|
حكومة العراق وتصرف هزيل حد النخاع!! محمد الوادي أجد نفسي مضطر للتكرار والتذكير ( أن موقفنا القوي والدائم بالدفاع عن العملية الديمقراطية في العراق الجديد لاتعني الدفاع عن اشخاص معينين على وجه الخصوص ولا على حزب معين على وجه الخصوص ) بل هو موقف في الدفاع عن حقوق العراقيين التي انتهكت منذ ان خلق هذا الكون وليس فقط خلال الثمانية او الثلاثة عقود الاخيرة. ومما يساعدنا في موقفنا الحر هذا هو اننا لم ننتمي الى اي جهة او حزب بل مستقلين سوى الى أنتمائنا العراقي.. يبدو أن الحكومة المنتخبة في العراق غير قادرة على الاستقرار وأيقاف حالة " الارتجاف – والا توازن " التي تعاني منها والغريب أن هذا الأرتجاف يصاحبها وهي اكثر حكومة عربية منتخبة من ناحية عدد الناخبين الذي وصل الى حوالي 12 مليون ناخب، وفي ظل ظروف غاية في الارهاب والقتل والبطش. وحالة الأ توازن تاتي من خلال أشغال اشخاص غير مؤهلين لمناصب عليا في البلد من درجة وزير وحتى الدرجات المتقدمة الاخرى في الدولة وهذا الكلام بالضبط يشمل " الشيعة والسنة العرب " على وجه الخصوص حيث العشائرية والتعصب القبلي والعائلي والحزبي المقيت هو ميزان التقيم و تسلم المناصب. لذلك ممكن للمراقب ان يشاهد حكومة لكن لايشعر بوجود مؤوسسات دولة!! ممكن ان يشاهد اكثر الاشخاص يحملون عناوين كبرى مثل وزير او عضو برلمان او سفير او وكيل وزير او قنصل او مفتش وزارة او مدير مؤسسة مهمة او دائرة مهمة، لكن بنفس الوقت لاتشعر بالاقتناع بهم وحتى بأدنى أحترام أليهم كاشخاص او كموظفين في دولة. وهم يعرفون هذه الحقائق لذلك تراهم غير متوازنين وغير قادرين على مواجهة الناس. في وقت اصحاب الكفاءت والخبرة والاكاديمين يتم تجاهلهم وعدم الاستفادة منهم بشكل مسخ. فقط لانهم لاينتمون لاي حزب او جهة سياسية. كل هذه المقدمة أريد بها ان اجد تفسير او تبرير مقنع لبعض التصرفات " الاانسانية والاوطنية والااخلاقية " والتي لاتحمل ذرة من الأمانة والتي تتم باسم العراق. حيث تم التبرع قبل يومين وفي القمة العربية التي انعقدت بالرياض بمبلغ 100 مليار عراقي من فلوس وثروات العراقيين الى حكومة حماس!! الى حماس التي تقيم سرادق العزاء الى عدي وقصي وصدام وحتى الجزراوي، وتتجاهل ألأم واوجاع العراقيين المزمنة والدائمة بسبب هولاء الاوباش المجرمين. وثم ان كل الموجودين في الحكم اليوم كانوا ينتقدون الصنم الساقط لانه يعيث فسادآ بثراوت العراقيين وايضآ لكونه يتبرع بها الى الاردن والى حماس واليمن بل وحتى افريقيا، في وقت كان العراقيين يموتون جوعآ ويتضورون عوزآ. اليوم نفس هولاء المنتقدين يسيرون بهذا الطريق الأعوج والمهزوز والضعيف والغير وطني. من خلال التبرع بفلوس العراقيين في وقت انهم ومنذ أربعة سنوات لم يبنوا مدرسة واحدة جديدة ولم يعبدوا شارع واحد ولم يجهزوا حتى المستشفيات بالاسرة او بالمعدات الطبية. بل ان عوائل الشهداء من ضحايا الصنم لحد هذه اللحظة لن يستلموا رواتب ونفس الشيء بالذات ينطبق على ابناء المقابر الجماعية او الذين كانوا سجناء في غياهب السجون او فئة المتقاعدين والمحرومين من ثرواتهم فمازالت البصرة والعمارة والناصرية تشرب ماء قذر. ولاتعرف شيء أسمه مجاري تصريف صحي!! وايضآ مازالت الفلوجة تعاني الخراب والدمار بسبب المواجهة العسكرية التي جرت بين الارهابين والقوات الامريكية قبل حوالي اكثر من عامين. لكن بنفس الوقت ممكن ان يلاحظ البعيد والقريب مستوى الاختلاسات الكبيرة التي يقوم بها " معظم " الموجودين في واجهات الحكم الجديد في العراق وكلا على طريقته الخاصة حتى لو اضطر لتوفير " قاعدة شرعية دينية أو دنيوية " مفصلة لهذه السرقات الدنيئة وهذا يشمل اكثر من 99% من الموجودين في مراكز القرار او التنفيذ!! وان حالهم بالضبط مثل " الأرضة " التي تاكل بالبناء من الداخل. ويستحقون لقب " الجلاوزة " بلا أدنى تردد. وا نا هنا اخاطب كل العراقيين بلا استثناء. ان يكون عندهم موقف واضح اتجاه هذا التبرع والتصرف الهزيل دون الاخذ بنظر الاعتبار مواجع واهات العراقيين وحاجاتهم الانسانية. فان مبلغ مائة مليار عراقي قادرة على تغير اوضاع عشرات الالاف من العوائل العراقية الفقيرة والتي تعيش تحت خط الفقر وهم أولى بثرواتهم من احفاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس او من احلام وقصور خالد مشعل او اولاد عباس هنية. فما زالت حتى هذه اللحظة زوجة الرئيس الفسطيني الراحل ياسر عرفات وابنته يتمتعون بملايين الدولارات التي ارسلها صدام الى عرفات. وها هو تاريخ " الجلاوزة " في بغداد يعيد نفسه لكن بوجوه جديدة مع مفارقة ان هولاء الجلاوزة الجدد صعدوا الى مواقع الحكم من خلال المتاجرة بدماء وتضحيات الشعب العراقي الكريم ( ونحن وعوائلنا وعشائرنا الذين انتخبانهم ). ايها العراقيين لاتسكتوا على هذه المهزلة الصغيرة لانها ستقودنا اذا سكتنا الى مهازل اكبر وأعظم فاخرجوا الى الشوارع واعلنوا الاضراب في الدوائر وارفعوا اللافتات في الطرق والساحات التي تدين هكذا تبرع همجي " وبرمكي " بنفس الوقت. أوصلوا الرسالة بوضوح وصوت عالي الى اذان هولاء الجلاوزة ولاتخافوا او تسكتوا او تهملوا لان اجزاء من هذه الاسباب هي التي صنعت صنم العراق السابق وهي التي أوصلتنا الى هذا الوضع الدموي الذي نعيشه. هدموا من خلال مواقفكم الاعتراضية الحضارية والمتمدنة صناعة الاصنام الجديدة التي بدأت بشائرها في العراق الجديد وهذا التبرع الهزيل والاوطني هو احد شواهدها. لانهم اشخاض خائفين ومهزوزين رغم كل دعمنا القوي لهم ورغم كل الملايين التي انتخبتهم فانهم كانوا يسعون الى رضا ومباركة من بعض الذي حضر قمة الرياض لكنهم تجاهلوا ردود افعالكم او مشاعركم ومواقفكم الرجولية والبطلة في انتخابهم. فسببوا لهم الصدمة الأولية على هذا تصرفهم الهزيل حد النخاع. وراقبوا النتائج وبعدها لكل حادث حديث لكن ابدآ لاتسكتوا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |