شخبطة على الحائط

عصر الاستنساخ بدأ بالنعجة دوللي ثم موللي ثم .... هل انتهى دور حيامن الرجال حملة السيوف

 

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

بدأ عصر الاستنساخ بالنعجة دوللي، قبل عشر سنين فاثار الحدث اعجابا واستغرابا ودهشة حول العالم، اعجابا بهذا الانجاز الحياتي الذي حدث لاول مرة في التاريخ، واستغرابا في لوذعية  خلق مخلوق حي دون التقاء البويضة  بحيمن وهي طريقة عرفت منذ عهد أدم وحواء. وبالاستنساخ هذا ظهر ان حيامن الذكور لا حاجة لها؟ ما الذي سيحدث هل سيكون المستقبل عالم اناث وهل سيختفي الذكور يوما ما،  ليس فقط بسبب تناقص اعداد الحيامن بل لعدم وجود حاجة لحيامن الذكور في عصر الاستنساخ. انها حقبة ستعرف بـ (العصر الحوائي) وهذا ما تريدة الموجات الحوائية في منافسة الرجال الذين امتلكوا التاريخ بسيوفهم القاطعة. النعجة (دوللي) استنسخت في 1996 وهي اول حيوان لبون مستنسخ حياتيا من حجيرة لاجنسية، اي من حجيرة حياتية جسمية بالغة مأخوذة من ضرع الام ويمكن ان تؤخذ تلك الحجيرة الحية هذه ايضا من عضلة او جلد او دماغ، ليخرج منها كائن حي كامل مستنسخ كـ (دوللي).  و(دوللي) تعتبر نسخة مطابقة لامها، ويعبرون عن ذلك بقولهم، ان امها ولدت نفسها، فكانت النجمة اللامعة النعجة (دوللي) المعروفة عالميا. اما (موللي) فهي نعجة اخرى استولدت بعدئذ وتعتبر في ذاتها مرحلة جديدة في تقنيات الاستنساخ الحياتي والفارق بين (دوللي) و(موللي) هو ان النعجة (دوللي) استنسخت من حجيرة لاجنسية بالغة، اما (موللي) فانها استنسخت من حجيرة حياتية غير بالغة مأخوذة من جنين، والفارق ايضا هو ان (موللي) مع اربع اخوات متماثلات لها، خلقن ضمن تقنيات التلاعب بالجينات اي المورثات، اذ اخذوا الحجيرات الحية ثم تلاعبوا في موادها الوراثية ومن ثم استنسخوها فجاءت (موللي) المزروقة بجينات انسان. الخبراء يقولون هذه انجازات رائعة حقا تعتبر علامة طريق بارزة ولكن ماذا سيحدث في العالم المقبل، لان (موللي) تحمل جينات انسانية يمكن ان تستخدم نظريا لانتاج هرمونات او مواد حياتية لعلاج بعض الامراض او ان تستخدم كحيوانات مختبرية في تجارب الادوية والابحاث الطبية او تحل في المستقبل مشكلة توفر الاعضاء الخاصة بجراحات زرع الاعضاء، ويعني ذلك ان في (موللي) تكمن امكانية انتاج مواد حياتية يمكن استخدامها في الطب لصالح الانسان، منها بروتين في الدم يصلح لمعالجة مرض (التليف الحويصلي) الوراثي، ويمكن انتاج مادة (الفايبرينوجين) التي تمنع تخثر الدم، اي سيكون بوسعهم استولاد اخلاف مستنسخة من الحيوانات تنتج بروتينات او هرمونات او عناصر دموية تستخدم في العلاجات او لقاحات او امصال للوقاية الطبية.

في الواقع في الماضي استطاعوا من ناحية خلق حيوانات متلاعب بها وراثيا، ومن جهة اخرى استطاعوا استنساخ حيوانات كالنعجة (دوللي) ولكنهم في الحمل (موللي) مزجوا هاتين التقنيتين سويا، فانتجوا بذلك حيوانات مستنسخة ومتلاعب بمورثاتها في آن واحد وتلك قفزة كبرى. والناحية الاخرى المهمة هي ان الطرق المعروفة في زرع الجينات في الحجيرات طرق صعبة جدا ولكنها تبسطت الآن فـفتح بذلك باب تبادل الجينات او الغائها بسهولة بين كافة الكائنات. يعلق احد المتخصصين في علم الوراثة الجزيئي للفئران من (جامعة هارفارد) مذهولا ويقول ان سرعة هذه الانجازات مصقعة لان الجميع تكهنوا بحدوث ذلك ولكن ليس قبل مرور 5 الى 10 سنوات على اقل تقدير، ولكن ذلك حدث بعد عدة اشهر من ولادة (دوللي)، وفي النهاية يقول استاذ جامعة (هارفارد) ان هندسة الانسان وراثيا اصبحت امكانية تلوح الآن في الافق، وعلى اي حال ان البحث هذا لم يعترف به رسميا ولكنه مع ذلك ليس بالامر العادي فهو ثورة كبرى في علوم الحياة ولا نعرف بالضبط ما سياتي به الغد القريب من طفرات او اشياء مصعقة اخرى، بيد ان الكثير من الدوائر العلمية ترى في مزج الحيوانات بمورثات انسانية خطا احمرا لايجوز عبوره او القفز عليه. ففي  1997 طالبت منظمة الصحة العالمية حظر استنساخ البشر لان الكثير من المعاهد العلمية نوت استخدام تقنيات الاستنساخ في بني البشر. الا ان ذلك لم يحدث بسبب ان عملية الاستنساخ ليست سهلة فعندما ولدت دوللي احتاج الفاعلون اجراء مئات المحاولات حتى جاءت دوللي كما ان ليس هناك من نساء مستعدات بالمشاركة بمثل هذه التجارب. وطهر مؤخرا ان دوللي تعاني من متاعب صحية. اما محاولة مزج جينات انسانية في تجارب الاستنساخ الحيواني فقد اثارت عواصفا من الاعتراضات ماتزال قائمة. ومن يدري ما يأتينا الدهر ففي خارج الاستنساخ مزجوا جينات امرأة في بقرة فاخذت تنتج حليبا انسانيا. ملاحظة: القسم الاول من المقال كان اذيع من راديو مقاديشو الدولي عفوا من راديو كندا الدولي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com