|
إلى أنظار وزير الخارجية العراقية: بيع الجوازات ..هل هو عمل ثوري حقا ؟
شيرين فيصل / صحافية عراقية مقيمة بالمغرب فضيحتنا هذه المرة تأتي صارخة من السويد وبالضبط من سفارتنا العراقية في السويد وهذه الفضيحة الجديدة ذكرتني بما كانت تنشره صحف المعارضة العراقية عن أهل الحكم في زمن صدام حسين من فضائح التزوير وسرقة المال العام والاستهانة بالوطن والمواطنين ولكنها في كل الأحوال لم تصل إلى هذا الشكل الدرامي الذي نقلته للعالم الصحافة الأوربية عما سببته أعمال بعض الموظفين في سفارتنا بالسويد قبل أكثر من شهر. وألان بعد الفضيحة التي تم خلالها بيع أكثر من- تسعة وعشرين ألف جواز سفر- عراقي مزور بثلاثمائة دولار للجواز الواحد فقط ، وهو ارخص ثمن بيع فيه جواز عراقي بطمغات أصولية صادرة عن سفارة عراقية في الخارج للأسف حسب ما جاء في الصحافة الأجنبية . وقد بيعت هذه الجوازات للأخوة العرب من كافة الجنسيات والأجانب من مختلف البلدان وكان شعار من باع ادفع ثلاثمائة دولار لتقبض جواز سفر عراقيا رسميا صادرا من سفارة عراقية حكومية حقيقية ، وليس كما كان يصدر في زمن النظام السابق من سوق أمريدي سئ الصيت . وألان بعد افتضاح التزوير وما نقلته الصحف النرويجية تحديدا حول الفضيحة المدوية وانتقالها بعد ذلك إلى الصحافة السويدية ، وما ترتب عن ذلك من الاهتمام فوق العادة الذي وجدته في البرلمان السويدي والحكومة السويدية وصدور قرار ملزم بمنع سفر العراقيين الحاملين للجواز العراقي الذي يحمل حرف سي ومنعه من التداول والسماح فقط للعراقيين الذين يحملون جوازات سفر تحمل الحرف جي فقط عندها أختلط الحابل بالنابل ، المزور بالصحيح ، ومنع الكثيرون من السفر والانتقال بالجواز المذكور وبغيره . ونتمنى على الحكومة العراقية والسيد وزير الخارجية التدخل شخصيا وبالسرعة الممكنة لفتح التحقيق ومحاسبة المسؤولين وإعفاء المذنبين من مهامهم السامية التي وكلت إليهم خطئا والمفروض أن توكل إلى رجال أكفاء ومخلصين لوطنهم العراق وسمعة حكومته الجديدة وشعبه العريق المعروف بحب الوطن والتضحية في سبيله ، ومعالجة القضية من كل جوانبها لتفتح الباب أمام الآخرين الذين لأذنب لهم فيما فعله أفراد من كادر سفارتنا في السويد ، وربما ليس الدافع المادي هو السبب الوحيد فيما اقترفته سفارتنا في السويد وإنما اعتقادهم أنهم يمارسون عملهم الثوري القومي من اجل نصرة أهل قوميتهم من أكراد تركيا وإيران وسوريا فنفذوا فصول ما حدث بضمير مرتاح. أن المشكلة الحقيقية التي ينبغي حلها في أسرع وقت ممكن الآن هي حل المشاكل الإنسانية التي حدثت للعراقيين بسبب هذا التصرف الشائن الذي اضر بسمعة العراق حكومة وشعبا وبعلاقاتنا الخارجية واحترام الشعوب لنا كمواطنين عراقيين يعيشون ظروف المنفى كلاجئين شرفاء في هذه الدول ، إذ رفضت سفارتنا العراقية في السويد تدخل دول اللجوء المضيفة لحل هذه المشكلة بمنح المواطنين العراقيين جوازات اللجوء الدولية المؤقتة التي تتيح لهم السفر لحل مشاكلهم الإنسانية الطارئة من مرض ووفاة وزواج وزيارة إنسانية للوطن أو لجمع شمل العائلة أو تزويدهم من خلال سفارتنا بأسرع وقت ممكن بجوازات سفر لا شبهة عليها ولا شك بها ، فهي تعمل للأسف بالمبدأ الذي يقول : لا أرحمك ولا أترك الآخرين يرحمونك . وقد أكد المواطنون العراقيون الذين راجعوا سفارتنا في السويد أنهم عوملوا بعدم المبالاة وبلا أدنى شعور بحراجة موقف الكثيرين منهم في السويد وحتى عدم إعطاء أي معلومات لطمأنتهم على مصيرهم ، وبذلك يذكروننا بأسوأ ما كانت تفعله سفارات العراق في الزمن الماضي. أن المطلوب من وزير الخارجية الأستاذ هوشيار زيباري إجراءات سريعة لحل مشاكل العراقيين في الخارج من لاجئين ومهاجرين وهو الذي ذاق الأمرين كونه كان لاجئا سياسيا ومناضلا من اجل قضية شعبنا العراقي طوال ثلاثين عاما واكتوى بنار الوقوف على أبواب السفارات والملحقيات الدبلوماسية في طلب فيزا أو تمديد أقامة أو لشان أخر . وفي هذه الاطلاله السريعة على معاناة شريحة واسعة من العراقيين لا يسعني إلا أن أستعين بقول الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة أطال الله عمرها التي تقول في إحدى قصائدها : موزعة كل أرواحنا فنصف هناك ونصف هنا نحل مكانين رغم الفراق وما بعدت غير أجسادنا عن تراب العراق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |