|
بشرى سارة للعراقيين!! اعتذر جدا لمن سيخيب أمله حين يجد ان هذا المقال لا يحوي خبرا عن ( انتهاء عمل ) الإرهابيين في العراق ! كما ولن يجد ان زيادة الرواتب المقررة منذ مدة ( طويـلة ) سوف تصرف للناس الذين ينتظروها على أحر من الجمر ! ولن يجد القارئ المسكين أيضا ان هناك تحسنا أو تطورا ستشهده البطاقة التموينية بعد سنين من الوعود والمواثيق التي قطعها وزراء التجارة جميعا والتي اقسموا بمبادئهم السامية ان مادة ( معجون الأسنان ) ستكون إحدى أهم فقرات تلك البطاقة !! ان الخبر السار أعزائي ( الناس ) ان شذى قد فازت ، نعم لقد فازت شذى بالمركز الأول والحمد لله الذي أمدّ بأعمارنا حتى شاهدنا ان عراقية تفوز بالمركز الأول ، لكنه ليس المركز الأول ببطولة العالم للشطرنج ، كما انه ليس الفوز بإحدى الميداليات الذهبية في الاولمبياد ، وأيضا هو ليس الفوز باختراع جهاز يكشف عن كذب السياسيين والبرلمانيين بدل الجهاز الذي يكشف عن العبوات والسيارات المفخخة الذي سمعنا ولا زلنا نسمع عنه ، لا للأسف الشديد ان شذى لم تصل لهذا المستوى بعد . لقد فازت شذى بالمركز الأول بالغناء والرقص في برنامج ستار أكاديمي الذي عرضته القناة الفضائية ( الشرقية عالوحدة ونص ) . وقد يقول قائل ويسأل سائل ( موصلب ) ، لماذا تابعت البرنامج إذا كنت غير راغبا به ولست متابعا للغناء والرقص ؟ أقول انه سؤال وجيه ويطرح نفسه ( ويتمرغل بالتراب ) وأجيب صاحب هذا السؤال الوجيه أنني لم ولن أتابع مثل هكذا برامج لعدة أسباب أهمها انني مدمن سياسة ولا أتابع غير أخبار السياسة لأنها قد تحكمت بنا وبمشاعرنا وتفكيرنا بدون ان نشعر إلا ان ما عرفني على ذلك البرنامج ومن هي القناة الفضائية التي كانت تبثه ، هو عشرات الرسائل الهاتفية ( المسجات ) التي وصلتني من قبل شبكة الأثير وتطلب مني التصويت لشذى وتستحلفني بعيون العراق ولأني مشغول جدا جدا فلم استطع التعرف على هوية شذى ومن تكون ولماذا أصوّت لها وهل تستحق شذى عيون العراق التي أغمضت لأجلها آلآف العيون الشريفة والمقدسة !! وحينما شكوت هذه الحالة لأحد معارفي وسألته هل تأتيك نفس الرسالة اخبرني بالقصة كاملة . أما السبب الأخر في ابتعادي عن مثل تلك البرامج – و هو أهم من الأول بطبيعة الحال - اعتقادي ان من يتابع وينهمك ويقضي جل وقته في إرسال ( المسجات ) والترشيحات لشذى ورنا ورغد وسرمد ليكونوا هم الفائزين بمسابقة ما انزل الله بها من سلطان ، فانا اعتبر من يفعل ذلك هو مجرد عن الإحساس بالإنسانية ومعدوم الشعور بالوطنية لان الوقت ليس وقت غناء ولا وقت رقص انه وقت عمل وجد ودراسة وتثقّف واطلاع لان أعدائنا كثر ويتربصون بنا ونحن لاهون بالغناء والرقص وبشذى والمسجات . ان هذه البرامج هي أفكار غربية وغريبة عن مجتمعاتنا الإسلامية والعربية الملتزمة بالأخلاق الحميدة ، فما معنى أن تعيش مجموعة من الشابات والشباب في بيت واحد ولعدة أسابيع ويمارسون ( ما يمارسون ) وأمام الكاميرات وأمام العالم اجمع بحجة إن تلك مسابقة !! فأية مسابقة تلك التي تجمع الجنسين ؟ وأية ثقافة هذه التي يدعى لها في بلاد الإسلام ؟ يا مسـلـمـين .....!!! يا مسـلـمـين .....!!! أين انتـم ؟ أين انتـم......؟! ما تشوفون الجاي يصير بالشباب ؟ ما تشوفون المؤامرات على الإسلام ؟ أين قرضاوي ؟ أين طنطاوي ؟ أين دعاة الإسلام ؟ أين حماة الدين ؟ الأعراض تنتهك بحجة المسابقات وانتم لا تعلمون ! أم تعلمون ولا تشعرون ؟! ام تشعرون و( ومغلسون!!)؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |