دولة تجتث شعبها - العراق بدون يهود!!!!

  

ضرغام الشلاه

dgshallah@hotmail.com

 تاريخ 9-4-2003لايحسب فقط حدثا سياسيا عسكريا أسقط شخص الدكتاتور بدبابة أمريكية . إنما هو بمثابة تمرد على وطنية فرهود ألأحتلال العربي وألأسلامي للدولة العراقية ألذي هشم هوية المواطنة العراقية . منذ تأسيس هذه الدولة حتى عام 2003 لم ينعم العراقيون بمظلة وطنية عراقية تعبر عنهم . سواء في البنية ألأجتماعية بسبب تسييسها بما يلبي لوازم جنة ونار ألأسلام السياسي أو ينسجم مع ديماغوجية معارك المصير العروبية. تبعها أنفراط هذا المضمون في أداء الدولة العراقية فخسرت ضوابطها الوطنية في علاقتها القانونية مع شعبها بجنسية تحددها وطنية الفرهود .

  مرة أخرى يجد العراقيون أنفسهم عند مفترق تأريخي آخر يؤسس لدولة تعيد الحال على ما كان عليه . مع فارق أن المجتمع العراقي ألآن تنقصه مكونات أجتثتها دولة وطنية الفرهود. في مقدمتهم يهود العراق حيث تفترش شواهدهم التأريخية والدينية وقبور أجدادهم ورموزهم الدينية ألتي يعود تأريخها ألى 2500 عام دون تواجد أنساني لهم يذكر في بلاد ما بين النهرين . لم يبق منهم سوى (34) شخصا (1) من أصل طائفة تبلغ نسمتها 130 ألف أنسان عند أجتثاثها قبل خمسين عاما تقريبا.

 بعد سقوط وطنية دولة الفرهود عام 2003. كان من المفترض بالعملية السياسية والدستورية ألتي أنطلقت أن تعيد بناء الدولة العراقية بصيغة مؤسسة يحكمها نظام دستوري تداولي ديمقراطي تنصف ضحايا دولة أجتثت شعبها قرابة قرن من الزمن منهم اليهود العراقيين. ألا أن السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب لم تستطع أصدار تشريعات تظهر ملامح العراق الجديد . سواء بألأعتراف بوجودهم ألأنساني دستوريا كأحد مكونات الشعب العراقي وأستعادت جنسيتهم العراقية المسلوبة عنهم. أعادة أموالهم المصادرة المنقولة وغير المنقولة. عجز مجلس النواب عن ذلك يؤشر أن العراق ما زال محتلا من قبل الفرهود السياسي العربي وألأسلامي.

 

تظهر ملامح هذا العجز في

 - العراق بدون يهود!!

  حيث لم يعترف الدستور الدائم بطائفة يعود تأريخها ألى 2500 عام في وادي الرافدين . خلاف ما نص عليه في بنود أخرى بألتزام العراق بألمواثيق الدولية لحقوق ألأنسان ومبدأ المساواة والعدالة ألأجتماعية بين العراقيين.

  

الباب الاول المبادئ الاساسية

 ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والايزديين، والصابئة المندائيين.

 

-عدم السماح لهم بألأنتخاب

  مفوضية ألأنتخابات خلاف ما يجب أن تتسم به من مهنية وأستقلالية . رفضت السماح لليهود العراقيين من حملة الجوازات ألأسرائيلية ألأدلاء بأصواتهم. بحجة عدم ألأعتراف بدولة أسرائيل كما ورد على لسان أغلب المفوضين.هذا ألأجراء سييس عمل المفوضية بتفسيرها القانون وفق رؤية سياسية مسبقة. لاتتناسب مع ما يفترض أن تتصف به المفوضية من مهنية . بتطبيق شرط محدد مفاده أن يكون الناخب عراقيا وفق ما يملكه من أوراق ثبوتية عراقية. من هنا يعد حرمان اليهود العراقيين من ألأنتخابات خرقا دستوريا.

 

(18) من الدستور الدائم.

´اولاً :ـ العراقي هو كل من ولد لأبٍ عراقي أو لاُمٍ عراقية.

 

الفصل الاول ( الحقوق )

اولاً :ـ الحقوق المدنية والسياسية

المادة (14): العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي

  

- عدم أستعادتهم للجنسية العراقية وأسترداد أملاكهم و أموالهم المجمدة

  يهود العراق شأنهم كبقية ضحايا دولة وطنية الفرهود أسقطت عنهم الجنسية العراقية لأسباب دينية وسياسية لاتمت بصلة للوطنية العراقية . ألى اليوم لم ينصفهم أحد في أستعادة جنسيتهم المنزوعة عنهم أوأسترداد أملاكهم المصادرة على الرغم من وجود بند دستوري عام ورد في قانون أدارة الدولة أو الدستور الدائم.

 

 المادة الحادية عشرة:

 أ‌) - كل من يحمل الجنسية العراقية يُعد مواطناً عراقياً وتُعطيه مواطنته كافة الحقوق والواجبات التي ينص عليها هذا القانون وتكون مواطنته أساساً لعلاقته بالوطن والدولة .

ب‌)-لا يجوز إسقاط الجنسية العراقية عن العراقي ولا يجوز نفيه. ويُستثنى المواطن المتجنس الذي يثبت عليه في محاكمة أنه أورد في طلبه للتجنس معلومات جوهرية كاذبة تم منحه الجنسية استناداً إليها.

ج)- يحق للعراقي أن يحمل أكثر من جنسية واحدة، وان العراقي الذي أُسقطت عنه جنسيته العراقية بسبب اكتساب جنسية اخرى، يُعد عراقياً.

د) – يحق للعراقي ممـّن أُسقطت عنه الجنسية العراقية لأسباب سياسية أو دينية او عنصرية أو طائفية ان يستعيدها.

 

وكذلك في الدستور الدائم

 المادة (18:

اولاً :ـ العراقي هو كل من ولد لأبٍ عراقي أو لاُمٍ عراقية.

ثانياً :ـ الجنسية العراقية حقٌ لكل عراقي، وهي أساس مواطنته.

ثالثاً :ـ أـ يحظر إسقاط الجنسية العراقية عن العراقي بالولادة لأي سببٍ من الأسباب، ويحق لمن اسقطت عنه طلب استعادتها، وينظم ذلك بقانون

رابعاً :ـ يجوز تعدد الجنسية للعراقي، وعلى من يتولى منصباً سيادياً أو امنياً رفيعاً، التخلي عن اية جنسيةٍ اخرى مكتسبة، وينظم ذلك بقانون.

المادة (42

أولاً :ـ للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن داخل العراق وخارجه .

ثانياً :ـ لا يجوز نفي العراقي، أو إبعاده، أو حرمانه من العودة إلى الوطن

 شواخص الطائفة اليهودية في العراق حاضرة في ذي الكفل و بابل ومقابر أجدادهم . قصصهم وحكاياهم يسردها العراقيون كظفر (كصيبة) شابة يهودية عراقية طاردتها شهوة النازية العربية .(2) تنسدل على جدران أزقة المدن العراقية وقضبان سجن قصر النهاية (3). لا تخلو مدينة عراقية من عكد اليهود وسوك اليهود أو مدرسة أو مستوصف أو عمل خيري . على مر تأريخهم في العراق أرتمو في أحضان وطنهم برموزمدنية سلمية مفكرة. كشعراء أمثال أنو شاؤل وفنانين كسليمة مراد وأطباء كدكتور سلمان درويش ورجال دولة كساسون حسقيل وكتاب ومفكرين كسامي موريه . أنهم لم يتركو وراءهم مفخخة أو حزام ناسف أو سيف مسلول يقطع الرقاب.

 رحم ألله المحامي العراقي اليهودي أنور شاؤل من أبناء مدينة الحلة تغنى بوطنه العراق بألقول

 

يا ديارا حبها تيمني

 لك في قلبي غرام أبدي

 

وفي قصيدة أخر يرتجل أنو شاؤل باللهجة الشعبية العراقية

 

وكفة في علي الغربي

من أهل حيي العرفته

سألت عن بيتي ألألفته

كالو ها وينة دباوع

دحجت لكن مشفته

وين شال أسألت ربعي

وين راح الشهم لفتة؟

كالو المسكين ودع

وأرتحل من يوم عفته

ميج الجاري بدجلة

لو دمع عيني الذرفته(4)

 

من الضرورة بمكان القول أن دولة العراق بعد سقوط دولة وطنية الفرهود عام 2003 يفترض أن تتحول ألى محمية لمكونات الشعب العراقي ألتي أنقرضت طيلة فترة أحتلال المشروع السياسي العروبي وألأسلامي للدولة. بما يؤهل المجتمع العراقي على أن يعيد توازنه ألأنساني ألأجتماعي كمجتمع مدني متنوع ألأعراق وألأديان. يؤمن بالتعايش والتداول السلمي للسلطة. فالعراق لن يكون جديدا دون مظلة أنسانية للمواطنة العراقية تنصف ضحايا الفرهود ألأجتماعي والسياسي منهم يهود العراق. أنها دعوة لأعلان ميثاق ضحايا النازية العربية وألأسلام السياسي في العراق كنواة لبناء دولة علمانية في العراق تحمي الجميع. 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_3110000/3110993.stm

 (2) ذكر الدكتور سلمان درويش في كتابه كل شيء عادي في العيادة في الصفحة (92) هجوم متظاهرين على مستشفى الراهبات . بحثا عن طالبات يهوديات. فقابلتهم الراهبة الام بالقول أن الطالبات اليهوديات تركن المدرسة:

(3) ذكر دكتور سلمان الدرويش في الصفحة 94 أن أحمد حسن البكر قصد مع حردان التكريتي ساحات عامة في بغداد تم فيها أعدام يهود عراقيين شنقا معلقيين على أعواد مشانق بتهمة الخيانة والصهيونية !!! للتمتع بمشاهدة هؤلاء الضحايا منهم شاب يهودي من مدينة البصرة يبلغ من العمر 16 عام. تم أعتقاله بدلا عن أخيه ألأكبر . يرافق البكر وحردان مجاميع تهتف وتبصق على الجثث!!!!

 (4) نفس كتاب دكتور سلمان درويش صفحة(206). حيث أرتجل الشاعر هذه ألأبيات على نهر دجلة قبل رحيله من العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com