وقفات مع المجلس الحسيني (2)

علي القطبي

ali.ramazan@telia.com

المستوى العلمي لدى الخطيب

من المهم أن يعتمد الباحث والكاتب والخطيب على أفكار العلماء المعروفين في أي موضوع كان، ولا فرق إن كان الموضوع مكتوباً أو خطاباً يلقى على الجمهور، ليزداد البحث والموضوع علمية وقيمة.

فمن هؤلاء العلماء من درس ودرّس الثلاثين عاماً والأربعين، أو ربما الخمسين عاماً وأحياناً أكثر حتى تمكنوا من الوصول إلى هذه المعارف والأحكام، وما زال هؤلاء الفطاحل يعتمدون ألأساليب العلمية في نقل الأحاديث وتفسيرها..

الكلام أمر سهل يسيرعلى الكثير من الناس، ولكن كلام العالم المتبحر له قيمة لا تعادلها كلمات الآلاف، بل الملايين ممن يتكلم بغير قدم راسخة في العلم..

قد لا يكون كل كلام العالم المجتهد مصيباً، ولكن مقدار الإصابة والصواب أكبر بلا نسبة ولا قياس من قياس الصحة لدى الجاهل في العلوم الدينية، أو الطالب الذي ما زال يحبو في طلب العلم كحال كاتب السطور..

ومن العلماء الذي درسوا النهضة الحسينية بشكل معمق وعلمي وشجاع في نفس الوقت، ولم يكترث لتقولات الجمهور الشيعي وغير الشيعي.. هو المفكر الاسلامي الراحل آية الله الشيخ مرتضى المطهري ( ره ).. فقد وضع يده على الجرح في العديد من المواقف والمواقع..

وبهذا إنفرد عن كثير من جمهور العلماء العدول ( أعلى الله مقامهم ) في الدخول إلى هذا المجال الحساس والملئ بالعواطف والأحاسيس المشحونة وسوء الظن والتطاول من عامة الناس والموالين.. هناك الكثير من الفطاحل في العلم ومستواهم في الفقه والأصول ربما اكبر من مستوى الشيخ الراحل

ولكن الكثير من هؤلاء العلماء الأعلام قد اهتموا كثيراً بجانب التشجيع على قراءة مجالس العزاء، وركزوا على أهمية وعظمة الثواب لقارئ العزاء والمبكي للناس على مصائب الحسين (ع).

حيث اجتهدوا كثيراً (جزاهم الله خيراً ) في سرد الروايات في هذا الشأن، وهي روايات صحيحة ومتواترة بلا شك، لكن لم نرى التركيز على أهمية تسلح الخطيب بسلاح العلم والفكر، وشدة العقاب لمن يفتي بغير علم، أو خطورة أن يتصدى لشرح مبادئ وأفكار الدين الاسلامي التفصيلية بدون أن يعلم، أو يعمل على تحصيل المقدمات الأولية للعلوم الإسلامية على الأقل.. وهذا إمامنا علي إبن أبي طالب عليه السلام يقول في أنواع الناس، ( وانظر إلى شدة الحديث وعدم وجود المجاملة فيه لخطورة الموقف):  ((الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق))   -1-  حول موضوع مجلد الملحمة الحسينية..

ومن المعلوم عند المطلعين أن كتاب الملحمة الحسينية لم يكتب بيد الشيخ المطهري إنما 'جمع من أحد الفضلاء، أو عدة من الفضلاء

من شرائط التسجيل، أو من خلال السماع المباشر للمحاضرات. لقد قدم المرحوم المفكر الاسلامي الرحل الشيخ مرتضى المطهري حقائق من الواقع المعاش وذكر نقاطاًَ ربما لم يتعرض لها أهل الشأن تجنباً للفوضى والبلبلة من عامة الناس.. أعتقد أن قرب الشيخ المفكر الراحل من قيادات الثورة الايرانية جعل المنتقدين له يتوقفون كثيراًُ عند الهجوم أو التعرض له، ولهذا قد دافع عنه السيد  المحقق جعفر مرتضى العاملي دفاعاً مستميتاً محاولاَ إبعاد الكتاب عن نسبته إلى الشيخ المطهري، ولكن المشهور والمعروف أن الأفكار هي ذاتها أفكار الشيخ الراحل.. ولم يقل أحد من السياسيين، أو من علماء الدين المعاصرين للشيخ المطهري أن هذا الكتاب ليس من بنات أفكار الشيخ المطهري ( رحمه الله ).. ورغم هذه النقاط الجميلة والأفكارالإصلاحية القيمة فلم يخلوا الكتاب من العديد من الهنات والمبالغات، والرجل ليس معصوماً على كل حال. وتعرض بعض العلماء والفضلاء لهذه المبالغات من الشيخ الراحل وانتقدوها بصورة علمية هادئة..

إلا إنا هنا في هذا المقام نتحدث عن النقاط الايجابية التي سجلها محرر الكتاب نقلاً عن كلام الشيخ ذاته .. 

 يتساءل المطهري لماذ يهتم الناس كثيرأ بمقام المرجعية ولا يهتموا كثيراً بمقام الخطيب ؟؟؟

 فإذا قال أحد الناس أنه مرجع  توالت عليه الأسئلة والإستفسارات من أين رسالتك وعند من درست ومن أعطاك درجة الإجتهاد ؟؟ ولكن لايوجد أدنى اهتمام بمستوى الخطيب وأين درس هذا الخطيب ومن أعطاه إجازة بالحديث في الروايات والتفسير والفقه والتاريخ، وغيرها من فروع الدين الإسلامي.

وكان الشهيد المطهري شديداً وواضحاً، وعبر عن هذا التساهل بالإنحراف العقائدي أحياناً، وبالخيانة أحياناً وذلك لإخلاصه وخوفه على حيثية ومصداقية الدين الاسلامي.

وكان يعتقد ( رحمه الله ) إن عدم إهتمام الأمة بمستوى وعلمية الخطيب ربما يجرها إلى القبول بمرجع الفقيه في المستقبل بدون أن تركزعلى حقيقة دراساته وعلمه..

يقول المطهري ( ره ):

(( أن أي فرد في المجتمع اليوم يملك صوتاً جميلاً ولديه قدرة بسيطة في تلحين الشعر وحفظ عددٍ بسيط من الأشعار تراهُ يتدرّج شيئاً فشيئاً ليصبح مداحاً في المناسبات الحسينية، فيقف جنب المنبر الحسيني ويبدأ بقراءة بعض المديح وبعض المراثي الحسينية في البداية")).-2-

وفصل في مجلده البالغ ثلاثة كتب: أن بعض هؤلاء سيصلون ( عند الناس ) بعد فترة وجيزة إلى درجة خطيب ومبلغ وواعظ، وهكذا بدون تحصيل المقدمات العلمية الضرورية في اللغة العربية والفقه والأصول والمنطق والتفسير وعلم الرجال وعلم الحديث، أو ما يعبر عنه بعلم الدراية والرواية..

ولكن لماذا التركيز عند الشيخ الشهيد على خطورة مقام المبلغ الإسلامي ؟؟

الجواب لأنه كان يعتبر أن الشعب والعالم في حين يفهم إسلامه من مثل هؤلاء الأفراد ( الخطباء ) لقربهم من الجمهور وخطابهم الدائم بإسم الدين بشكل متواصل .  ويذكر الشيخ المطهري أيضاً شارحاً أهمية طلب العلم لدى المنبريين:

(( إن مقام المبلِّغ للإسلام والداعية الإسلامي الذي يُبلِّغ الرسالة الإسلامية لعموم الناس والتعريف بالإسلام باعتباره مدرسة الحياة، هو في الواقع ليس أقل قيمةً من مرجع تقليد المسلمين، لا يحتاج الأمر منكم إلى العجب، فمقام بهذه الحدود، يجب أن يمتلك مؤهلات كبيرة، مع العلم أن هناك أموراً مطلوب توافرها في مرجع التقليد، لكنها غير مطلوبة في شروط المبلِّغ" )) -3-

ويحذر المجتمع الإسلامي والشيعي خاصة من العواقب الوخيمة لهذا التهاون في أمر علمية وقدرة خطباء المنبر.. 

وينقل عنه ( رحمه الله ) قوله :

 (( الويل لنا إذا ما بقينا على ما نحن عليه في هذا المجال، فنحن الآن نعيش عصر العلم والشك والتردّد، إننا نعيش عصراً مليئاً بالشبهات التي تُثار حول الإسلام ويزداد فيه المخالفون للإسلام، وليس هناك يوم يمر إلا ويقرأ الإنسان مقالة أو حديثاً أو خبراً ضد الإسلام في المجلات والصحف اليومية أو يسمع من هذا القبيل عن طريق الراديو أو التلفزيون وسائر الوسائل الإعلامية الحديثة") -4-

وذكرفي كتابه الملحمة الحسينية إن هذا التساهل في مستوى الخطيب الحسيني لم يكن موجوداً سابقاً، بل إنه حديث عهد، ويقول أنه أدى إلى إبتعاد أصحاب الفضل والشأن عن المنبر الحسيني لأنه لا يؤدي إلى المهابة لدى الناس والمجتمع (كما يذكر الشيخ الراحل ) وأن الناس يحترمون إمام الجماعة الذي يصلي بالناس أكثر من احترامهم للخطيب، وعزى الأسباب إلى وجود أمثال بعض الخطباء ذوي المستوى المحدود والروايات الضعيفة التي تتكرر على المنبر..

ويمكن مراجعة الكتاب لمن أراد المزيد في هذا الشأن.   

 أنتقل الآن عن كتاب الملحمة الحسينية وأنقل لكم مشاهداتي الخاصة وبعض ما سمعته من أفواه بعض الخطباء.

أطرح لكم بعض الأمثلة كشاهد عيان وهي أمثلة من عشرات، وربما مئات الأمثلة الشواهد..

مثال لقصة رواها أحد المنبريين ..

(( كان هناك تاجر غني في الهند إعتاد أن يقيم مجالس العزاء ويطعم الطعام على حب الامام الحسين في كل عام  ولكن في سنة من السنين أصاب هذا التاجر الفقر وحل موسم عاشوراء ولم يجد هذا التاجر مالا يتصدق به لكي يحيى ذكرى الامام الحسين عليه لسلام.

فقال لزوجته وكانت امرأة صالحة ماذا نفعل  فقالت له الامر امرك  فقال لها لم يبق لي إلا فكرة واحدة وهي أن نبيع ولدنا ومن ثمنه نطبخ  طعام الامام الحسين (عليه السلام) ونوزعه على الناس.

فعلاً أخذ هذا التاجر ولده وأراد أن يختبره قائلاً: إني تعودت ياولدي أن أصنع الطعام لأبي عبد الله الحسين (ع) وتعلم ان الحال تغير هذه السنة وما عندي اموال فبادره الغلام قائلاً: يا أبتاه وأنا أرى لو تبيعني وتجعلني ثمناً لإقامة مأتم الإمام الحسين، فازداد الوالد حبا بولده.

وأخذه والده للسوق وهناك عرضه للبيع فاشتراه أحد التجار, وأخذ الغلام معه الى المنزل ولكن الغلام ظل يبكي طيلة الوقت فسأله التاجر: مم بكاؤك يا بني ؟ فأخذ الغلام يقص عليه الرواية قائلاً له: أن حب الحسين عليه السلام هو الذي دفع والده إلى بيعه وأنا مشتاق جداً لوالدي.

هنا أخذه التاجر إلى والده وطرق الباب قال لوالده خذ ولدك حراً سليماً معافى..

فسأل الوالد هذا الرجل لماذا ترجعه وأنت دفعت ثمنه ومن أنت ؟؟

فقال له التاجر أنا من بعته لأجل أحياء مجلسه ، (أي أنه الحسين ذاته(عليه السلام). !!!

ويضيف الخطيب أن الحسين عليه السلام أعطى هذا الرجل مالاًُ اشتغل بها التاجر, ورجعت أمواله وتجارته كما كانت... وتعيشون عيشة سعيدة...)) -5-

سمعت هذه القصة الغريبة في أحد شرائط التسجيل...

وقال نفس هذا الخطيب عن مصدر هذه الرواية: انها من كتاب وهو لا يعرف صاحبه إن كان ميتاً، أو حياً، والطريف أن أحد الأصدقاء ذكر لي أنه سمع هذه الرواية من أحد الخطباء أيضاً هذا العام..

ماذا يعني هذا ؟؟؟

هل يريد أن يبين الخطيب أهمية بذل الطعام لمجالس عزاء الإمام  ؟؟

 هناك روايات عديدة تبين أهمية وعظمة ثواب السخاء والكرم والعطاء وبذل الطعام خصوصاً في مجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونستطيع من خلالها أن نستغني عن مثل هذه الرواية... 

وكيف ينقل الرواية من كتاب لا يعرف صاحبه، وهل إن كل كتاب موثوق ورواياته صحيحة..؟؟

وهل يعتبر هذا تشجيعاً على أن يبيع الإنسان ولده لإقامة الطعام.؟؟ الكلام ( شويه ) بحاجة الى تدقيق وتفصيل ولكني هنا أتوخى الإختصار قدر الإمكان..

من نافلة القول والمعلوم عندنا أن أعظم الكتب الشيعية وأشهرها هي محل بحث وتدقيق، وأن مئات أو بالحقيقة الآلاف من الأحاديث قد تم تصنيفها من قبل أهل العلم والتحقيق بأنها ضعيفة، أو مقبولة ، ودرجة القبول عند علماء الأصول والفقه هي اقل من درجة الصحيحة، بل وهناك روايات رفضت تماماً من قبل العديد من المحققين.

مثال ثاني:

خطيب يتكلم نصف في نصف وقت المجلس عن  منامات رآها هو، أو قرأها في الكتب...  ليستدل بها على أهمية مجالس الحسين وياليت الأمر أن يكتفي المتكلم  بنقل منام واحد في أحد المجالس لغرض الإستئناس والتأكيد، أما أن يكون الاستدلال العلمي بمعظمه قائم على الرؤيا..

أعتقد أنه لا يوجد في الفقه الشيعي ولا السني  أن احد الطرق العلمية لإثبات الأحكام والعقائد هو المنام ..

المنام والرؤيا ليست حجة علمية..

هناك عندنا... الكتاب والسنة والعقل والإجماع ، وليس بينها المنام أم أنا غلطان؟؟

نعم إن  ننقل رؤيا رآها النبي، أو الأمام المعصوم  فهذا أمر مختلف... منام الأنبياء والأئمة أمر ثابت ومنصوص عليه وفيه تفصيل.. ليس هنا محل حديثنا حوله..  

مثال آخر:

 أحد الخطباء  من السادة يريد أن يبكي الناس  على مصيبة الحوراء زينب.. فيقول عن عقيلة بني هاشم هذه التعابير:  وملشت شعرهه... وملخت وجهه يا ويلي..على ابن امه وابوه...

وهذا الخطيب لا يترك هذه اللهجة أبدأ ومنذ خمسين عاماً، ولهذا الخطيب جمهور واسع، وتباع له شرائط التسجيل في أماكن عديدة من العالم ، وهو خطيب محترف وله من الإمكانيات المادية الكبيرة ما يجعله متفرغاً للمنبر.. فلماذا لا يتوجه هذاالخطيب للبحث العلمي والدرس عند كبار العلماء والإبداع  ليتمكن من طرح الأفكار الإسلامية ومبادئ النهضة الحسينية العميقة، والمعارف الفكرية الإجتماعية والتربوية الهادفة ؟؟..

 ولكن هذا الخطيب وأخرون غيره ما زال خطابهم متخماً بالكرامات والمنامات ولغة: ملشت شعره، وملخت وجهه، ولطمت على خدوده، ولهم جمهورهم الواسع، ولا يوجد على حسب الظاهر من يعترض عليه ويطالبه برفع مستواه العلمي، ولا يوجد هناك من يكتب معترضاً على أمثال هؤلاء الذي أخروا تقدم الفكر الإسلامي والسياسي والإجتماعي لدى العديد من الجمهور الموالي لأهل البيت (عليهم السلام)..

ولم أسمع يومأ عن هذا الخطيب أنه  درس عند عالم أو حضر في حلقة درس علمية حوزوية، أو أكاديمية، أو كتب بحثاً علمياً أو فكرياًُ.. 

مثال رابع:

خطيب لا يمر مجلس إلا ويذكر بعض الرموز السياسية أو العلمية ويثني عليهم  ويعترض وأحياناً يشتم وبعصبية وحماس على من لا يقوم بواجب وفروض الطاعة والاحترام لهؤلاء.. وأنا سمعته يشتم من ينتقد العلماء، أو يعترض عليهم وعلى المنبر عدة مرات.. ويبدوا أن صاحبنا هذا يعرف من أين تؤكل الكتف، و بعض أصحاب  المجالس أيضاً يريدون مثل هذا الولاء الأعمى..

لذلك تراه طيلة أيام السنة معتلياً المنبر ( ونفس السوالف... تتكرر ) شاء من شاء وأبى من ابى، ومن لايقبل فليشرب من ماء البحر!!!

هل هذا صحيح  ألا توجد في العالم لاسلامي تحديات خطيرة تستوجب الوقوف عندها وهي أولى من التوقف عند شخص واحد أو عائلة بعينها، او حزب، أو دولة، أو أي جهة سياسية كانت.؟؟

رحمة بمجالس أهل البيت.. إن أهل البيت عليهم السلام  أكبر من أن يكونوا واجهة سياسية لأحد...

 يمكن الإشارة أو الاستشهاد بموقف ما  لأحد الرموز للفائدة والإعتبار، أما أن تكون الشعائر واجهة دعائية..الأمر يحتاج إلى إعادة نظر ‍‍‍‍!!!‍

مثال خامس

سمعت أحد المشايخ مرة وقد القى محاضرة المدة ساعة تقريباً ولم يتكلم فيه كلمة عربية فصيحة واحدة اللهم عدا المقدمة ... صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله..

وسألته بعد المجلس لماذا يا شيخنا الإقتصار على اللهجة الشعبية مثل كلمات: (( جا وجنت.. وشكو ما كو..، فد واحد.. لعد شنو.. الى آخره ؟؟

فقال لي ما معناه: عزيزي حتى تفتهم كل الناس.. خليه على البساطه..

ويبدوا أن الكثير من جمهورنا الشيعي يهوى مثل هذه الخطباء.

أين المعضلة ؟؟ بحسب رأي .. ليس هناك تركيز من قبل بعض كبار العلماء ( حفظهم الله تعالى ورعاهم) على برنامج واضح في الأفق على تثقيف هؤلاء، أو على الأقل محاولة إصلاح لغتهم الهابطة في بعض مفرداتها على الأقل..وقل من يكتب محاولاً الإعتراض على هذه الملابسات  وبقصد الإصلاح لابقصد الإساءة.. لا سمح الله.. 

ملاحظة:

ولا أقصد هنا أن كل مفردات اللغة الشعبية هابطة بكل مفرداتها.... ابداً لا أقصد هذا..

في اللغة الشعبية مفردات جميلة جداً وساحرة ولعلك إذا إذا طلعت ( على سبيل المثال ) على أشعار المرحوم *عبود غفلة*  (أو  أمير البلاغة الشعبية كما ّيطلق عليه  ) ترى قوة اللهجة الشعبية وجمالية مفرداتها...

ما أبلغ مثل هذه الأبيات له (رحمه الله) ..

أبـــد ما والله يبن المصطفـه

جرحك البجبودنه يحصل شفـه

أصبح الإسلام طير إعله سعفـه

وبيه تختض من جميع أركانـه

إن احد أسباب قوة وجمالية المجلس الحسيني هو البلاغة الأدبية من خلال الآيات القرآنية وأحاديث أهل البيت (ع) البديعة والرائعة والأشعار والقصائد لكبار الشعراء، والحكم التي يتزين بها المجلس والمحاضرة الحسينية، والتي تزداد بها بهاءاً وهيبة، وكذلك في باقي اللغات مثل اللغة الفارسية واللغة التركية والكوردية من الجمالية فيها العاطفة الجياشة وعمق المعاني ما يؤسر القلوب ويشد الأرواح..جزى الله خيراً خدام الحسين وشعراء الحسين (ع) كافة وقد ذكرناهم هذه الليلة، سيما كاظم منذور الكربلائي، وعلي الرماحي، وعبد الأمير المرشد، وعبد الأمير الفتلاوي، وعبد الحسين أبو شبع، وياسين الرميثي... وغيرهم... رحمهم الله تعالى جميعاً  وطيب مثواهم.. اللهم آمين..

 للحديث بقية إن شاء الله تعالى..

   --------------------------------------

* ألقيت بعض هذه المقالات على شكل مجالس ومحاضرات في جمعية هولما الثقافية في مدينة مالمو / السويد  في عام 1428 هجري /2007 م

-1- نهج البلاغة-  شرح أبن أبي لحديد المعتزلي

-2- كتاب الملحمة الحسينية (ج1، ص264).

- كتاب الملحمة الحسينية ( 264)3-

-4- كتاب الملحمة الحسينية ج -1- ص( 265 )

-5-  سمعت هذه الرواية في أحد شرائط التسجيل، واسم الخطيب موجود، وشريط التسجيل موجود..

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com