سارقو العمائم

 

فوزي حكاك / النرويج

fauzi1711@hotmail.com

المعروف عن السيد الخميني قدس الله سره الشريف انه من أكثر رجال الدين احتراما للمعممين, فهو يرى فيهم قادة يجب أن يثبت المعمم فيها احترامه لعمامته, باعتبارها تمثل رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم من كل النواحي.

 وقد جاء إلى السيد الخميني مره مجموعة رجال دين يقولون له أن رجلاً معمماً يسرق من أموال الدولة, فقال السيد الخميني:

- لا تقولوا المعمم يسرق, قولوا الرجل سرق العمامة.

 ولقد قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه, عن المتظاهرين بالدين سواء المعمم منهم أم غيره, وقال ذلك قبل بناء بغداد:

- سيأتي زمن على بغداد تسد فيه اللحى الطرقات.

الحديث واضح, فأمير المؤمنين صلوات اله عليه قال ما سيحدث مستقبلا, واللحى التي تسد الطرقات هي من طولها ستسد الطرقات, وطول اللحية هي من مظاهر المنافقين في التدين كما نجدهم في التكفيريين بصورة خاصة, وبعض سارقي العمائم من المتظاهرين بالتشيع.

 الخطورة في سارقي العمائم أنهم اليوم بعلمهم أو دون علمهم يثيرون الفوضى في الشارع العراقي...الأخطر ما في سارق العمامة انو لا يفرق يبين التكفيري والشيعي, ولا يفرق بين المواطن العادي البرئ وبين المحتل, بل سارق العمامة لا بهمه ولو قتل من الشيعة أكثر مِن قتله للأمريكان....الخطورة في سارق العمامة انه بجهله وما يتبعه من الغاويين يدمر كل شي, لان سارق العمامة هو بحد ذاته سارق.

 ومنذ حكومة البعث الجديد بقيادة علاوي بعد سقوط الصنم, فان النجف أصابها الدمار, فبعثي علاوي من جهة ومن جهة أخرى ضده صدري لا يفهم من الاستراتيجيات شي قد تسببوا في أضرار مرقد أمير المؤمنين, ويقولون بأنهم شيعة علي!!!وتسببوا في مقتلة كبيرة من الشيعة من قوات الشرطة.

 ومن الغرائب انه لما دعا السيد مقتدى الصدر التيار الصدري بالمسير بمليون شخص إلى سامراء لبناء المرقدين, لم نجد أي اثر لواحد سار ونفذ قرار السيد, ولكن نجدهم يسارعون للتنفيذ إذا طلبهم السيد لقتل الأمريكان في النجف وخراب مرقد أمير المؤمنين!!!

 الأغرب بعد هو انه المنطقة الخضراء في بغداد, فلماذا لا يتم التظاهر أمام الأمريكان هنالك حيث وسائل الإعلام تصور وتبث كل ذلك إلى العالم.

 أما المؤسف حقا كلما يتم التضييق على التكفيريين والبعثيين المجرمين نرى بعض الصدرين يهبون لقتل قواتنا من الشرطة والجيش, وبذلك يخففون عن التكفيريين وطأة القوات العراقية.

 وجيد أن نرى المتدينين لمثقفين من التيار الصدري ينسلخون عنه ليقوموا بإعادة ترتيب أوراقهم مجددا, فهم اليوم قادة الشارع, وهم اكتشفوا بان تسميتهم باسم تيار صدري كان مجرد ردة فعل لخلو الساحة من قائد سياسي حقيقي غير موجود في أحزابنا الإسلامية الشيعية, وسنرى بأي اسم أخر سيظهرون, ولكنه بالتأكيد لن يكون على اسم عوائل علماء.

 نحن نؤمن أيضا بان من كان في التيار الصدري بمثقفيهم وجهلتهم هم من حفظ بغداد من سقوطها بيد الإرهاب, ولكن نعيب علهم قتلهم لأبرياء من طوائف أخرى, لان ليس من أخلاقنا قتل الأبرياء, ومن قتل الأبرياء بالتأكيد هم جهلة, وهم ممن يتبعون سارقي العمائم, وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه بعد انتصاره في معركة الجمل لم يقتل الأسرى مثل مروان بن الحكم, ولا قتل مصعب بن الزبير وأخاه عبيد الله بن الزبير, بل أطلق سراحهم.

 للتخلص من سارقي العمائم ومع تناقض الإحداث اليومية وتنافر التصريحات, المطلوب عدم إتباع رموز عائلية, فليس من الصحيح إنشاء وإتباع تيار صدري, أو أتباع آل الحكيم لكونهم من عوائل علماء, لأننا نتبع علماء يعملون بعلومهم ولا تبع عوائلهم.

 فلو صح ذلك إذن يجب إتباع تيار سيستلني وأخر تيار شيرازي أو نتبع تيار أية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي.

 إن من عظمة السيد الخميني قدس الله سره الشريف أن كتب بوصيته منع عائلته من استعمال اسمه, وبذلك قطع قبل وفاته دابر مَن قد يسئ أو يستخدم اسم السيد لأغراض شخصية....يعني السيد الخميني بذلك قطع دابر سارقي العمائم, ممن قد يفكرون بالبروز إلى الساحة تحت اسم " تيار الخميني"

 ومن احد أسباب بروز سارقي العمائم هو أن الناس تبحث عن قيادة, فحتى قطعان الحيوانات لها قائد, ولخلو الساحة العراقية من قيادة سياسية بعد سقوط الصنم, توفرت الأجواء لسارقي العمائم.

 هذا أيضا معروف اليوم بان أحزابنا الإسلامية الشيعية استمرت على نهجها الضعيف كما كانت قبل سقوط صدام, فلا تعاون بينها اليوم ولا تفاهم, وكأن كل منهم ليس موجودا أمام الأخر.... إنها أنانية التسلط,....(كل حزب بما لديهم فرحون) كما قال القرآن الكريم عنهم.

 في الحقيقة من أهم أسباب بروز سارقو العمائم على مسرح الإحداث هو إن كل الحركات الإسلامية العراقية خالية من معممين حقيقيين بعلومهم مواقفهم الحازمة, وأصبح الأمر متروكا لمتدينين غير معممين, وهم من لا يحلمون حتى تخصصات دراسية تبني الدولة...لان  المتدين الحكومي والحزبي يحمل شهادة بتخصص ولا يعمل بها لأنه أصبح وزيرا بوزارة لا علاقة لها بتخصصه, أو انه يحمل شهادة الدكتوراه  في علوم إنسانية لا تبني شئ...

فالشعراء لا يبنون مصانع....

شهادات فلسفية أو فقهية لا تبني مدارس....

الإعلام لا يبني سدود آو يبلط طرقات...

فأين أصحاب التخصص في الأعمار والبناء ؟ طبعا غير موجودين  بسبب جهل حركاتنا الإسلامية وسارقو العمائم.

 كل شي تعمله الدولة ألان هو القضاء على الإرهاب أولا, ولكن الارهابين هم في مجلس النواب والحكومة, والجميع لا يتجرؤون على إصدار قرار بسحب عضوية فلان, ولا تجاسرت الحكومة وألقت القبض على من هرب بالملايين وسكن الخارج.

 وبهذه المناسبة اذكر أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية( منظمة منافقي خلق) كانت قد أنزلت مقتلة برجال الدين الإيرانيين, ولكن ضابط واحد من ضباط السافك الشاهنشاهي عرض على الحرس الثوري الإسلامي اجتثاث منافقي خلق بصورة نهائية.

الضابط قال في اجتماع مع بعض قادة الحرس الثوري الإيراني:

- أعطوني كل ما أريد من معلومات ومعدات ومال أعطيكم رؤوس منافقي خلق, ولا تقولوا حرام شرب الويسكي,لا تعترضوا إذا نمت مع عاهرة لان العاهرات هن من يعرفن مجاهدي خلق جيدا, لا تراقبوني ابد ولا تسيروا خلفي وتتجسسوا عليَّ. ما تريدونه أنفذه بطريقتي.

وكان الرجل رغم كل إجرامه السابق قد أوقع بأكبر واخطر اجتماع لقادة منظمة منافقي خلق, حيث قامت قوات الحرس الثوري الإسلامي بمهاجمة المكان بعد تطويقه, وتم قتل أكثرهم في كمين وسط طهران, حتى زوجة مسعود رجوي قائد المنظمة الذي كان هو بالخارج تم قتلها لأنها هي الرأس الخطر وقاومت بالسلاح, وهي التي كانت هي تدير الاجتماع بنفسها, وهكذا هربت المنظمة إلى خارج الحدود لتستقر في العراق تحت رعاية صدام بالأمس واليوم تحت رعاية حكومتنا المنتخبة بمباركه امريكيه.

 وضابط السافاك هذا مثل واضح, لاستخدام الحكومة لأصحاب التخصص في عملهم. ولو تفكر حكومتنا المنتخبة باستخدام أصحاب التخصصات بطريقه عملية وتدعمهم فعلا, لتم بناء الدولة, ولتم سقوط عمائم من فوق رؤوس سارقيها, ولانتهى الإرهاب....

 ولكن ماكو حزب عراقي واحد يسمع ولا واحد يقرأ ولا واحد يشوف.....

صمٌٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يبصرون.