محمد باقر الصدر .. ثورة الأنبياء

عمار العامري

Ammaryasir76@yahoo.com

من الإنصاف إن يحيي العراقيون ذكرى استشهاد المرجع الديني أية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر لا مجرد علميته أو دوره الرائد في أيدلوجيته السياسية الفذة أو لإثراء الحوزة العلمية بالإثمار بقية أكلها طيب لهذه الساعة ولا يشابه في أي مجال من مجالات حياته الكريمة من يدعي السير على منهج ذلك الصدر العظيم وكثير ما تجد من يتلبس بلباسه وتأخذ من ثورته وفكره وشاح يتستر به .

محمد باقر الصدر حقيقة الامتداد الحي لحركة الأنبياء منذ رسالة ادم(ع) حتى خاتم الرسالات الرسول الأعظم(ص)والتي بقى مشعلها يضئ الدنيا ببركات الخط الإمامة متمثلا بمولى الموحدين الإمام علي(ع) والصفوة المطهرة التي حملت أعباء الرسالات الخالدة لتكن الممهد المؤمل لقيام الساعة منذ فجر الثورة الحسينية النابضة اليوم بشريان النهضة المهدية المباركة.

الشهيد السعيد امتداد لكل ذلك ليس بنابغة أو تكهنات كما يدعي البعض بقدر ما هو عليه من كرامة الإلهية أريد بها إحياء امة بعد إن واجهة المد الأحمر الذي أراد السير بالمنهج المخالف والبعيد عن قيمنا الدينية والأخلاقية التي ما خلقنا إلا لأجلها عبادة الواحد الأحد ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي)).

الصدر الثورة التي لعبت دور بارز في تغيير معادلات ومخططات القوى الكبرى بما فيها الموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية والمعسكرات الشرقية والغربية المعادية للإسلام فتحرك الصدر في صميم الأمة التي شعر البعث بشدة خطرها والضمير الإسلامي الذي بدء يهز أركان وجوده وما نقل عن احمد حسن البكر حينما أصيب بإغماء ونقل للمستشفى على أثرها صاح(( الصدر ..الصدر..الصدر))وهذا إن دل على شئ فانه يدل على الخطر المحدق من ما أولده الصدر في كيان البكر وزمرته.

فالصدر المشعل الفكري والثوري الذي استلهمت منه الثوار نهضتها واهتدت به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها والحيوية التي بثت في روح الشباب العراقي من اجل تغيير المعايير التي اثر فيها الماركسيين والرأسماليون حتى بات الفتى مضحيا بحياته من اجل نصرت الحق وأعلا راية الإسلام بدون مراجعة ولي أو استشارة كبير لعلمه بالفكر المتجدد والإيثار من اجل الدين والوطن لمع نجم الصدر المفدى منذ نعومة أظافره سياسيا ومفكرا ثوريا ومضحيا رحيما وخلوقا فبدا سياسيا وعالما وزعيما فعمل على مباركة مشروع جماعة العلماء الذي أسسه ثلة من العلماء المجاهدين على اثر اطروحات المرجع الكبير السيد محسن الحكيم وقد أخذت دورها في تأجيج الوضع العام في الحوزة العلمية ضد التيارات السياسية لمعروفة آنذاك مثل التيار الماركسي المؤيد من قبل عبد الكريم قاسم وأيضا التيار القومي المتمثل بالناصريين والبعثيين ورغم هذه التوجهات التي كانت تحمل أفكار أيدلوجية ناضجة ألا أن التيار الإسلامي كان الجماهير أكثر تعاطفا معه وبذلك امتدت حركة الصدر لتكن الثورة الإسلامية التي هزت حصن البعث الذي سعى للحد منها فبدا الإجراءات التعسفية من قبل البعث لزعامات هذه الحركة فنصيب السيد محمد باقر الصدر ورغم منزلته العلمية والاجتماعية الكبيرة تكللت بمنحه وسام الشهادة وأخته بنت الهدى بعد أن قادوا حركة شعبية كبيرة امتدت إلى جميع أنحاء العراق ولم تقف عند حد بل كان (للعضد المفدى) أي السيد محمد باقر الحكيم كما اسماه السيد محمد باقر الصدر عندما كان وزيره وأخي كما كان هارون من موسى والتي نعيش ثمرتها المباركة رغم ما أصاب العراق من محن وفتن راح ضحيتها خيرة أبناء الوطن فعاش الصدر في نفوس بحالة عفوية قل نظيرها لأنه ما قدمه كان خالص لله يريده به مرضاة الخالق ومنفعة المخلوق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com