|
من دفتر ذكرياتي في أبو غريب / (عصابة النقيب عدي الدوري!!) (6) جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
ياترى أية عصابة داخل أبوغريب؟؟ وهل كانوا عصابةفعلاً ؟في الحقيقة تسمية / عصابة قليلة بحق ذلك الرجل.. لكون العصابة لها مواصفاتها ألأجرامية ولاتتغطى بغطاء العفة والشرف والوطنية !!. تلك العصابة كانت أخطر من كل العصابات..لالشىء سوى كانوا ذات نفوذ وسلطة وقوة على أناس لاحول لهم ولاقوة !!. لنقرأ معاً ونتعرف !!. ********* كل معتقلات العالم ، أنشاءالله معتقلات ( جزيرة الواق واق ) هنالك حصص من الطعام وألأدوية لنزلائها ... إلا معتقل / أبوغريب ، رأينا العكس!!. في الحقيقة كان لأبوغريب ـ حصة محترمة ـ من أرقى أنواع ( ألأدوية وألأغذية ) ولكن بسبب وجود ( عصابات منظمة ) من ظباط ومنتسبي / أمن أبوغريب كان من ألأستحالة أن نرى شيئاً .. نعم كانوا يسرقون أكثر من 95% من تلك المواد وتباع في أسواق بغداد من دون خوف أو تردد أو محاسبة من الضمير والوجدان!!. كل شهر كانت تتكرر عمليات ( السطو والسرقة ) نسمع بتفاصيلها من قبل عدد من ألأفراد الذين كانوا ينقلونها لنا.. ونحن لا حول ولاقوة !!. من المفروض أن تقدم أدارة السجن وجبات من ألأغذية للنزلاء.. عدى ذلك هنالك حصة لكل شخص من مساحيق الغسيل والصابون وألأرزاق الجافة وألأدوية.. ولكن كل تلك ألأشياء كانت مختفية !!. كان كل هذا يحصل وهنالك عشرات المعتقلين يعيشون على خيرات وصدقات ألأخرين... اليس من العجب!!..؟؟. كل الذي كنا نراه مايلي : ــ بين يوم ويوم كيسان من ( الصمون العسكري ) خبز متحجر..لايؤكل.. مع ذلك كان عدد من الفقراء يتناولوها !!. ــ كل أسبوع ( قدر من الرز المطبوخ ) لايكفي لخمسون شخصاً والعدد الموجود كان أكثر من الف شخص !!. ــ كل أسبوع ( قدر / شوربة عدس ) بنفس الكمية . ــ كل أسبوع ( قدر / شاي ) بنفس الكمية ومن غير سكر!!. ــ بالرغم من وجود ( مستوصف ) في كافة ألأقسام ولكن لم نرى غير عدد قليل من الحبوب فقط .. أما ( ألأبر وبقية ألأدوية ) كانت تسرق ولاتصل الينا!!. كل تلك المواد كانت تأتي من عدد من المصادر منها : ــ مخازن وزارة التجارة ـ حسب البطاقة التموينية ـ . ــ من كنائس العالم . ــ صليب وهلال ألأحمر . ــ عشرات المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية . ــ حكومات دول الخليج والدول ألأسلامية . قبل مجىء ( العقيد / حسن العامري ) ـ الله لايعطيه العافية ـ ، كان هناك ـ حرامي ـ برتبة عقيد هو المدير وكان يدعى / نزهان التكريتي.. من أهالي بيجي .. هذا الرجل كان ذئباً بشرياً .. سليط اللسان مع الجميع حتى مع منتسبي دائرته.. كان ملتزم من قبل / علي كيمياوي لكونه كان في الماضي أحد أفراد حمايته.. تم ترقيته لأكثر من مرة حتى وصل الى رتبة عقيد في ألأمن!!!. هذا الرجل كان صاحب نفوذ .. لايخاف أطلاقاً.. هو الذي بدأ بالسرقة وبيع المواد.. كان يتصرف بشكل علني.. من دون تردد أو خوف!!. أغرب ما شاهدته بنفسي هذه المسرحية الهزيلة : كان يحضر كل شهر ويزور قسمنا ( السياسيون ) يجمعوننا في الساحة ألأمامية.. كان يطرح سؤال واحد : ــ شلونه حصتكم من ألأكل والشرب وألأدوية والمساحيق وغيرها ..؟؟. كانوا قد هيئوا مجموعة من المنافقين.. يردون عليه : ــ خير من الله سيدي كل شىء تمام.. رحم الله والديكم !!. غريبة.. أية أدوية ..؟؟ أي طعام ؟؟؟. كان ممنوع أن نعلق.. السكوت فقط .. في أحد ألأيام رد أحد الشيوخ من أهالي البادية وقال : ــ سيدي بروح أبوك هو منهو شايف مواد ؟؟؟. ما أن قال هذا حتى حملوه وحجروه لأسبوعان.. بعدها قمنا بتقديم رشوة للأدارة وأخرجناه من المحجر!!. ياترى بعد هذا من يتجرأ ويتكلم..؟؟ أو يعلق ؟؟ .. السكوت أو التأييد على أساس كل شىء تمام التمام!!!. فجأة ينقل ( نزهان ).. ويأتي من بعده التافه / العقيد حسن العامري والملقب بـ حسن دعوة.. والتسمية جاءت بسبب عدائه وملاحقته لمناضلي ( حزب الدعوة ألأسلامي ) حينما كان مدير أمن الثورة ـ الصدر حالياً ـ ..!!. مع بداية دوام المدير الجديد.. يبدوا أنه كان لديه فكرة بموضوع السرقة ، لذلك في مصباح عيد الفطر قام بزيارة مفاجأة الى السجن.. صدفة رأي هنالك شاحنات تحمل المواد تروم الخروج الى الخارج ومنها الى ألأسواق أو المخازن للبيع!!. فوراً .. أتخذ عدد من ألأجرءات منها : ــ أحتجز سواق الشاحنات وأستجوبهم . ــ أعاد المواد الى المخازن . ــ أعتقل كافة أفراد العصابة والتي كان يترأسها / النقيب ـ عدي الدوري ـ وعدد من الضباط والمفوضين وألأفراد!!. حجزهم في غرفة صغيرة.. رأيناهم وهم يتوسلون لشربة ماء.. كم كان منظراً عظيماً حينما نرى المجرم / عدي الدوري ـ يتوسل ـ بالناس.. ويريد شوية ماء!!. أبقاهم هناك لثلاثة أيام ..لاماء..لاطعام.. بعدها احالهم الى محكمة خاصة !!. بعد فترة علمنا بأن المحكمة أكتفت بنقلهم الى المحافظات الجنوبية .. لكن( نقيب عدي) نقل الى تكريت... ـ يعني كافؤه !!!ـ . السؤال المهم والذي لابد من أن يطرح : ــ ياترى بعد تلك العملية ، هل وصلتنا مواد وطعام ؟؟؟. للرد ... نعم ولكن بزيادة 10% فقط !!!. جميعهم كانوا كلاب وقردة وحرامية ولصوص ... لايوجد حدا أفضل من حدا.. الجميع سواسية في ألأعمال والتصرفات!!. كانت أيام عصيبة ولت ولكنها ظلت عالقة في الذاكرة.. لنا حلقات أخرى بأذنه تعالي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |