عشرة ملايين دولار لشراء الكلور

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

في سياق القمة العربية التي لم تختلف عن مثيلاتها من القمم العربية والمؤتمرات التي طالما تم إنعقادها لمناقشة الأوضاع العربية والإقليمية ولكن دون جدوى ودون أدنى فائدة تذكر، ربما يختلف في القمم العربية المكان ورئاسة الدورة ولكن المضمون يبقى المستنسخ في جميعها.

 ما أثار إستغرابي في القمة الحالية التي إنعقدت في الرياض في دورتها التاسعة عشر  هو التبرّع بعشرة ملايين دولار من الحكومة العراقية الى حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية !!!!!!!!!!!!!!!!! والشعب العراقي بأمس الحاجة الى هكذا مبلغ لترميم مشاريعه أو بناء جزء من مشاريعه بدل التبرّع من دون وجه حق الى جهات ستصّدر لنا مادة الكلور والإنتحاريين لقتل الشعب العراقي كل يوم وكل ساعة ، ثم من أعطى الحق لرئاسة الوزراء والجمهورية العراقية بالتصرّف بهذه الطريقة المثيرة للمشاعرالعراقية والتي لاتنم عن تفكير مطلق بمصير هذا الشعب المظلوم،،  بل  بمصير القادة أنفسهم وتجميل صورتهم أمام أنظار العالم العربي والغربي .

 إن العشرة ملايين دولار التي تُبرع بها الى الحكومة الفلسطينية  لأقامة حكومة وحدة وطنية كان الأجدر أن يكمل العراق حكومتة للوحدة الوطنية بدل الشتات والنزاع والصراع والتشرذم ،،، وأنا على يقين أن هذا المبلغ المتبرع به سيدخل بدله للعراق مئات المفخخات ومئات الإنتحاريين ، والذين يتم إلقاء القبض عليهم من جنسيات عربية حسب إعترافاتهم على القنوات الفضائية العراقية التي تبث الحقيقة طبعاً.

 نحن لا نقف بالعداء من القضية الفلسطينية ، بل العكس فهي القضية العربية الأولى التي تدارسناها منذ نشأتنا وتعاطفنا معها ولكن هناك بعض نقاط التوقف على الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية تجاه الشعب العراقي ، حيث جنّد الفلسطينيون أنفسهم في مخابرات وأمن وإستخبارات صدام منذ أن أدخل الفلسطينيون للعراق في عام 1980 وأصبحوا الأداة الضاربة في الشعب العراقي من خلال إجرام صدام على أيديهم ، ولنا وقفة أخرى عندما إنهار شبح تلك الدكتاتورية وقتل ولدا صدام عدي وقصي تم تأبينهم بمجلس عزاء في فلسطين من قبل الرنتيسي وهما ألد أعداء الشعب العراقي،،، ووقفة أخرى عندما قتل إبي مصعب الزرقاوي وتم تأبينه من قبل حماس وتلقيبه بشيخ المجاهدين ، كلها وقفات وإثارات يجب علينا أن ندرك ماهو المدى والتغاضي الذي ذهب اليه الفلسطينيون في عدائهم للشعب العراقفي ودعنا ننحي جانباً تلك المشاعر الكاذبة التي نشأنا وتعودنا عليها ،،، فنحن أما شعب يكِن العداء لشعب العراق وإلا ماتلك المبررات والتفسيرات المبينه أعلاه.

 هذه الواقعة تذكرني بأخرى عندما كان الغبي الأرعن صدام بالسلطة إبان الحصار الإقتصادي الذي فرض من قبل مجلس الأمن الدولي على العراق عام 1991 أثر إحتلال العراق لدولة الكويت الشقيقة حيث قام صدام بالتبرّع بعشرة ملايين دولار الى فقراء أمريكا بغضاً بالحكومة الأمريكية وكسباً للشارع الأمريكي الذي يأمل منه صدام بالوقوف ضد حكومته لأنهاء الحصار ، وهنا نلاحظ مدى التخبط الذي يشاهده الشعب العراقي من قبل حكام العراق ،،، وبلد العراق يشهد أزمة إقتصادية وسياسية وأمنية وإنهيار البنى التحية بأكملها وهذا تبرع يمكن أن يؤثر سلباً على ميزانية العراق والتي شهدت العديد من جلسات مجلس النواب العراق من الصراع المستمر حتى تم إقرارها،،،،،،،،،،،،، فهل كانت تلك العشرة ملايين قد خصصت في تلك الميزانية؟؟؟؟؟؟

 أعتقد أن لاجواب مباشر من قبل الحكومة العراقية والتي تحاول جاهدة في لملمة جراحات الشعب العراقي بغلق مصادر الإرهاب ولو بمبالغ مالية ولكن هذا لايجدي نفعاً ولايمنع عدو مازال هناك بطىء بإصدار الأحكام على الإرهابيين،، والتي ستزيد من ذلك المطب بزيادة دخول مادة الكلور القاتلة وبأموال الشعب العراقي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com