ماذا وراء مداهمات المناطق التركمانية

علي توركمن اوغلو

alikerim1966@yahoo.co.nz

مما لاشك فيه ان هناك ايادي خفية معينة تلعب دورا لا يستهان به في حياكة المؤامرات الحاقدة التي تستهدف الشعب التركماني ، فلو دققنا النظر جيدا في الغرض من المداهمات المتكررة الاخيرة لمناطق معينة من توركمن ايلي والتي تقوم بها قوات البيشمركة بدعم واسناد من القوات الامريكية لوجدنا انها تهدف لاسكات الاصوات المنادية بحقوق التركمان المهضومة منذ انهيار الامبراطورية العثمانية الاسلامية ،التي كانت تحكم ما يقارب اجزاء من ثلاثة قارات . ولان توركمن ايلي منطقة تتحكم بين الشمال والجنوب لذلك تعمل القيادات الكردية للسيطرة التامة عليها وخصيصا الخط الذي يبدأ من تازة خورماتو ولحد جبل حمرين، وبالتالي اكمال مشروع محاصرة التركمان عسكريا حيث بدأت الخطة العسكرية فعليا بمهاجمة ومحاصرة الحدود الشمالية من توركمن ايلي في تلعفر في وقت سابق. ان الهدف الاستراتيجي من هذه الخطة عزل توركمن ايلي عن الحدود الشمالية وممارسة ضغط نفسي متواصل على التركمان لاجبارهم على الاستسلام لمشروع الدولة الكردية التي يحلم الاكراد باقامتهاعلى توركمن ايلي ، ولكبح جماح التركمان و الحيلولة دون حصولهم على حقوقهم المشروعة مثل باقي الفئات التي تريد تقسيم العراق. فالتركمان الذين ينادون بارض وشعب موحد هدف واضح لتلك المداهمات كامتداد لعمليات التهديد والاختطاف والقتل والاغتيالات التي يتعرض لها التركمان في عموم مناطق توركمن ايلي . وفي الاونة الاخيرة بدأت الاصوات التركمانية تتعالى حول تشكيل ميلشيات تركمانية اسوة بالعرب السنة والشيعة والكرد بعدما بلغ السيل الزبى وضاقت النفوس بالظلم والظالمين، خصيصا بعدما تصاعدت وتيرة الانفجارات المشبوه في المناطق التركمانية من كركوك لاجبار التركمان على الرحيل في وجود من يتبرع في ترحيلهم الى الولايات المتحدة الامريكية في مقابل التخلي عن حقوقهم في المواطنة العراقية واسقاطهم للجنسية العراقية، والتجنس بالجنسية الامريكية! ونقول لمن يطعن في ادعائنا هذا( الاعلان موجود بواجهة كباب عبدالله بكركوك مع فقرة الاتصال برقم الهاتف النقال 07701323323 لمن يرغب بالتجنس ) ،الى ذلك من العمليات المشبوه لتهجير وارعاب الموسورين من التركمان وتهزيمهم من كركوك واحتضانهم في السليمانية واربيل، وهنا تضرب القيادات الكردية عصفورين بحجر واحد اي انهم يقومون بالقتل والتهديد والمداهمة وبالمقابل تحتضن الفارين في المناطق التي تسيطر عليا ميلشياتها (البيشمركة)، وتظهر للعالم كيف ان اقليمهم هو ملاذ امن لاستقبال رؤوس الاموال العراقية.

لقد ايقن الجميع بانه قد ان الاوان لكي يتسلح التركمان كغيرهم ، بل لقد تأخر الكثيرون منا للوصول الى هذه القناعة. فلقد اثبتت وقائع العراق الدامية بانه عندما تندلع الحرب فسوف لن يبقى احترام الا للسلاح وبوجوده لن تستطيع العصابات المشبوه العبث بارض توركمن ايلي، وخطف اطفالنا، وتهديد وابتزاز موسورينا ، وارغامنا على ترك ارض اباءنا واجدادنا لكي تفرغ الساحة لهم ليقيموا عليها دولتهم ، ولن يفكر احد في التوسع في ارضنا شمالا ولاجنوبا. ولن يستطيع احد انكاروجودنا في استمارات الاستبيان القومي كما يحدث الان في اربيل لانكار وجود ثلاثمائة الف من التركمان هناك، ولن يفكر احد بتغيير اسماء مدننا وقصباتنا ، ولن يجروء احد بان يسند تمثيلنا لامرات جاهلة، ويتجاهل مؤسساتنا السياسية المشروعة المنتخبة. ان التاريخ سجل كيف ان الارادة الحديدية للشعوب القت بالمخططات والاحلام التوسعية لاعتى القوى المتكبرة في مزبلة التاريخ لانهم امنوا بالله اولا وبأحقية وعدالة قضيتهم ثانيا واختاروا الثبات بدل الهروب ثالثا والاعتماد على النفس وعدم الانتظار للخلاص بيد الغير رابعا واخيرا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com