الحالم .. أول فلم كوردي كان من أنتاجي وعلى حسابي الخاص!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

في العام / 1988 فاتحني ألأخ المخرج الكوردي / بختيار سيامنصوري / بأنه في مخيلته أخراج فلم كوردي وإن القصة جاهزة ولكن المعضلة الرئيسية بالمال.. حيث إن انتاج ألأفلام مسألة مكلفة ، وبالتالي لقد طرق أكثر من باب ولكن لم يسمع الرد !!.

قلت له ومن غير مقدمات  :

ــ أبشر يا ( أبو بينا ) .. ولكن لابد من أن أعرف تكاليف الفلم.. والقصة والممثلون وبقية التفاصيل !!.

بعد فترة جائني بالقصة .. وكان قد كتبها أحد الشباب من أهالي السليمانية  ويدعى

( رفيق فائق ) .. قرأت القصة ( الحالم ) كانت قصة أجتماعية جميلة.. تتحدث عن شخص فقير الحال ، يعمل ( فراش ) في أحد الدوائر.. وبعد الظهر يبيع ( لبلبي ) .. هذا الرجل كبقية البشر..يحلم.. وفي الحلم ( يفوز بجائزة يانصيب ) وحينها يتغير بمقدار 180 درجة.. يتصرف بشكل غير طبيعي.. يترك عمله و أطفاله وزوجته وأصدقاء العمر.. يتزوج من شابة صغيرة كانت تعمل معه في نفس الدائرة .. !!.

بأختصار القصة كانت فيها الكثير من المفاجآت والحالات الغريبة وأنتقاد صارخ للحالات البالية في مجتمعنا!!.

بعد قرأة القصة جاء دور الرقابة:

قدمنا النص الى الرقابة ( دار الثقافة والنشر الكوردية ) .. كانت المسؤلة أخت محترمة أسمها / ألأنسة سميرة .. خلال ثلاثة أيام أعطتنا الـ ( أوكي ) وهذا يعني كل شىء جاهز !!.

خلال تلك الفترة كان المخرج / ألأخ بختيار قد أتصل بأكثر من شركة أنتاج.. وأخيراً أستقر رأيه مع / شركة الحضر للأنتاج السينمائي والتلفزيوني.

مقر الشركة كانت في البداية في المنصور ـ فوق( مطعم الملتقى ) .. والمدير المفوض للشركة كان الفنان / حسن الجنابي .

بعد أيام قمنا بزيارة الشركة وعملنا ألأجراءات اللازمة من ( توقيع عقد ) وأعطائهم صك بالتكاليف وغيرها!!.

بعد أسبوع باشر الكادر الفني بالتصوير.. والتصوير جرى في السليمانية وفي المناطق التالية :

ــ مركز المدينة .

ــ مصيف سرجنار .

ــ جبل أزمر .

ــ بحيرة دوكان .

ــ أماكن أخرى .

البطولة كانت للمثل القدير ألأستاذ / أحمد سالار .

شارك معه نخبة من الممثلين منهم / خرمان هيراني ، دايكي آريان ، عمر كريم آغا ، نوزاد مجيد .

وقد شارك في الغناء المطرب الشعبي الراحل / أحمد شمال وعدد من الشباب .

في تلك ألأثناء أنتقلت الشركة ( شركة الحضر ) الى منطقة الجادرية.. وهناك وفي تلك الفترة أنتهى الفلم وبدأوا بعملية المونتاج وبقية ألأعمال الفنية !!.

لأول مرة عرضوا لنا الفلم هناك.. كانت الفرحة لاتسعني.. أخراج رائع.. تصوير ممتاز.. أختيار للموسيقى كانت عالية الدقة !!!.

بعد ذلك طبعوها على أشرطة الكاسيت الـ ( VHS ) ونزلت الى ألأسواق!!.

كانت فرحة الناس لاتوصف.. خاصة في تلك الفترة حيث آلآف الممنوعات...!!.

كانت فرحة كبيرة لي.. بالرغم من أنني قد صرفت مبلغاً لايستهان به لكنني كنت أشعر بفخر وأعتزاز.

سجلت هذه الذكرى بمناسبة مرور 19 سنة على  إنتاج ذلك الفلم .. وإلا ليس لقصد أخر أبداً ...  !!.

بالمناسبة أهديها للأخوة الذين يكرهوني ولايطيقون كتاباتي.. أشكرهم وإن أفتراءاتهم ذكرتني بالكثير.. سأنشرها تباعاً.. حينها ليحكم القارىء الكريم من هو السىء.. سأرضى بقرارهم!!