|
عصفور المعلم أحمد علمنا حبَ الحياة لؤي قاسم عباس من منا ينسى معلمهً في صف الاول الابتدائي لازلتُ أذكرُ ملامح و قسمات وجهه بكل التفاصيل حتى نبرات صوته لا زالت تدوي في مسمعي ... كيف أنسى من علمني (28) حرفاً من بينها اعظم حروف الدنيا ( الضاد ) كيف انساه والقول المأثور يقول (( من علمني حرفاً صرتُ له عبداً )) .. فلنا ان نتصور حجم الامتنان لهذا الانسان ( المعلم ) ... كان أسمهُ معلم أحمد هكذا كنا نسميه ولا زلت الى الان لأأستطيع ان اسميه بغير هذا الاسم ( معلم أحمد) ... كانت له علاقةُ وطيدة مع جميع اولياء الامور لتلاميذ صفنا فهو يعرفُ كلً صغيرةٍ وكبيرةٍ عنا .. كان في كل يوم عندما يدخل الصف يخبرنا بأن العصفور اخبرهُ ( أن فلاناً كان يلعبُ في الشارع . او فلان يؤذي والديه .. او فلان المريض لا يشرب الدواء اوان فلان يسهر يتابع شاشة التلفاز ) كنا لا نشك بأن العصافير هي التي تخبرهُ بكل هذه التفاصيل ... فكنتُ كلما رأيتُ عصفوراً داخل بيتنا الشرقي أتوقف عن اللعب وافتح الكتاب امام ذلك العصفور لعلهُ يخبر (( معلم احمد )) بـ (أنني شاطر) وضقتُ ذرعاً بتلك العصافير التي طالما وشت بي عند (معلم أحمد ) فحملتُ مصيدتي لأنتقم منها وبدل ان اصيب تلك العصافير أصبت زجاج المنزل . لم اعرف سرً ذلك العصفور حتى صار عندي اولاد فصرتُ انا العصفور الذي ينقل اسرار ابنائي الى معليمهم عندها فقط عرفت ان ابي هو ذلك العصفور الذي اوصل اسراري الى ( معلم أحمد ). بقيت علاقتي وطيدة ( بمعلم أحمد ) فكنتُ كلما اراه اسلم عليه بحرارة وكل احترام . وعندما تخرجتُ من دراستي الاكاديمية رأيته فشعرتُ حينها بحاجتي لتقبيل يديه الكريمتين ... جذبتُ يديه لاقبلها فسحب يديه بقوةٍ اكبر وضمني الى صدره وشعرتُ حينها أنني لا زلتُ طفلاً صغيراً وانهُ معلمي الكبير الذي علمني كيف أحب وكيف احيا وكيف اخدم الوطن ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |