كاكا جلال جرمكا ما أجمل عراقيتك في كردياتيتك

ثامر

sy.gabriel@chello.nl

منذ فترة طويله وأنا أقرأ بشوق كتابات الأخ جلال جرمك، والذي شدّني للتواصل مع كتاباته ، هو أسلوبه السلس ومداعابته الهادفة التي تعكس في صراحتها نمط الإنتماء الوطني الصادق الذي أصبحنا ، مع الأسف، نفتقده في خضمّ السنوات الأربعة التي تلت سقوط النظام البائد، واليوم قرأت له مقالا جميلا يستحق أن نقرأه بتأمّل ،و أدناه الرابط لكل من يريد أن يقرأه .

http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=50304

نعم، من دون أيّة مجاملات ، ولا أيّ مسعى تملّقي او تحريضي ، اقول بصدق إنه(الأخ جرمكا) نموذج العراقي الكردي الأصيل الذي كنّا كعراقيين بمختلف مناحلنا ومشاربنا نعاضد قضيته و مظلومية شعبه أبان حروب الأنظمة السابقه ، والكل يعرف حجم الدعم والمساندة الذي كان يقدمّه غالبية العراقيين للحركة الكرديه المسلّحة في نضالها الوطني ، خصوصا ابناء شعبنا الكلدواشوريالسرياني ، و قراءتي لكتاباته الإنسانية الهادئة تعيد إلى ذاكرتي تلك العفوية الوطنية العراقيه ألتي كانت تدفع بجموع العراقيين للإنخراط في صفوف الحركة الكردية من أجل نصرة كلمة الحق ضد كل متجبّر وطاغي ، كما تشعرني كتابات الأخ جرمكا بأنني لازلت كعراقي كلدواشوري مطالب بإتخاذ نفس الموقف الذي مرّ عليه عقدين او ثلاث، رغم أنّ الذي نشهده من تجاذبات سياسية اليوم يكاد يبعث فينا أحيانا يا أخي جلال ما يشبه بإحساس التنصّل و مغادرة تلك المواقف التي إعتدناها في العقود الماضيه،أي أن نموذج الأخ جرمكا يفرض اليوم نفسه كخطاب متوازن في تطلّعاته مفروض بالأخر ان يقتدي به و مطلوب منّا جميعا مناصرته و مساندته من أجل إعادة ترتيب لحمة مجتمعنا العراقي الذي أوشك أن يفقد خاصيّته الوطنية الشعبيه التي عرفناها خاصة بعد إحتلال العراق .

 إنّ دعوة الأخ جرمكا التي وجههّا صادقا في معرض مقاله الى القاده من الإخوة الأكراد بخصوص الكلدواشوريين السريان هي بمثابة نداء وطني في منبعه و صادق في معناه السياسي والإنساني مطالباّ إيّاهم بضرورة تحكيم العقل و بقرار سياسي صريح وشجاع يحترم تمثيل الكلدواشوريين الرسمي في البرلمان و يمنحهم ( الكلدوأشوريين السريان) فرصتهم الوطنيه حالهم كحال كافة مكونات الشعب العراقي في إقرار مستقبلهم وإستعادة كافة حقوقهم القومية التي خسروها طوال سنين نضالهم جنبا إلى جنب مع جيرانهم الأكراد وبقية أطياف الشعب، وقرار من هذا النوع هو الذي سيثبت مصداقية رد جمائل الأخرين الذين ناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس من أجل حقوق الجميع، ومبادرة من هذا النوع ستساهم فعلا في ترتيب إعادة الأمور إلى نصابها ، حيث أنّ إدعاءاتنا بتبنّي الديمقراطية كنهج او شعار لبناء وطن يضمن حقوق الجميع لا تكفي ما لم ترافقها ممارسات واقعيه وملموسه على الأرض وهي من شأنها أن تعزز الثقة المتبادلة و تطوّر مفاهيمنا الإيجابية لمعاني إحترام حقوق الإنسان في الوطن الواحد، فنحن اليوم بحاجة حقيقية إلى خلق شعور متنامي من مسؤولية متبادلة وتعاون مشترك يحفظ إستقلالية كل طرف وسيادته في الوطن الواحد .

 للأخ جرمكا الذي عرفت من بعض أصدقائي كم قد تعذبّ هذا الإنسان في سجون النظام ، أقول بكل صراحة، بأنّ ردود الأفعال السلبيه التي تنغصّ عليكم بهجة تفاعلكم الإنساني مع قضايا وهموم شعبنا العراقي بشتى أطيافه ، تشكلّ في نفس الوقت مصدر قلق ليس فقط لكم ، بل لدى جميع العراقيين المحبيّن لوطنهم وشعبهم، ولا يمكن لها أن تستحوذ على اية مساحة من رضانا او تعاطفنا معه،لا بل على العكس ، فنحن نرى في الرّد عليها مضيعة للوقت لكنّ كلّما تعانقت أجسادنا و شدّت أيادينا بعضها مع البعض في كل مناسبة وطنيه كانت ام قومية، دينية كانت أم سياسية ، عربية كانت ام كرديه، تركمانية كانت ام كلدواشوريه، أيزديه كانت ام شبكيه، مندائية كانت ام ارمنيه ، حين تتعانق هذه الأطياف تحت خيمة العراق ، ستكون هي الرادع الاقوى للأجنبي المتربّص فينا لترّده ومن معه من سماسرته خائبا متقهقرا إلى جحوره .

فهنيئا لكم يا كاكا جلال هذا النفس العراقي الاصيل، وهنيئا لكم نهرا دجلة والفرات اللذان رواكما هذا الحب العذب في عشقك للعراق.

 أخوكم ثامر

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com