سلامات د. سلام الزوبعي

باسم السعيدي / بغداد

basim_alsaeedi@yahoo.com

برهن هذا الرجل (د. سلام الزوبعي) أن له قلباً بسعة صدر العراق، فبالرغم من أن إنتماءه الى جبهة التوافق (المعارضة) إلا أنه كان يمثل داخل أروقة الحكومة مع الدكتور طارق الهاشمي يمثل دور عضو الفريق المعارض الذي يبحث عن الأخطاء (وإن كبرت) من أجل إصلاحها أو كشفها على الأقل، وبذلك كان الدكتور سلام الزوبعي وما زال يمثل أحد أهم خيوط الأمل ببقاء وديمومة (العراق) الذي تحاول شتى الشخصيات التطويح به (عالمة بذلك أو غير عالمة) ، ولعل تلك السياسة (سياسة المعارضة المتفتحة) أمر غير مستساغ في عالمنا العربي أو الشرق أوسطي ، حيث تسيطر أفكار (المعارضة الراديكالية) التي لاتؤمن إلا بنسف الواقع وحرق الجسور ، وللأسف الشديد فالبعض ممن وصل الى مراكز صنع القرار في العراق مازال يحمل عقلية المعارضة الراديكالية.

هاتان العقليتان المتعارضتان تتصارعان اليوم ليس على الصعيد الفكري فحسب بل على أرض الواقع، فالملاحَظ (بفتح الحاء) أن العشائر العربية في غرب ووسط العراق تخوض حرباً ضروساً على الراديكالية التي لاتقبل سوى بهلاك الحرث والنسل، وتشير غالبية الدلائل الى أن المعارضة البنّاءة تحقق تقدماً مذهلاً في الهضبة الغربية وفي أطراف بغداد.

وربما كان هذا الإحتضار الذي يفتُّ في عضد الراديكاليين هو السبب في إستهداف الوسطية السياسية في أحد أهم رموزها وهو الدكتور سلام الزوبعي.

ومن إيجابيات هذه العملية (محاولة إغتيال الزوبعي) أنها كشفت على الملأ سوء الطوية لدى بعض الفرقاء، ففي الوقت الذي إتهمت شخصياتٌ برلمانية شخصياتٍ برلمانية أخرى بالتواطؤ مع الإرهاب بسبب إرتباطات (المحسوبين عليها) المشبوهة مع المنظمات الإرهابية المعروفة، ورفضت الإستماع الى الحجج المساقة من قبلهم (البرلمانيين المتهمين) لغرض تبرئة ساحتهم، في هذا الوقت جاءت محاولة الإغتيال الآثمة لتشير الى ضلوع أحد أفراد حماية الزوبعي بالعمل الإرهابي مستهدفاً الزوبعي نفسه، والرجل (وثَّقَ) بدمه براءته ما يثير التساؤلات حول براءة الكثير من أعضاء البرلمان ممن تورطت (معيَّتهم) من دون إستهدافهم شخصياً، ولا يعني ذلك أن بعض الشخصيات غير متورطة بالفعل، وفي جميع الأحوال يجب عدم إستصدار الأحكام المسبقة قبل التحقيق في موضوعات التورط تلك.

أما الإيجابية الثانية فهي إفتضاح أمر المعارضة الراديكالية في إستهدافها كل من لايتفق معها في الطرح والرؤى ، وعلى ذلك يمكن ترتيب نتيجة مفادها أن (الحرب الطائفية التي تفتعلها القاعدة والراديكاليون) ليست سوى غطاء يتم من خلاله تسويق العنف ريثما يلتقط هؤلاء أنفاسهم فيعيدون الكرَّة على من يوافقهم في الإنتماء لكنه يختلف معهم في مفهوم الوطنية والمواطنة، بالطبع الصورة تتضح جلياً في سياقات عمل القاعدة في الجزائر وفي السعودية، فالجزائر تخلو (أو تكاد) من أي (شيعي) وبذلك تكون حرب القاعدة هناك لاضرورة لها (من وجهة النظر الطائفية) وتصبح حرباً عبثية، بينما في السعودية تشير الإحصاءات الى عدم سقوط ضحية واحدة من (شيعة السعودية) بينما يتساقط العشرات من (السعوديين من مذهب السلفية الوهابية ذاتها) جراء أعمال القاعدة الإجرامية، في تسويغ مغاير للأهداف في كلا البلدين.

لذلك يجب عدم النظر الى عملية الإغتيال الفاشلة بحق الدكتور الزوبعي على أنها إعتداء بحقه هو شخصياً ولا بحق جبهة التوافق، بل إنه إستهداف للوسطية والإعتدال اللتان تضربان بجذورهما عميقاً في الوسط السياسي العراق متحديتين كل الصعاب والأعداء من الراديكاليين في كلا الجهتين.

ختاماً نقول للزوبعي .. سلامات يا دكتور، سلامات للعراق ، وملامح تعافيه باتت اليوم تتمثل في شخصك .. وهنيئاً لك أن تصبح رمزاً لوحدة المجتمع العراقي التي تسطع شمسها بإذن الله لتعيد لحمة هذا الوطن.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com