|
مدينة تلعفر التركمانية تحترق في محرقة العراق الجديد علي توركمن اوغلو ان الاحداث المفجعة الاخيرة التي جرت في مدينة تلعفر التركمانية الجريحة والتي راحت ضحيتها اكثر من 150 شهيدا تركمانيا يدل على ضعف اداء القوى الامنية واجبتها الوطنية وعدم ادراكها خطورة هذه العمليات الاجرامية مما يولد علامات استفهام مشروعة حول تسلل عدد من الارهابيين الى الاجهزة الامنية لزرع الفتنة الطائفية بين الشعب التركماني هناك وللحد من هذه الاعمال اللانسانية نرى وجوب استئصال هذه الزمرة المجرمة من قوى الامنية في هذه المدينة . غير ان المعالجة الامنية هي وجه واحد من اصل المشكلة اما الوجه الاخر والاخطر نراه في غزو الثقافي الذي تعرض اليه تلعفر وابناءها . اذ ان اخطر ما يواجه امة ما في تاريخها هو تغيير ثقافتها تغييرا فجائيا يبعدها عن اسسها الحضارية مما يؤدي الى الاخلال بتوازناتها الاجتماعية والاقتصادية والتي شكلتها عبر التاريخ . ان خطورة هذا الغزو الثقافي يكمن في اقحام اسس جديدة وقواعد لا تمت بصلة الى طريقة تفكير وتصرف هذه الامة . ان مخاطر هذا الاغتراب عن ثقافة التقليدية للامة قد تم التأثير اليها منذ عدة قرون ومن قبل كتاب مشهوريين . نحن هنا لا ننكر بأن الشعوب والامم تتعايش في العالم اليوم دون حواجز كما كانت قديما بفعل تطور تكنولوجيا الاتصالات مما يجعل الوقوف امام عملية التأثر والتأثير بين الثقافات امرا مستحيلا لكن اعتراضنا هو على عملية التغيير الفجائي والجذري الذي يمارسه بعض قليل من ابناء تلك الامة بحقنهم لاسس ثقاغات مستوردة لاتمت بصلة لاسس الثقافة القومية لتلك امة . ان شعبنا التركماني في تاريخه الحديث وتحت شعار التعايش السلمي مع مكونات الشعب العراقي الاساسية الاخرى كان الاكثر تعرضا لهذا النوع من التغيير ثقافي وبالتالي الاكثر قبولا له لاسباب عديدة تحدثنا عنها سابقا وسنتحدث عنها لاحقا اذا استدعى المقام ذلك . ان ما حدث في تلعفر مثال حي وخطير بما حدث لهذا التغيير الثقافي في الجزء الشمالي من توركمن ايلي لقد تعايش التركمان وخلال تاريخهم الطويل وثقافتهم العريقة والمستندة على مبدأ التسامح الديني والسياسي والمذهبي دون التعرض لمسألة المذاهب الدينية ( لاننا شعب لا نؤمن بالمذهبية والطائفية بل بالدين الاسلامي الحنيف هو مبدئنا وعقيدتنا ) ولكننا نرى ان جماعة صغيرة لا تتعدى اصابع اليد من التركمان السنة في تلعفر باستقدامهم لاسس التطرف الديني للمذهب السني والمشتقة من ثقافة المملكة العربية السعودية ( الوهابية ) ولدوا ردة فعل قوية في جماعة صغيرة ايضا من شيعة تركمان تلعفر بادرو بدورهم باستقدام اسس لثقافة اخرى مبنية على التطرف المذهبي الشيعي ( الايراني) وقد تكون مسلسل الاحداث وقع هناك وبالعكس اي ان التطرف الشيعي الايراني بدأ اولا وولد تطرفا وهابيا سنيا سعوديا ان هذا الانشقاق الدموي الذي حدث في مدينة تلعفر ، اذا لم يتم ايقافه سوف تلحق ضربة مفجعة في اهم مدينة تركمانية بعد كركوك من حيث الثقل السكاني فتلعفر هي منبع ومستودع القوة السكانية التي تعتمد عليها قوة البناء السكاني التركماني . لذلك نحن نرى ان ما يحدث هناك هو ضربة قوية سوف تؤدي لا سامح الله في هذا المنبع والمستودع البشري بنزوح عدد غير قليل من التركمان من مدينتهم مما يؤدي هذا النزوح الى حدوث افراغ المدينة ليستغل بلا شك من قبل الاعداء ( الجهات السياسية التي تدفع بهؤلاء القتلة لاشعال نار الفتنة ) وملئه من قبلهم بحجة الحفاظ على امن واستقرار في المدينة وهذه عملية هي التخطيط للاستيطان بعينه . وهنا اناشد اخوتنا في مدينة تلعفر ليكونو يدا واحدة لضرب تلك القوى والتي لا تتعدى اعدادهم اصابع الايدي والمدفوعين من قبل بعض القوى السياسية والتي تعمل ليل نهار للنيل من الجزء الشمالي من توركمن ايلي الا وهي مدينة تلعفر التركمانية ( انما يحدث ليس الا انتقاما من الشعب التركماني الذي يدافع عن وحدة العراق ارضا وشعبا ) كما نرى ان الرجوع الى اسس الثقافة التركمانية العريقة خير مخرج من مخاطر ، وصمام امان للتلعفر!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |