|
شذى حسون سفيرة للنوايا الحسنة علاء مهدي - سدني
ليست مغالاة مني لو قلتْ إنَّ شذى حسون ليست بمطربة عراقية فحسب إنما هي ظاهرة متميزة يتوجب الوقوف عندها وإبرازها بما يليق بها من مقام وموقع عالٍ خاصة في ظل الظرف العراقي الحالي حيث يعيش الشعب العراقي يومه على نغمات بساطيل جنود الإحتلال وموسيقى أنفجارات المقاومة البعثية التي ما أنفكت – تناضل- من أجل تصفية الشعب العراقي وليس المحتلين. شذى حسون ، شقت طريقها الوعرعابرة خنادق العنف اليومي الإصولي ، وساحات القتل الدامية ، لتنجح في إيصال رسالة عراقية صميمية إلى كل إنسان في عالمنا الردئ ، رسالة حملت فيها سبعة ملايين صوتاً منادياً بإحقاق الحق وإزهاق الباطل المظلم الذي خيم على بلدها منذ سنوات وعقود. إن نجاح شذى لم يكن نجاحاً في مسابقة فنية غنائية فحسب أنما جاء نجاحاً لصوت العراقيين ونداءاتهم المبحوحة من أجل الأمان ، والإستقرار ، والبناء ، والحداثة ، والعدالة. لشذى صوت رخيم ، صنعته قوة الإرادة والإصرار الوطني على النجاح رغماً عن كل أنواع التسلط والتخلف والإسفاف الطائفي الذي حل بوطنها العراق. ليس لدي علمٌ عن المقومات والشروط التي تعتمدها المنظمة العالمية وتشكيلاتها الإدارية عند أختيار سفراء النوايا الحسنة ، لكنني متأكد من أن شذى حسون ، جديرة لأن تكون سفيرة الكلمة العراقية ، والنغم العراقي ، والفن العراقي ، والإرادة العراقية ، هذه الإنسة ، تستحق أن تنال لقب – سفيرة النوايا الحسنة - ، لما حققته من إنجاز عبرت من خلاله ومن خلال الأصوات التي نالتها عن طموحات أكثرمن سبعة ملايين عراقي صرخوا بإسمها عبر سماءات وفضاءات فسيحة منادين ومطالبين بإحقاق الحرية لهم ليس من أجل شذى فقط بل من أجل أكثر من خمسة وعشرين مليوناً من البشر الذين اتخذت منهم أنظمة التعسف ودبابات الإحتلال ، مختبرا لتجارب الدفن الجماعي وتحديد النسل بواسطة التجويع المتعمد حينا ، والرصاص حينا آخر ، والسيارات المفخخة أحيانا أخرى . لا أشك مطلقاً في أحقيقة الفنان الكبير عادل إمام ، ولا حسين فهمي ولا صفية العمري ولا دريد لحام ، لحمل اللقب ، لكن مقارنة بسيطة بينهم وبين الفنانة العراقية الكبيرة شذى حسون تؤكد أن النجاح المتميز والتفوق غير المتوقع يعني أن للفنانة الحسناء من المقومات ما يكفي لأن تنال هذا المنصب الفخري ، فمنحها أياه يعني ببساطة إقرارالمنظمة العالمية للحقوق المشروعة للعراقيين في تحقيق السلم والأمان وألإستقرار في بلدهم المتعب. لم يحصل الإستفتاء المصري الأخير الخاص بتعديلات الدستور على مثل هذه العدد من الأصوات إذا ما قارنا عدد نفوس العراق بعدد نفوس الشعب المصري ، ناهيكم أن سبعة ملايين صوت عراقي يمكن أن يغير نظاماً كاملاً فيما لو توفرت في بلدهم ديمقراطية حقيقية. هنئوا معي ، فنانة العراق الكبيرة شذى حسون وتمنوا لشعبنا الجريح المزيد من النجاحات الفردية – على الأقل، ما دام أن أصحاب الحوانيت السياسية منشغلون بمصالحهم الذاتية او الفئوية والطائفية ، وربما بالمزايدات السرية التي تجري في الدهاليز ـ وبخاصة ما يتعلق منها ، بالإحتياطي النفطي الذي أفادت وسائل إعلامية امريكية ـ وليست عراقية ـ بارتهانه للمحرر المزعوم . يرجى توقيغ الإستفتاء التالي:
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |