|
من إفرازات الديمقراطية الجديدة التي غزت العراق ، مجموعة من المحسوبين على الكتابة من أنصاف العقول وأشباه المثقفين الذين اغتصبوا أماكن لهم في بعض المواقع الالكترونية مستغلين حرية الفكر والتعبير والرأي التي تلتزم بها تلك المواقع والتي تغض النظر عما يكتب وما يطرح من أفكار وآراء وانتقادات وألفاظ ومفردات . وللأسف الشديد ولكي تستمر تلك المواقع الالكترونية وتكسب اكبر عدد من الكتاب فقد فتحت الباب على مصراعيه لمن هبّ ودبّ لنشر الإساءات والألفاظ الجارحة والانتقادات الهدامة التي لا تستثني أي فئة أو طائفة أو رمز ديني أو سياسي أو أدبي أو غيرها من المقدسات . والمعلوم ان لكل شخص ولكل طائفة ولكل حزب توجد بعض المقدسات والرموز التي تمثله وتكون قدوة له في حياته وهو بطبيعة الحال لا يمكن أن يسمح بالإساءة إلى هؤلاء الرموز والقادة بأي شكل من الأشكال . وحرية الفكر والرأي لا تعني التجاوز على المعتقدات والرموز والأديان والمذاهب بل أنها تكفل لكل شخص اعتناق المبادئ التي يعتقد بصحتها واتخاذ القادة الذين يثق بهم رموزا ، ولا يستثنى من ذلك الكلام طبعا إلا أصحاب العقائد الفاسدة والمنبوذة من قبل المجتمع عموما الذين ليس لهم حق في ممارسة أفعالهم ونشر أفكارهم ما دامت تكفّر وتقتل وتهجّر الآخر وتدمر الشعوب وتسفك الدماء لمجرد اختلافهم معهم بالرأي ، وأوضح مثال على ذلك هو عصابة القاعدة الإرهابية التي تسالمت جميع الآراء على ضرورة محاربتهم والتخلص منهم وعدم الاتفاق معهم بعدما أعلنوا العداء للجميع بلا استثناء . فهؤلاء مهدوري الدماء ومهدوري الرأي ، بمعنى أن ليس لهم حق اعتناق واتخاذ ذلك الفكر الإرهابي التكفيري كمذهب . إلا أن ما يؤسف له أن تقوم بعض الأقلام المحسوبة على الأدباء باتخاذ مواقف عدائية وتحريضية وتهجمية مسبقة واستخدام ألفاظ نابية وجارحة في انتقاد أحزاب وتيارات ورموز وطنية أثبتت بعشرات بل بمئات الأدلة أنها لا تريد إلا خير العراق وشعبه واستقلال حكومته من ظلم وتسلّط المحتل. وما دعوة السيد مقتدى الصدر للتظاهر يوم التاسع من نيسان إلا دليل على وطنية أفكاره وعراقية توجهاته وشعبية مطالباته لأنها مطالب الجميع ولا اعتقد أن عاقلا أو عراقيا حقيقيا يرضى باستمرار احتلال بلده من قبل الأمريكان بعد أن توضّح وبآلاف الأدلة ان الاحتلال هو سبب الدمار والخراب والقتل والتهجير وانعدام الأمن وسوء الأحوال المعيشية وكل المآسي التي حلت بالعراق وشعبه . ان من ينتقد هذه الدعوة ويحاول أن يخلط الأوراق ويرمي بسهامه المسمومة الحاقدة عبر أي منفذ هو حاقد على العراق وشعبه ولا يريد خير العراق وشعبه ويجب أن يقاضيه العراقيون لأنه يعبر عن رضاه بوجود المحتل ، المحتل الذي استمر ويستمر بالعبث بالعراق وانتهاك حقوق شعبه المسكين سواء كان مباشرة أو عن طريق محاولة إذلال واهانة ممثليه المنتخبين في مجلس النواب أو الحكومة من خلال الاعتقالات العشوائية والمداهمات الليلية لمقرات الأحزاب ومساكن النواب الذين يطالبون بالاستقلال والتحرر وخروج المحتل والأمثلة كثيرة وليس آخرها طبعا مداهمة منزل النائب مثال الالوسي من قبل الأمريكان بعد يوم واحد من مطالبته بضرورة خروج السفارة الأمريكية من مقر سيادة العراق وهو القصر الجمهوري . فهل يرضى السيد الكاتب صفاء العلي بانتهاكات القوات الأمريكية لممثلي الشعب ، وهل يرضى الكاتب صفاء العلي بالقصف العشوائي على المدن الآمنة من قبل الطيران الأمريكي ، وهل يستطيع الكاتب الوطني صفاء العلي أن يخبرني والقراء الأعزاء عن أسباب ضغط الحكومة الأمريكية على الحكومة العراقية بإعادة البعثيين أو بعدم معاقبة الإرهابيين الموجودين في البرلمان وهل يخبرنا الكاتب عن قيام المحتلين بتهريب أشرس المجرمين الذين أوغلوا بدماء الشعب العراقي ويتموا واثكلوا ورملوا بلا ضمير ولا إنسانية!! فهل يرضى السيد صفاء العلي بهذا الاحتلال ، ولماذا ينتقد من يطالب بحرية واستقلال الحكومة عن تسلط السفارة الأمريكية وتدخلها الغير شرعي بالقرار السياسي؟ لقد كتب ( العلي ) مجموعة كلمات – ولا اسميها مقال - تهجم فيها وبأسلوب غير حضاري ولا يمت للحرية بأية صلة على دعوة الصدر الأخيرة للتظاهر في النجف الأشرف ضد الاحتلال الأمريكي ونشر هذا المقال في موقع صوت العراق 30-30-2007 تحت عنوان ( مقتدى يريد تحويل النجف إلى ساحة للتظاهر والمشاكل ) وأورد هنا بعض النقاط التي تضمنها المقال مع بعض التعليق : · ذكر الكاتب ( الغريب ) ان النجف لا يوجد فيها أي جندي أمريكي وان مقتدى يحاول إعادتهم ونشر الفوضى في المدينة ؟!!! - اعتقد أن الكاتب لم يسمع ولم يقرأ ولم يحدثه احد عن الدوريات المستمرة من قبل الأمريكان في المدينة المقدسة بحثا عن قادة التيار الصدري، فمن أين جاء بكلامه ( اعتقد انه من جند السماء!) · ثم طعن بأتباع الصدر ( والمعلوم ان الصدر يمتلك اكبر قاعدة جماهيرية في العراق ) وقال انهم يتبعونه دون وعي ودون تفكير ؟!! - اترك التعليق هنا لأتباع الصدر فهم الأعرف بأنفسهم إن كانوا غير واعين وغير مدركين لمن يتبعوا ! · ثم ذكر ان خطاب مقتدى الصدر هو خطاب بعثي ويجب أن يعترف الرجل ببعثيته لان اللعبة انكشفت !! - عجبا ، لقد سمعت هذه التهمة قديما ضد الصدر الأول وسمعتها مرة ثانية ضد الصدر الثاني وها هي اليوم جاهزة ضد الصدر الثالث ، اعتقد ان منبع التهمة واحد والأقلام نفسها !! · ثم قال شيئا عجيبا غريبا لم استطع فهمه، حيث طلب من مقتدى الصدر أن يقاوم في مدينته ولا يأتي إلى النجف !!! ( لا تعليق) · ثم استهان بأهل النجف وأبطالها حين قال ان النجفيون لا تهمهم المقاومة لا من قريب ولا من بعيد !! - هنا أيضا اترك التعليق لأهل النجف فهم اعرف بحالهم. وأخيرا أقول لهذا الكاتب إن كان عراقيا فعليه أن يتقي الله فيما يفعل فهو يهدم لا يبني وعليه مراجعة حساباته ودراسة الواقع العراقي من قريب ومن الداخل وعن طريق البراهين والأدلة لا عن طريق الكلام الفارغ والشائعات ، وان كان مأجورا فأمره إلى الله كغيره من المأجورين مثل حسن علوي وعباس جيجان ومن لف لفهم ... والعاقبة للعراقيين الوطنيين الاصلاء
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |