|
العراق الجديد الدكتور عباس العبودي يوم التاسع من نيسان هو يوم من ايام الله ,الذي اكرمنا الله تعالى به بزوال الطغيان . ومن حكمة الله البالغة ان يصادف هذا اليوم و مطابقا ليوم شهادة السيد الشهيد الصدر الذي قدم كل مايملك لله في سبيل ارساء دائم دولة الانسان في العراق , حينما خاطب كل ابناء الشعب العراقي بخطاب انساني ,فقال لهم انني معكم , نعم كان معهم وحقق ماصمم عليه وهو حصوله على وسام الشهاد في طريق تعبيد المفاهيم الانسانية الصحية البعيدة عن كل نزعة جاهلية تفتت في جدار الوحدة الوطنية. أربع سنوات مضت منذ زوال الطغيان في العراق ,بعد انهر من الدماء التي سالت , ولكنه ومع الاسف أن عالم الشر في كل مكان ابى ان يبتعد عن اذى العراقيين ,لانهم يعلمون ان التجربة العراقية تمثل انعطافا كبيرا في تاريخ المنطقة. حيث يتولى المستضعف القهور زمام اموره بيده ناشدا لطلب الحرية والعدالة التي حرم منها على طول التاريخ . لقد أبى هؤلاء الطغاة الجدد من أتباع مدرسة آل ابي سفيان ومن يدعمهم من قوى الشر في داخل وخارج العراق لوضع العصى في عجلة بناء العراق الجديد , الذي حقق هذا الحلم الذي طال انتظاره منذ زمن غير قريب. ايها الاحبة ان مسيرنا صعب مستصعب ,وطريقنا هو طريق ذات الشوكة ,وان ما اكرمنا الله تعالى به من النصر هو اختبار لنا جميعا –انشكر ام نكفر , وشكرنا لابد ان يكون ليس فقط شكرا بالسنتنا وانما لابد ان يكون شكرا بالسلوك . والشكر بالسلوك يتمثل بالمعاني التالية: 1-تقييم انفسنا من خلال التجربة, هل حققنا لامتنا التي ابتليت بالظلم والعدوان شيئا من طموحها ,ام زدناها معانة فوق معانتها. بسبب تفرقنا وحساسيتنا لبعضنا البعض ,وبروز مظاهر الهوى والانا فينا , ولهثنا وراء حطام الدنيا الفاني وتسابقنا على جني المغانم الشخصية على حساب المظلومين والمستضعفين , وتسقيط احدنا للاخر,والاحتراب الداخلي الذي ذهب ويذهب يوميا العشرات من الابرياء ,نتاج هذه النعات الشيطانية التي تتملكنا وتسيطر علينا. 2-تقييم كامل للتجربة الجديدة بكل ابعادها , وهل اننا قادرين على ادارة البلاد بطريقة انسانية ,بعيدا عن الحساسيات والخصومات والمحاصصات الاانسانية (هذا لي وهذا لكم) والشعب العراقي وقع ضحية لهذه السنة السيئة التي استنها بول بريمر وعززها اهل البلد حتى دفع ويدفع ثمنها اهلنا في العراق . 3-دراسة كل المعوقات بنظرة مجردة خالية من كل مؤثرات عاطفية , حتى نتمكن من التقييم الايجابي او السلبي للمعوقات. 4-السعي الحثيث لبناء دولة الانسان , وليس دولة الدين او المذهب او القومية. لاننا جميعا بشرا عبادا لله لايميز اجنا عالى الاخر الا بمقدار الولاء الوطني وخدمتنا لاهلنا . والولاء الوطني لايمكن ان يتحقق الا من خلال اذابة كل معاني الولاءات في داخل حب الوطن لان حب الوطن من الايمان ز ومن خلال هذا الحب المجرد من كل ولاء اخر نستطيع ان نضع ذوي الكفاءات التي تخدم اهدافنا الوطنية والانسانية. 5-ان كل قوى الاخطبوط الشيطاني سوف لاتترك لنا المجال من العمل لبناء العراق ,ولكن علينا ان لاننتظر ,بل ان انتظارنا هو انتصارا للارهاب, علينا ان نمضي في مشاريع البناء الانساني والاجتماعي والعمراني , وتهديم كل الحواجز المذهبية والقومية , والدينية , وحفر الاساس الانساني الصحيح وشده بكونكريت الاخوة الانسانية ,لينى جدار الاخوة والمحبة والولاء الوطني. هذا يسوف لن يكون يسيرا . وخصوصا ان ثمن بناء هذا الجدار ساهم فيه كل ابناء العراق الشرفاء واختلطت دمائهم ولحومهم مع بعضها البعض,لان الارهاب لايمييز بين هذا وذاك وخنجره المسموم طعن الجميع ,ويسعى لقتل الانسا ن في العراق ,مادام هذا الانسان رافضا للشر الذي تمثل بهذه القوى الشيطانية. وخطابي الاخير الى كل قوى الشر في كل مكان , الله الله في دماء العراقيين ولحومها , فان الخنجر المسموم الذي تطعنوننا فيه ,سيطعنكم جميعا ,وان زيت نار الفتنة الذي تسكبوه على نارالفتن الطائفية والقومية سيحرقكم جميعا وبدون استثناء , وستكنوا لعنة على طول التاريخ لانكم دعمتم قوى الشر ضد عمل الخير , والشر مدحور مهما طال ليله الدامس في ظلمة الجهل ,ولابد لنور شمس الحرية والمحبة والاخوة الانسانية من ان يشرق في العراق الجديد إنشاء الله. ونقول لكم قل موتوا بغيظكم –فطرينا طير المحبة والاخوة لايخدع بشباك حقدكم وجهلكم ,وسوف تعلمون من هو النتصر انشاء الله ويوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |