فكر الشهيد الصدر حياة في وجدان الشباب

 

المهندس جاسم محمد جعفر / وزير الشباب والرياضة

 

 نشأ الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس) وهو يتمتع بصفات عبقرية خارقة حيث نال الاجتهاد وهو شاباً دون سن العشرين من عمره متفوقا على كثير من العلماء والمفكرين الذين سبقوه أو عاصروه من خلال مساحة التأثير الواسعة التي تركها بين محبيه ومريديه . وان هذا المخزون الهائل من الطاقة للشهيد الصدر وهو شاباً لابد ان يكون هاجس لشبابنا في السعي لتكرار شخصية الشهيد الصدر في التاثير والبناء الفكري والعقائدي لما فيه خير الامة ..

فقد أطل الشهيد الصدر على العالم من عليائه بفكره الثاقب وآرائه التي أثرت في الإنسانية من اجل انبعاث الأمل من جديد مجسداً المعنى الحقيقي للإسلام فكراً و منهجاً وهذا ما يؤكد نبوغه المبكر وتأثره ببيئته العائلية و الدينية في النجف الأشراف إضافة إلى ذكائه الخارق وهو أنموذجا رائعا في العلم والجهاد بدفاعه عن الدين ضد أخطار الفكر الخارجي وضد طواغيت النظام المقبور فذهب على طريق الشهادة بعد أن رحل مخضب بدمه وهو يخاطب الطغاة ( و الله لن تلبثوا بعد قتلي إلا أذلة خائفين ، تهول أهوالكم و تقلب أحوالكم ، ويسلط الله عليكم بأيديكم و يجرعكم مرارة الذل والهوان و يسقيكم صاب الهزيمة و الخسران... ... ) .

والشهيد الصدر الغائب الحاضر حي يرزق في قلوب معتنقي مدرسته ذات الأطر المعطاءة فكراً وديناميكية لكل الأمكنة و الأزمنة فهو كالأرض البكر في عطائها و شموليتها لما قدمه من أفكار ونظرياتها كانت ذات تأثير و حركة شمولية عميقة في واقع الإنسان و الحياة بحيث تفاعلت مع الواقع على العكس من بعض الأفكار التي كانت كالسراب ليس لها وجود إلا في بطون الكتب و خيال المفكرين و هي عبارة عن فكر و سفسطه ليس لها تفاعل وتأثير في الواقع .

و قد جسد الشهيد الصدر سمات الفكر الإسلامي من خلال شمولية فكره وواقعية طـــــروحاته التي فند بها أراء الوجوديين وحطم أفكار الماديين و كانت مؤلفــــــاته ( كاقتصــــادنا وفلسفتنا و البنك اللاربوي ....... ألخ. ) من المـــــؤلفات القيمـــــــــة والشمولية التي نالت اهتمام وإعجاب كبار المفكرين و العلماء و المثقفين إسلاميين وغيرهم.

وهذا ما جعل أفكاره ذو انعكاسات مؤثرة على قلوب الشباب و توجهاتهم بحيث أصبحت تدور حول فكره دوران المجرة حول الكون ففكر الشهيد لا تجد حقيقته ولا تفقه جوهره إلا من خلال حركته الشاملة و المؤثرة بعمق في الواقع مما كان له بالغ التأثير في أفكار الشباب العراقي بسبب التركيبة الفكرية و البناء الفسلجي لهؤلاء الشباب بفعل ما موجود من ديناميكية وجاذبية مع الواقع لان فكر الإمام الصدر تجسد من خلال امتلاكه :

· كل مبررات البقاء و الديمومة .

· كل مبررات التحرك و التطور وملائمة الظروف المختلفة .

· إن هذا الفكر المتجدد العملاق فرض نفسه على الواقع بشكل جذاب و مؤثر وقد صارع الأفكار التي حاولت أن تحجمه و أزال العقبات الكبيرة من طريقه.

وقد وضع الشهيد الصدر (قدس) أربعة أركان رئيسية لتحريك الشباب نحو الهــدف الكبير وصولاً للغاية و الكمال( ما إن تمسك الشباب بها فسيكسبوا خير الدنيا و الآخرة ) ، وهذه الأفكار تتجسد فيما يأتي :

 1- على الشباب تحديد ومعرفة الواقع الذي يراد التحرك فيه ورسم المنهاج العملي له .

2- على الشباب تحديد الهدف الذي يراد نقل الواقع له وتجسيده فيه .

3- تحديد الخط الواصل بين الواقع و الهدف و الطريق الذي لابد للشباب من المرور فيه لغرض أجراء التغيير المطلوب .

4- تهيئة البيئة الذاتية للمفردات و الأدوات المستخدمة في عملية التغيير .

إن الفهم الواعي و الدقيق لهذه الأفكار تجعل الشباب العراقي قادر أن يضع خطاه على طريق التغيير و التطور لان الشاب الذكي يتحرك بنجاح و بسرعة لنقل الفكر إلى واقعه من خلال الاختبار و الفضول يكشف عن مواقع القوة في حركته و فكره ليسلطها على مواقع الضعف في ذلك الواقع ويعززها بما يقوي ذلك الواقع من خلال الفكر والفهم الجديد للإنسان والكون فليس الاختيار الذهني للشاب سواء في ذاته أو في الآخرين تحوير أراء أو تقويم مواقف ولا إتقان في الجدل البيزنطي العقيم بقدر ما هو توضيح و تطوير للمفاهيم و ربطها.

فالشاب الذي لا يتقن التعلم في ترتيب الأركان الأربعة ولا يرى في نفسه الإبداع والحركة أو يستسلم للواقع سيكون متأرجحاً بين عدم الثبات في الرأي وبالتالي ستكون مواقفه انتهازية.

إن الشهيد الصدر بأفكاره الثاقبة و أطروحاته الكبيرة وسيرته المباركة حدد ملامح النجاح والتطور وقد عول على الشباب باعتبارهم عماد الحياة بان يأخذوا دورهم من خلال فكره الأخاذ ليشقوا طريقهم بقوة ولكن عبر طريق طويل وشاق يتطلب الصبر والمطاولة لبناء وطنهم لان الموروث الذي خلفه النظام السابق والذي كبل فيه كل الشعب بالحديد والنار عبر أكثر من ثلاثة عقود قد اوجد فاصلة شاسعة بين الواقع و الطموح لا يمكن إزالتها إلا بعمل مدروس وعبر مراحل ومحطات مستنبطة من أفــكار الشـــهيد الصدر ( قدس) للوصول إلى الطموح والتطور لاسيما وان العراق اصبح مفتوحاً امام الافكار والثقافات المختلفة والطارئة والتي قد تؤثر وتؤدي الى ظهور اخطار تلقي بظلالها على ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا ويبقى فكر الشهيد الصدر صمام الامان لاحداث التوازن بين ما هو طارئ ودخيل وبين قيمــنا وثوابتنا والا سنخسر الكثــــير من قيمنا وهذا ماندعو الشباب للانتباه اليه والتحصن ضده ..

وهذا ما يلقي علينا في وزارة الشباب والرياضة المسؤولية الكبيرة لترجمة هذا البرنامج وتجسيده إلى الواقع باعتبار الوزارة الجهة القطاعية الراعية لطموح الشباب وتوجهاته من خلال تجسيد أفكار الشهيد الصدر وأطروحاته القيمة إلى واقع عملي ملموس و توعية الشباب وتهيئة الأفكار والتوجهات المطلوبة على خطط وبرامج وندوات ترصد لها ميزانيات خاصة لغرض تفعيلها وتطويرها لتوجيه الشباب نحو الأهداف المرسومة في فكر الشهيد الذي يمثل حياة في وجدانهم وجهادهم وبما يعزز دورهم في عمليات التغيير والبناء حتى يعود وطنهم معافى يرفل بالأمان و التطور والتقدم و يشارك في بناء صرح الحضارة و الإنسانية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com