|
في مطلع الشهر الجاري نشرت قائمة الأكثر ثراء بين الكتاب والفنانين جاءت كاتبة سلسلة هاري بوتر في راس القائمة بثروة تقدر بمليار ونصف المليار وأوبرا صاحبة البرنامج التلفزيوني الشهير بمبلغ مليار دولار وفرحت جدا لان اسمي لم يكن موجودا في القائمة وتساءلت ماذا كنت سأفعل لو ذكر اسمي في القائمة ماذا كنت سأقول لام هيثم العجوز التي تذكرني بخالدة الذكر ماري منيب التي استأجر الشقة منها والتي تقوم كل خمسة أيام بتذكيري بالمتبقي من أيام الشهر وبجرد الشقة خوفا من الكسر والنقص والوسخ لان ألعزابي لا يهتمون بالأثاث لا عدم ثقة لأسامح الله !!! ماذا ياصدقائي لو حصلت غلطة وكتبوا اسمي ضمن قائمة الأغنياء أكيد إن هناك من سوف يتحسر علي لأنه لم يخطفني ويساوم أهلي على بضعة دفاتر من الدولارات يقوم أهلي بدفعها ثم يجدوني مقتولا في الطب ألعدلي ولا يستطيعون اخذ جثتي إلا بعد إن يدفعوا حق السيد ؟؟ وسيتكلف اتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين العراقيين بنعي بلافته سوداء لأنهم سيتذكرونني عندها فقط فنحن مجتمع الصحفيين والكتاب لا احد يتذكرنا سواء كنا أصحاء أم مرضى نستغل ام عطالة بطالة إلا عندما نموت . وأكيد أكيد إن صاحب الجريدة التي كنت اعمل بها سيموت بحسرته على كل يوم تشاجر معي وسيندم لأنه طردني فهو لا يريد مواضيع عن الشارع العراقي ومعاناة الناس بل الجريدة تحتاج إلى خدمات صحفية وإعلانية عن المناضلين الخمس نجوم الذين جاؤا من فنادق لندن ومعهم دفاتر من الدولارات يجب ان نعرفهم للناس ونلمع صورهم مو مهم خلفيتهم وثقافتهم المهم خلى يدعموننا سيفكر بي هل من الممكن إن أتصالح معه و إن أعطيه دعما للجريدة وينشر صورتي ويجعلني اصعد الدرج مال الحكومة أليس هو القائل هذا شغل الجرايد اليوم نلمع الفاشلين مو نكتب على شغل أمانة بغداد!!! ولماذا لا وصاحب الجريدة التي كنت اعمل فيها كان بائعا للصحف بالجملة في كراج العلاوي أكيد إن بائعة الجملة سيأخذون هوية اتحاد الصحفيين قابل أحسن من غيرهم . وأكيد إن (أم هيفاء )والتي رفضت إن تزوجني من ابنتها رغم حبنا الذي لم يصمد أكثر من عشر سنوات بسبب ظروف الحصار!!! ستعض أصابعها ندم لأنها خسرت نسيبا محترم كان سيشتري شقة في عمان أو القاهرة لان مودة بيت في بغداد وسيارة باسم البنية أصبحت مودة قديمة بغداد ما عادت مدينة أمنة الأغنياء تركوها واخذوا أموالهم وسافروا إلى الخارج الحمد لله على الصحة والإفلاس الوراثي فانا من عائلة تورث أبنائها الثقافة والإفلاس المادي فقط لكن لو كانت عندي أموال هل كنت سأفرح ولكن أين مكان الفرح عندنا في العراق الفرح رحل إلى مكان بعيد لاتطاله تحديات الدولار واليورو لا وحتى الليرة السورية ولا يؤثر في جوارحه وضع اقتصادي منهار ولا تصيبه النزاعات الطائفية بمكروه ولا تخدره كذبات السياسيين عن المصالحة والتسامح والعيش الأخوي بين أبناء البلد الواحد واليد المضرجة بالدم تحمل السكين لذبح المزيد من العراقيين خلف الظهر والابتسامات الصفراء لسياسيوا العراق الجديد والقديم الفرح غادرنا لكنه ظل عاجزا عن إن يسرق منا بصيص الأمل الذي لابد إن يتجلى بأضواء ساطعة في شرفات الغد القادم مع وقع أقدام أبناء العراق الذين لم يولدوا بعد ولم يلوثون بدم العراقيين والطائفية والذين سيرسمون ملامح مدرات جديدة أخرى للعراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |