|
من دفتر ذكرياتي في أبو غريب / (عمليات الهروب) (4) جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
من دفتر ذكرياتي في معتقل / أبو غريب ـ الحلقة الخامسة ـ عنوان الحلقة / عمليات الهروب !! ياترى كيف ممكن لأي كان أن يخطط ويهرب من ذلك المعتقل الرهيب..؟؟ وهل فعلاً كانت هنالك حالات؟؟ ..للرد لايمكن أن أقول لاء..علينا أن ننتظر ونرى : هل كانت فعلاً هنالك عملية هروب ..؟؟ وياترى كيف وأبوغريب عبارة عن قلعة حصينة بمعنى الكلمة ..!!. لنقرأ.. ونرى : ********* أبوغريب... معتقل كبير، حيث أسوار عالية بأرتفاع ستة أمتار أو أكثر ، وهنالك على طول ألأسوار ـ أبراج للمراقبة ـ ، ناهيك عن ألأسلاك الشائكة وألأضوية والدوريات الراجلة وفي ألأونة ألأخيرة عدد من الكاميرات !!. عدى هذه وتلك هنالك أسوار عالية حول جميع ألأقسام ، وكذلك هنالك أبواب حديدية تزن ألأطنان.. وألأهم إن لتلك ألأبواب ـ مفاتيح ـ من النوع الخاص.. حفر على كل مفتاح وباب أسم ـ Kanee ـ ، حين ألأستفسار عن ذلك ألأسم : أخبرونا بأنها أسم المهندسة البريطانية التي صممت المعتقل في منتصف الستينيات من القرن الماضي!!. قبل أنتفاضة آذار / 1991 ، كانت وزارة العمل والشؤون ألأجتماعية هي التي تدير أبوغريب.. نعم لتلك الوزارة شرطة وأداريون واجبهم أدارة السجون والمعتقلات!!. ملابسهم تختلف عن شرطة وزارة الداخلية .. ولكنهم يتشابهون في الرتب والمناصب.. فهنالك الملازم ـ العقيد .. وهنا يختلفون بأنهم يحملون نجمات ثمانية ، بعكس شرطة الداخلية نجماتهم خماسية !!. بعد ألأنتفاضة ، سلموا أدارة / أبوغريب وحمايتها الى ألأمن العامة .. وقامت ألأخيرة بتشكيل ( مديرية كاملة ) كأية مديرية في المحافظات ، حيث مدير أمن ومساعدون وضباط ومفوضون ومراتب وقوات طوارىء وغيرها!!. من المعلوم أن معاملة ( وزارة العمل ) كانت أفضل من رجال ألأمن بعشرات المرات .. كانوا متساهلين في الكثير من النواحي .. أما ألأمن ........... أمن !!. حسب متابعتي لمسألة عمليات الهروب سمعت العمليات التالية .. منها كانت ناجحة 100% ومنها كانت فاشلة .. أما الناجحة : 1 / عملية هروب العالم العراقي / الدكتور ـ حسين الشهرستاني ـ وزير النفط الحالي مع عدد من رفاقه .. تلك العملية كانت بمثابة أكبر ضربة للمخابرات العراقية وجهاز ألأمن في آن واحد. في تلك الفترة كان / الشهرستاني معتقل في / قسم ألأحكام الخاصة ـ السياسيون ـ وبجوار هذا القسم هنالك قسم لمعتقلي جهاز المخابرات ( شخصياٌ رأيت ذلك القسم مرتان حين أعادوني الى المخابرات لأعادة محكمتي!!) . كان أحد أصدقاء / الدكتور الشهرستاني معتقلاً في ذلك القسم.. وكان يعمل ـ طباخاً ـ لضباط المخابرات.. وألأهم كان هنالك باب يقع بين القسمين.. كان في كثير الحالات يفتحون الباب لتبادل الزيارات بين الضباط!!. في مساء أحد ألأيام.. دخل الشهرستاني وأحد أصدقائه من نفس القسم الى / قسم المخابرات.. وهناك أستطاع صديقهما ( الطباخ ) أن يخبئهما في غرفة ـ مخزن المطبخ ـ ، وقبل ذلك كانوا قد هيئوا / غالون بنزين.. لكون أحدى السيارات / لاندكروزر كانت واقفة بسبب شحة في البنزين!!. في الليل صعدوا السيارة وخرجوا من البوابة الرئيسية والحرس كانوا يعتقدون أن الموجودون داخل السيارة هم من المخابرات.. لذلك فتحوا لهم ألأبواب وخرجوا ووصلوا الى فضاء الحرية !!. تلك قصة طويلة.. دونها / الشهرستاني في كتاب فيها مغامرات غريبة وعجيبة!!. بعد ذلك توجهوا الى السليمانية وبعدها الى آيران !!. 2 / عملية هروب شابان كورديان من أهالي السليمانية / قضاء دربند خان : هذه القصة رواها لي شقيق أحدهم ( فائق فتاح أسماعيل ) الذي كان من المفروض أن يكون مع الفارين ولكن الحظ لم يسعفه !!. القصة بدأت كالأتي : كاك فائق وشقيقه / حمه كريم وأخر نسيت أسمه ، قد قرروا الهروب ومهما كلفهم من أمر!!. المحرك ألأول وصاحب الفكرة كان / حمه كريم .. حيث قال لشقيقه : نحن محكومون عشرون عاماً.. لنغامر.. إذا خرجنا أنتهت المآساة.. وإذا القوا القبض علينا سيزيد حكمنا عدد من السنوات.. إذاً لنغامر!!. في تلك الفترة كانت أدارة المعتقل لاتغلق ألأبواب الجانبية التي تؤدي الى الساحات الخارجية !!. حمه كريم .. كان ذكياً.. قام بعمل ( سُلم ) من الحبال.. وربط في نهاية السلم حديدتان ليثبتهما على السور !!. خلال أيام وبطريقة سرية عمل السُلم.. وأنهى كل شىء.. لم يبقى ألا ساعة الصفر!!. في ليلة ممطرة وحالكة.. خرجوا الثلاثة.. رتبوا الحبل على السور.. أول المتسلقين كان صاحب الفكرة.. ثم صديقهم.. ، فائق / حاول كثيراً ولكنه بسبب أرتباكه لن يستطيع أن يتسلق السور لذلك عاد بخفى حنين!!. أما ألأخران فقد سحبا السُلم ونزلا منه الى الخارج.. ووصلا الى بر ألأمان !!!. لم يشعر أحد بالعملية الا في التعداد الصباحي حيث كان الهاربان عند أهليهما...!!. حينها أخذوا فائق وأشبعوه ضرباً وأجروا معه المزيد من التحقيقات ولكنه كان مصراً على أنه لو علم بالأمر لرافقهم!!!. حجزوا لعدد من ألأشهر ثم عادوا به الى القسم!!. 3 / عملية هروب الشاب / كاروان من أهالي قضاء / كلار : كاروان كان في العقد الثاني وأكثر .. كان قد حكم عليه بالمؤبد / عشرون عاماً .. في أحد ألأيام تفاجأ الجميع حينما شاهدوا / كاروان قد حلق شاربه.. بعد أسابيع أصبحت الحالة أعتيادية !!. في مواجهة عامة .. جلب ألأهل(ملابس نسائية وعبائة ) لكاروان.. وفي أحدى الزوايا عملوا له ـ مكياج ـ وبما أنه كان لايزال شاباً ، فقد بدى وكأنه إمرأة .. في الموجهات النساء يخرجن قبل الرجال.. النساء بأمكانهن الخروج متى مايشؤون!!. لذلك ما أن أرتدى الملابس وهيأ نفسه حتى خرج مع عدد من النساء الى الخارج.. وهناك كانت سيارة بأنتظاره..!!. لم يشعر أحد بالعملية الا بعد أكثر من ساعة ونصف.. وحينها كان / كاروان في آمان!!. بعد تلك العملية منعوا أدخال ملابس نسائية وخروج النساء على أنفراد!!!. 4 / أخر العمليات كنت معتقلاً !!. أبو غريب ـ مدينة كاملة ـ حيث عشرات لابل مئات الهكتارات من ألأرض.. هنالك أنهر وقصب بردي بعلو عدد من ألأمتار!!. في منتصف / 1996 كان مدير ألأمن ، أحد الكلاب المسعورة يدعى ( العقيد حسن العامري ) ولقبه / حسن دعوة.. قبل أن ينتقل الى أبو غريب كان مدير أمن الثورة أي مدينة الصدر الحالية . ولقب بالدعوة لكونه كان من أشد أعداء ذلك الحزب.. وفي النهاية أغتيل بيد شباب حزب الدعوة بالقرب من منزله في شارع خيرالله بالقرب من حي جميلة!!. في يوم من أيام المواجهة.. أختفى أحد المحكومين من قسم / ألأحكام الطويلة.. قلبوا عليه الدنيا لم يجدوه!!. حينها قال العامري: حتماً أنه داخل القصب!!. أشعلوا القصب من كل الجهات.. حينها صرخ يطلب النجدة!!!. أول ما خرج.. سحب المجرم / حسن العامري مسدسه وصوب ( ركبتيه ) وأقعده طول حياته!!!. هكذا عشنا وشفنا.. كل يوم إهانات وأخبار السيئة وألأهانات.. الغريب يأتيك أحدهم من ( الذين لايخافون من الله ) يتهمني بكوني كنت في نعيم أثناء أعتقالي.. سامحه الله . هنالك حلقات أخرى بأذنه تعالى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |