كل الدراية ويعلم علم اليقين بكل مايخص حمايته الشخصيه التي اختارها بنفسه وبالتالي فأنه المسؤول عما جرى له ومتورط حد النخاع لكل ماكان يقوم به فريق حمايته الشخصيه. ولذلك، ولتدارك هذا الامرسارع مكتب السيد الزوبعي الى نفي ان يكون من حاول اغتياله هو مرافقه الشخصي او من فريق حمايته وهي محاولة لابعاد شبهة التعامل مع الارهاب المتمثل بالقوى الارهابيه التي كانت وراء وصول سيدهم الزوبعي الى منصبه الحكومي والسياسي والتي سارعت هي الاخرى لاعلان تبنيها لمحاولة الاغتيال عن طريق احد عناصرمايسمى دولة العراق الاسلاميه. الامر الذي يبدو انه  محاولة انتقاميه من عنصر لم يستطع ايقاف او عرقلة الجهود الحكومية التي اجتهدت اخيرا في استئصال شأفة الارهاب وقواه في حملاتها البطولية الاخيره سواء عن طريق دعم رجال انقاذ الانبار او عن طريق العمل العسكري المباشر من قوات الجيش المدعمة بجهد استخباراتي غير مسبوق عن اماكن تواجد تلك الزمر الارهابية التي كانت تحصل  سابقا على المعلومات الامنية قبل تنفيذها عن طريق واجهاتها السياسيه والتي كان الزوبعي احد عناصرها والذي لم يكن ليحضى بثقة السيد المالكي ليستبعده عن خطة امن بغداد وكل الخطط الامنيه  ليضمن نجاحها وعدم تسريبها الى قوى الارهاب.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com